سياسة لبنانية

عون: التكتيكات السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية

قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «ان دعمكم ومحبتكم وثقتكم التي منحتموني اياها هو ما اوصلني الى رئاسة الجمهورية، وانا لن اصدمكم وسأحاول ان احافظ على ثقتكم ومحبتكم التي غمرتموني بها، من خلال تنفيذ الوعود التي قطعتها لكم».
هذا ما توجه به رئيس الجمهورية الى اللبنانيين خلال اللقاء التلفزيوني المطول الذي جرى معه مساء اليوم في قصر بعبدا بمناسبة مرور سنتين على عهده.
قدم للقاء مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ثم جرى عرض تقرير عام عن تطلعات الشعب اللبناني، وتقرير آخر يتضمن آراء الناس حول سنتين من عمر عهد الرئيس عون.
بداية سئل رئيس الجمهورية عن مسار تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجهه، فقال: «أوضحنا من البداية اننا نريد حكومة وفقاً لمعايير معينة، أي وفقاً للأحجام، ومن دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية. فلو اكتفى كل طرف بمعيار حجمه لما كانت حصلت هذه المشكلة، وظهرت عراقيل غير مبررة، كانت سبباً لتأخير تشكيل الحكومة».
ولفت في هذا الاطار الى العقدة السنية التي ظهرت مؤخراً، موضحاً ان المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة مكونة من افراد وليست كتلة، «ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، وهم قد شكلوا مؤخراً مجموعة، فهل يمكن أن يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه سياسي معين؟ وماذا سيفعلون؟ وما يهمنا أيضاً ليس إضعاف رئيس الحكومة، فلديه مسؤوليات وعليه أن يكون قوياً من دون ان يتعرض لأي هزات».
ورأى الرئيس عون ان اللجوء الى حكومة امر واقع، لا يخدم لبنان، «فنحن نبني حكومة عبر التفاهم والتضامن، حيث نستطيع أن نحقق امورا كثيرة. أما عبر التفرد بالرأي ووضع الشروط فهذا غير ممكن».
ورداً على سؤال عن «سر الكيمياء» بينه وبين الرئيس الحريري وعن الاستمرار بما سبق ان قاله حول «حكم الاقوياء»، اوضح انه يشترك مع الرئيس الحريري بالنوايا الطيبة لبناء لبنان، «وهو شخص طيب، لا يمكن ان تختلف معه».

وعن السبيل الى الخروج من الازمة الحكومية الحالية، شدد الرئيس عون على انه يضع الناس امام مسؤولياتهم، مجدداً التأكيد على ان «التكتيكات» السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية، وقال: «لقد ضحينا جميعاً ودفعنا من رصيدنا من اجل ارضاء الآخرين».

وفي الملف الاقتصادي والمالي رفض رئيس الجمهورية دق ناقوس الخطر، مشيرا الى انه غير قلق من الاوضاع المالية والاقتصادية حالياً، ولكنه حذر من الاستمرار في هذا الوضع لانه عندها يصبح الخطر حقيقياً.


واكد رداً على سؤال حول المخاوف من العقوبات الاميركية على لبنان، وما إذا كانت ستبقى محصورة بحزب الله وبيئته ام أنها ستطال كل لبنان، أن «لبنان كله يتأثر بها».

وفي ملف النازحين السوريين، سئل عن سبل تغيير وجهة النظر الدولية وتأكيد وجوب عودة النازحين الى بلدهم خلافا لما طالب به الرئيس الاميركي بوجوب بقائهم في البلدان التي نزحوا اليها، فأكد أنه علينا ان نصل الى مرحلة نتخطى فيها الارادة الدولية بالاتفاق مع سوريا.
ولفت الى ان الكلام مع الحكومة السورية بخصوص مسألة النازحين، هو مصلحة لبنانية لا تؤذي احداً، لا الدول العربية ولا الدول الاجنبية، وهذا يتطلب الشجاعة للوقوف الى جانب مصلحة لبنان وحسب، مع التزامنا بمبدأ النأي بالنفس. من هنا، لا يحق لأحد ان يعترض علينا اذا ما التزمنا بمصلحة لبنان الخالصة.
وقال رداً على سؤال حول العلاقة المسيحية – المسيحية ومصير اتفاق معراب: «نحن مختلفون في السياسة الا اننا لسنا مختلفين على الوطن».
وعما اذا كانت هناك نية لاعادة احياء الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، قال الرئيس عون: «نعم، وهناك ضرورة لذلك، فنحن مطلوب منا ان نفهم بعضنا البعض».
وعن سبل مواجهة الفساد، اشار رئيس الجمهورية الى ان هناك صعوبات سنواجهها، «واقول منذ الآن انها ستؤدي الى صدامات لانه سيكون هناك اصلاح لمؤسسات كثيرة تعاني من الفساد، وانتم جميعا مدعوون الى مساعدتي في هذا المجال، ان في الشارع او في الاعلام، لمواجهة كل من لا يرغب الوقوف معي في وجه الفساد. القضية ليست سهلة، وقد وعدت بتحقيقها وسألتزم بوعدي».
ولفت الى اتخاذ عدد من الاجراءات لمكافحة الفساد ومنها القرار بمنع التلزيم بالـ SHORT LIST، ومنع الاتفاقات بالتراضي، ما وفر اموالاً في التلزيمات.
واكد اخيراً انه يجب الاعتماد على الشباب لبناء مستقبل لبنان، وانه يشجع الجيل الشاب دائماً على التشبث بالارض«وعلينا تحضيره لتولي شؤون البلد، وهناك احتمال كبير بأن يعود المهاجرون، وقد لمست من مغتربين كثيرين استعدادهم للتخلي عن مصالحهم والعودة الى لبنان اذا ما توافرت لهم الفرصة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق