رئيسيسياسة عربية

15 مليون مغربي مدعوون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية

يدلي المغاربة اليوم الجمعة بأصواتهم في انتخابات محلية وجهوية، تحتدم فيها المنافسة بين حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وحزب الأصالة والمعاصرة الليبرالي المعارض، ما سيعكس الوزن السياسي للأحزاب بعد أربع سنوات على التغير السياسي في البلاد الذي أقره العاهل المغربي إثر «الربيع العربي».

يتوجه حوالي 15 مليون مغربي للإدلاء بأصواتهم اليوم الجمعة في انتخابات محلية و جهوية، ستكون اختباراً لشعبية الحزب الإسلامي الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قبل عام من الاقتراع التشريعي.
وسيعكس اقتراع اليوم الأجواء السياسية في المملكة بعد أربعة أعوام على حركة الاحتجاج الشعبية التي ولدت في إطار «الربيع العربي» ودفعت العاهل المغربي محمد السادس إلى إقرار دستور جديد صيف 2011.
وبعد عام على ذلك حقق حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي كان في المعارضة حتى ذلك الوقت، فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية. وقبل عام من الانتخابات التشريعية يأمل بنكيران في أن يؤكد اقتراع اليوم أن شعبية حزبه لا تتراجع.
ودافع خلال الحملة بشدة عن حصيلة أدائه ورأى أن فوزا لحزبه في الانتخابات سيكون «منطقياً». ويمكن لبنكيران أن يتحدث عن خفض كبير للعجز العام في عهده (من أكثر من 7 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي إلى اقل من 5 بالمئة) في إطار إصلاح لصندوق دعم الوقود ومنتجات استهلاكية أخرى.
وقد حقق ذلك دون أي صدامات اجتماعية كبرى في بلد يعاني فيه واحد من كل ثلاثة شبان من البطالة، حسب أرقام البنك الدولي.
ومنذ تعيينه مطلع 2012 سعى بنكيران الذي يلتزم الحذر للإبقاء على أفضل العلاقات مع القصر الملكي الذي يحتفظ بصلاحيات واسعة، وهو يتابع بدقة المشاكل التي تواجهها الحركات الإسلامية الأخرى في المنطقة في تونس ومصر.
وفي الأيام الأخيرة، تبنى بنكيران لهجة حاسمة حيال أهم خصومه ولا سيما حزب الأصالة والمعاصرة الليبرالي المعارض الذي اتهمه رئيس الوزراء خصوصاً بتمويل حملته الانتخابات عبر «المتاجرة في الغبرة» أي المخدرات.

من هو حزب الأصالة والمعاصرة؟
ورد زعيم حزب الأصالة والمعاصرة مصطفى بكوري بالقول إن «أولويات بنكيران خلال الأربع سنوات المنصرمة لم تكن خدمة المواطنين بقدر ما كانت خدمة عشيرته».
وحزب الأصالة والمعاصرة أسسه مستشار قريب من العاهل المغربي في 2008 ويقدم اكبر عدد من المرشحين في الانتخابات المحلية (18 ألفاً و227 مرشحاً).
وفي المجموع يتنافس حوالي 140 ألف مرشح على 32 ألف مقعد في المجالس المحلية في إطار هذه الانتخابات.
وكانت اللجنة الخاصة بالانتخابات أعلنت أن أكثر من أربعة آلاف مختص سيشاركون في مراقبة الانتخابات الأولى في ظل دستور 2011.
وأوضحت أن 41 هيئة وطنية ودولية «ستحشد أكثر من أربعة آلاف مراقب منهم 76 دولياً سيقومون (على مستوى الحملة والاقتراع) بمراقبة انتخابات أعضاء مجالس الجهات والجماعات ومجالس العمالات والأقاليم ومجلس المستشارين».
وبعد انتخاب أعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات والجهات، ستجري في 17 أيلول (سبتمبر) انتخابات المحافظات، إضافة إلى انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وكلها ستخضع للمراقبة الانتخابية.
وكان حزب العدالة والتنمية حل سادساً خلال آخر انتخابات محلية في أيار (مايو) 2009 بنسبة 5،4%، فيما احتل حزب الأصالة والمعاصرة المعارض والحديث العهد حينها المرتبة الأولى بنسبة قاربت 21% من مجموع المقاعد.
وفي أواخر 2011 ، عقب إقرار دستور جديد حل العدالة والتنمية أولاً في الانتخابات التشريعية وقاد التجربة الحكومية للمرة الأولى في تاريخه وهي التجربة الوحيدة التي ما زالت مستمرة في منطقة «الربيع العربي» مقارنة مع التجارب التونسية والمصرية والليبية.
وحزب العدالة والتنمية في المغرب هو الوحيد بين بلدان «الربيع العربي» الذي تمكن من الاستمرار في قيادة التحالف الحكومي، عكس ما حصل في كل من مصر وتونس وليبيا. وقد أجرى مجموعة من الإصلاحات لقيت دعماً من المؤسسات المالية الدولية، في مقابل نقد لاذع من المواطنين والخصوم السياسيين على السواء.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق