أخبار متفرقة

أجواء 14 آذار عشية «14 شباط»

عشية ذكرى 14 شباط كانت الأمور مفتوحة على مراجعات نقدية من ضمن فريق 14 آذار أو ما تبقى منه، يتفق أكثر من فريق على ضرورتها من أجل وقف تفكك هذه القوى. وركزت المراجعات النقدية على:
– أن فئات واسعة من قواعد 14 آذار ترى أن الدرك الذي بلغته مواقف القوى الأساسية فيها يمثل في السياسة استسلاماً كاملاً لحزب الله ومشروعه، والتسليم بأن يكون «الضابط» الأمني والسياسي على نحو ما كانته الوصاية الاحتلالية السورية لثلاثة عقود متتالية.
– ثمة من يرى أنه حان الأوان لتعيد قوى 14 آذار النظر في خياراتها، فالتنافس بمرشحين يتبعان عملياً لحزب الله هو بمثابة تنافس على الخضوع للحزب ولإيران من خلفه، فهل هذا هو الثمن الذي ينبغي للبنانيين أن يدفعوه لمواجهة الشغور الرئاسي، وهل مطلوب تسليم لبنان الى حزب الله «ولياً» على لبنان للخروج من الشغور؟
– 14 آذار أمام مفترق طرق تاريخي: إما أن تعود الى خياراتها التاريخية وتواصل المقاومة، وإما أن تواصل مسارها الانحداري المتواصل لينتهي بها الأمر الى الاستسلام والخضوع العملي أمام الدويلة، وعندها ربما لن يعود «المنتصر» قابلاً بالمستسلمين.
– إذا كان ثمة تنافس حاد قام بين الحريري وجعجع فإن التوازن بينهما كان سلبياً وجاء ضرره كبيراً، باعتبار أنه بعد عشر سنوات من اندفاع الأمور الى مقلب آخر، يعاد بها الى الوراء بغض النظر عن المكسب الشخصي المباشر في هذا المقلب أو ذاك تبعاً لمآل التطورات.
– استعجال ركنين أساسيين في 14 آذار إجراء تغييرات جذرية في مواقفهما أضعف أركان قوى 14 آذار، كما أضعف الجميع، بمعنى أنه أظهر مدى تحكم اللاعبين الإقليميين في الوضع الداخلي.
– هذه المجموعة السياسية تجاوزت بأقل الخسائر الممكنة انفصال جنبلاط عنها حتى الأمس القريب الى أن فجّرت خطوة الحريري بتسمية رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية العلاقات بين أقطابها، وتحديداً بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وهو ما وضعها أمام استحقاق جديد. وزاد من خطورة الوضع وتأزمه رد رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون، ما أفقدها توازنها الطبيعي، وجاءت القطيعة بين «بيت الوسط» ومعراب لتفرض واقعاً جديداً على استحقاق 14 شباط.
وتشير مصادر مطلعة على أجواء النقاشات التي رافقت الاستعدادات للذكرى الى أن معظم أقطاب 14 آذار غابوا هذه السنة عن التحضيرات. فالأمانة العامة التي كانت تتولى الجزء الأكبر منها على الأقل إدارياً وتنظيمياً مشلولة منذ أشهر عدة ولم تعد تنفع الاتصالات الجارية لترميم العلاقات بين أطرافها، وهي التي اهتزت بعنف ما بين أحزابها ومن يسمّون أنفسهم «ممثلي المجتمع المدني» عشية التفاهم الذي قاد الى إنشاء «المجلس الوطني»، فكانت حصيلته المباشرة ولادة متعثرة ومشوّهة للمجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق