تقنية-الغد

عام 2013… عام التكنولوجيا والإختراعات

العام 2013 كان عاماً حافلاً بالمنجزات التكنولوجية، فمن الطابعة الثلاثية الأبعاد إلى الجنون الذي صاحب إطلاق عملات «بيتكوين» وما بينهما من اختراعات، سوّغ كل ذلك إعطاء هذه السنة لقب «عام التكنولوجيا» بإمتياز.

لم تكن هذه المنجزات (الطابعة الثلاثية الأبعاد، عملات «بيتكوين»، برنامج »بريزم» للتجسس الإلكتروني وغيرها) وليدة هذه السنة، ولكن حضورها القوي و«الصخب» الذي أحدثته، جعلاها تسيطر على المشهد التكنولوجي لعام 2013. وفي ما يلي أهم ستة منجزات سادت الساحة التكنولوجية هذا العام والتي من المفترض أن يتعرف عليها الجمهور قبل بداية العام الجديد.

الطائرات بدون طيار
منذ أكثر من عقد من الزمن يستخدم الجيش الأميركي الطائرات بدون طيار لمطاردة الإرهابيين المفترضين والقضاء عليهم، بيد أن تعيين جون برينان «مستر درون» («درون» بالإنكليزية تعني طائرة بدون طيار) في آذار (مارس) 2013، أعاد إلى ساحة الجدل الدور المنوط بهذه الطائرات ومدى خضوعها لبنود القانون والإتفاقات الدولية.
وفي هذه السنة تحديداً لم يقتصر دور الطائرات بدون طيار على المجال العسكري بل تحول إلى المجال المدني، فقد استخدمها «حزب القراصنة» الألماني لتعكير صفو أحد إجتماعات أنجيلا ميركل عبر توجيهها للتحليق بالقرب من مبنى المستشارية. كما حققت شركة «أمازون» واحدة من أهم مبيعاتها هذا العام عبر إعلانها عن احتمال استخدام الطائرات بدون طيار لتوزيع منتجاتها.

برنامج «بريزم» للتجسس الإلكتروني
أحد أهم برامج التجسس الإلكتروني »لوكالة الأمن القومي» الأميركية والذي طبقاً لما نشره المستشار السابق للإستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، أصبح رمزاً مهماً من رموز منظومة التجسس الإلكتروني الأميركي على البيانات.
ونتيجة لبرامج التجسس هذه، هزت العالم فضيحة كبيرة هذا العام وأساءت بشكل لم يسبق له مثيل الى صورة الولايات المتحدة الأميركية في العالم. ودفعت هذه الفضيحة عدداً من البلدان الحليفة للولايات المتحدة، كفرنسا وألمانيا، إلى التقدم بشكاوى واحتجاجات دبلوماسية ضد الحكومة الأميركية اعتراضاً على قيام «وكالة الأمن القومي» بالتجسس على رؤسائها. ولم تقتصر هذه الفضيحة على الضرر الدبلوماسي الذي سببته لواشنطن بل كان للقطاع الإقتصادي الأميركي نصيبه منها وخصوصاً في البرازيل التي فسخت عقوداً وقعتها مع شركة «بوينغ» لتصنيع الطائرات، إثر هذه الفضيحة.

«إكس بوكس وان» و«بلاي ستيشن – 4»
سوق ألعاب الفيديو سوق كبيرة ومربحة، يبلغ حجم الأموال المتداولة في هذه السوق أكثر من 50 مليار دولار، لذا فإن أي إصدار جديد من الأجهزة المشغلة لهذه الألعاب يعد حدثاً ملفتاً للنظر في حد ذاته، علماً بأنه لا يتكرر إلا كل ست سنوات. العام 2013، كان أحد الأعوام التي ميزت هذه السوق. فلأول مرة يخرج إصداران جديدان في العام عينه من تلك الأجهزة المشغلة ونعني «بلاي ستيشن – 4» الذي تصنعه شركة سوني و»إكس بوكس وان« الذي تصنعه مايكروسوفت.
المنافسة الكبيرة بين المصنعين ظهرت واضحة وجلية في أسعار الجهازين سوني طرحت جهازها بسعر تنافسي أملاً في الفوز بحصة الأسد من هذه السوق، بينما مايكروسوفت تبيع جهازها بسعر أغلى قليلاً من منافستها لإقتناعها بالميزات الأكثر تقدماً التي يضيفها جهازها – مثل إمكانية استقبال البث التلفزيوني واستخدام برنامج المخاطبة عبر الإنترنت سكايب وحتى تقنية رصد الحركات الجسمانية والأصوات البشرية – لكنه يبقى أمراً خاصاً بها، وعليها إقناع الآخرين بفائدته حتى يقبلوا على شراء منتجها.

الطابعة الثلاثية الأبعاد
في نيسان (أبريل) 2012، نشرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية العريقة تقريراً عن الطابعة الثلاثية الأبعاد ،يصفها بأنها الثورة الصناعية المقبلة، وهو الرأي الذي وافقها عليه الجمهور هذه السنة – 2013 – بعد أن حظوا بشرف استخدامها. لكن الأمر الذي أعطى زخماً أكبر لهذا الاختراع هو ما قام به الشاب الأميركي كودي ويلسون الذي استطاع تصنيع بندقية بإستخدام هذه التقنية وهو ما فتح باب الخيال واسعاً أمام الجميع، أملاً في تصنيع منتجات غير إعتيادية أو حتى وقف الإعتماد على خطوط الإنتاج التقليدية المعروفة بتصنيع منتجات خاصة.
عدد من الهيئات بدأ بالفعل في استخدام هذه التقنية لعرض نسخ من منتجاته بشكل ثلاثي الأبعاد، هيئة البريد الفرنسي خير مثال على ذلك. والنجاح الكبير الذي لاقته هذه التقنية أسال لعاب الكثيرين ودفعهم للبحث عن تقنية أكثر تقدماً تقوم بطباعة رباعية الأبعاد.

عملات بيتكوين
الجميع يبحث عن «بيتكوين». «بيتكوين» هي العملات التي لا جنسية لها والإفتراضية تماماً والتي ظهرت الى الوجود في العام 2009، ولكنها لم تلق الرواج إلا هذا العام. ففي كندا بدأت تشيع ماكينات الصرف والتغيير لهذه العملات الجديدة، وفي قبرص بدأت إحدى الجامعات في قبول هذه العملات لدفع مصاريف الدراسة بها، وفي ألمانيا لم يتردد عدد من الحانات في العاصمة برلين من بيع الجعة لزبائنهم الذين يدفعون ثمنها بهذه العملة. يبقى فقط أن ينسى الجمهور الصورة اللصيقة بهذه العملات على أنها العملات المفضلة لمجرمي الإنترنت أو متلاعبي بورصة العملات الإلكترونية الذين يهددون القيمة الحقيقية لهذه العملات.

نظارات غوغل
نظارات «غوغل» الرقمية تعد ثورة في طريقة تعامل الإنسان مع الواقع المحيط به، والهدف منها هو التقريب بين التكنولوجيا والإنسان وإسقاط الحواجز بينهما. في العام 2013، تحولت الحماسة لهذه النظارات الجديدة – المتصلة بالإنترنت – إلى هوس حقيقي من عشاق الأدوات التكنولوجية الحديثة التي قد تكون أحياناً غير ضرورية. ميزة هذه النظارات أنها تتيح لمرتديها دخولاً سريعاً الى خدمات غوغل عبر الإنترنت. المفارقة أن عدداً من الولايات الأميركية بدأ في إصدار التشريعات التي تنظم استخدام هذه النظارات التي لم تطرح بعد في الأسواق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق