سياسة عربيةلبنانيات

الحريري استقبل رؤساء الحكومات السابقين وارسلان والرياشي: الامور بشأن تشكيل الحكومة تأخذ اتجاهات اكثر من ايجابية

استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء امس في «بيت الوسط» رؤساء الحكومات السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام وجرى خلال اللقاء التشاور في الأوضاع العامة وآخر المستجدات، ولا سيما ما يتعلق منها بملف تشكيل الحكومة.

الوزير أرسلان

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان الذي قال على الأثر: «أشكر الرئيس الحريري على هذا اللقاء، الذي أعتبره مثمراً، كما أشكر حرصه الدائم على وحدة اللبنانيين وتماسكهم، وما يمثل الرئيس الحريري من جمع كل الأفرقاء اللبنانيين بغض النظر عن التنوع السياسي الموجود في البلد، وبالتالي هو رئيس حكومة لكل لبنان، وليس لفريق على حساب آخر».
وأضاف: «تداولنا مع دولته في بعض التفاصيل، وسأقول بكل صراحة أن واجباتنا أن ندعم موقف الرئيس الحريري ونسهل مهمته في التشكيل، إنما ليس على حساب إلغائنا من الوجود. وأمام هذا الواقع، أبلغت الرئيس الحريري أن أول تنازل قمنا به، أننا قبلنا بمبدأ عدم وجودي الشخصي في الحكومة، ثم قبلنا، وتسهيلاً منا للحكومة، أن نسمي حزبيين ديمقراطيين في الحكومة، ثم قدمنا ثالث تنازل بأننا على استعداد لأن نسمي أصحاب كفاءة دروز قريبين منا من خارج الحزب الديمقراطي اللبناني بل مناصرين له. أكثر من ذلك، لست قادراً على أن أقدم في هذا الموضوع، لا من قريب او بعيد. وأنا أيضاً للتسهيل، أبلغت الرئيس الحريري أنه لا نوايا لدينا على الإطلاق، لا لكسر أحد ولا لتنفيذ كلام على حساب أحد، وليست لدينا نوايا بأن نظهر أن أحداً ربح وآخر خسر. نحن مع أن يربح الكل، ولسنا مع كسر أحد على الإطلاق. وكرامة دولة الرئيس، أبلغته وسأعلن الآن أنني حاضر لأي لقاء يجمع بيني وبين وليد بيك جنبلاط، برعاية الرئيس الحريري، وليست لدي مشكلة في ذلك، أو برعاية فخامة رئيس الجمهورية، لإظهار نوايانا بأننا لسنا مع مبدأ، لا التحدي ولا الكسر، إنما ليسمح لنا الجميع، فنحن لن نسمح لأحد أن يفكر ولو تفكيراً بإلغائنا من الخريطة السياسية الموجودة في البلد. هذا حق طبيعي لنا بوجودنا التاريخي وما نمثل في الجبل، وعلى المستوى الدرزي العام. يدنا ممدودة للجميع، وللوفاق والمصالحة وعدم التشنج وإعادة الأمور إلى نصابها، ضمن إطار الاحترام المتبادل، وضمن احترام قواعد حفظ الجميع، لأنه في النهاية هذه الحكومة، كما عبّر فخامة رئيس الجمهورية وقالها بوضوح، أنها حكومة وحدة وطنية، والرئيس الحريري عبر عن ذلك ايضا، وهو يرمز لوحدة اللبنانيين، وقد شدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالما أنها كذلك، فلا يمكن أن نكون نحن خارجها، لا من قريب ولا من بعيد. وكما أن التنوع موجود في كل الطوائف اللبنانية، فإننا كطائفة درزية عريقة في هذا البلد، فإن هذه الطائفة فيها تنوع ويجب أن يمثَّل».
سئل: هذا يعني أن المشكلة الدرزية لم تحل، بعكس ما قيل في الأيام الماضية
أجاب: ما صدر في الأيام الماضية في هذا الموضوع لا يجعلني أعتبر أن هذه المشكلة حُلت بل لا زال يتم التداول في هذا الموضوع.
سئل: هل الحزب الاشتراكي يرفض توزير مقربين منكم؟ أين تقع المشكلة اليوم؟
أجاب: هذا السؤال يوجه للحزب الاشتراكي.
سئل: قيل قبلاً أن رئيس مجلس النواب يمكن أن يطرح أسماء توافقون عليها؟
أجاب: للتذكير، لقد صرحت يوم الاثنين الماضي أننا، فتحا للمجال للبحث الجدي في هذا الموضوع، مستعدون أن نقدم خمسة أسماء للحكومة لفخامة رئيس الجمهورية والرئيس بري والرئيس الحريري، وأن يتم انتقاء أحد هذه الأسماء.
سئل: هل العقدة هي أن وليد بيك يرفض أن تشارك أنت في التسمية؟
أجاب: هذا السؤال يوجه له. أنا قلت ما لدي، وأكثر من ذلك، بكل صراحة وموضوعية وشفافية، لا أستطيع أن أقدم أكثر مما قدمت للحكومة. أنا أعتبر نفسي ضحيت وتنازلت كثيراً، ولا أحد يطلب مني شيئاً على الإطلاق.
سئل: ما المطلوب منك اليوم؟
أجاب: أكثر مما فعلت لا أستطيع أن أفعل.
سئل: ما كان رد الرئيس الحريري على طلبك لقاء وليد بيك برعايته؟ هل أبدى تجاوباً في هذا الإطار؟
أجاب: المجالس بأماناتها، لا أستطيع أن أقول سوى ما قلت، وليقل الرئيس الحريري ما يريد في هذا الموضوع. لكني شهدت كل احترام من الشيخ سعد وكل التفهم والشفافية والصدق بالتعاطي بكل ملف الحكومة، وليس فقط في موضوعنا. وهو حريص على أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية يرأسها في عهد الرئيس ميشال عون، تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين، بغض النظر من هم وما هي طوائفهم ومذاهبهم. هو مع الجمع وليس مع التفرقة، وعلينا جميعاً أن نساعده في مهمته بالبلد ونسهلها، ضمن القواعد التي وضعها هو، وهي حكومة وحدة وطنية. وأنا أعتبر أنني قدمت ما أستطيع مما طُلب مني عبر فخامة رئيس الجمهورية والشيخ سعد، أكثر من ذلك لا أستطيع أن أقدم.
سئل: لكن هذا الجو ينسف الجو الإيجابي بأنك قبلت بالتنازل عن التوزير لصالح اسم مقرب منك؟
أجاب: هل هذه عقدة؟ هذا يجب أن يكون تسهيلاً، وهذا بمفهومي تسهيل كبير جداً. في البداية كان يجب ألا أتساهل بألا يكون هذا الوزير حزبياً، وتساهلت. رضينا أن يكون مناصراً، أكثر من ذلك لا أحد يطلب مني تنازلاً. وإذا كان الإلغاء عنوان التفاؤل، فليخيطوا بغير هذه المسلة. أنا استطيع أن أفعل أي شيء، لكن ليس أن أقبل بإلغاء شريحة كبيرة من المجتمع في الجبل وكل المناطق التي لنا تواجد فيها، على قاعدة أننا إذا كنا نطالب بحقنا، كباقي الأطراف في البلد، يكون ذلك عرقلة. حكومة وحدة وطنية تكون لها مواصفات الوحدة الوطنية والتنوع في كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، وبالتالي من حقنا الطبيعي أن يطال هذا التنوع شريحة كالطائفة الدرزية الأساسية في البلد، والتي فيها تنوع واضح وصريح، وكل من لا يقبل بمبدأ وفكرة التنوع يكون هو الذي يعطل، وليس الذي يطالب بحكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية يكون هو من يعطل.

الوزير الرياشي
ثم التقى الرئيس الحريري وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الذي قال على الأثر: «تشرفت بلقاء الرئيس المكلف، واستعرضنا معاً الأجواء المتعلقة بتشكيل الحكومة، والأمور تأخذ بإذن الله اتجاهات أكثر إيجابية، ونأمل خيراً في الأيام المقبلة أو أكثر منها قليلاً، بأن تكون هناك حكومة في البلد. دولة الرئيس متفائل، وهو يعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية. بالتأكيد هناك عراقيل ومطبات، ولكن بإذن الله، وبالطريقة التي يعمل بها الرئيس الحريري، والتي لدينا ثقة كبيرة به، ممكن أن نصل إلى نتيجة».
سئل: هل سمعتم من الرئيس الحريري أنه ستكون هناك حكومة خلال أيام؟
أجاب: كلا ربما ليست خلال أيام، ربما أكثر من ذلك كما قلت، لكن الطريقة التي يعمل بها يمكن أن تؤدي إلى إنتاج حكومة في وقت قريب. وبالفعل هناك جدية كبيرة من قبل دولته. بالطبع، واجه عراقيل عديدة وهو يذللها شيئاً فشيئاً، بانتظار الوصول إلى حكومة.
سئل: أين هي الأمور عالقة اليوم؟
أجاب: دعونا لا ندخل بهذه التفاصيل التي لا تخدم الغاية، واستثمارها في الإعلام لا يخدم الغاية المطلوبة، لكن الأمور خير بإذن الله.
سئل: ماذا عن حصة القوات؟
أجاب: ليس هناك ما يسمى بحصة القوات، هناك حجم القوات اللبنانية التمثيلي الطبيعي في الحكومة، والتسهيلات التي قدمتها القوات والتي بلغت مستوى التضحيات للوصول إلى حكومة في لبنان، وهي كانت موضع نقاش في اللقاء الأخير الذي جمع دولة الرئيس والحكيم، والأمور متفق عليها تقريباً، وتبقى تفاصيل صغيرة بسيطة، لها علاقة بالتركيبة بشكل عام، وإعادة النظر بتموضع بعض الحقائب بين مكون سياسي أو آخر.
سئل: تريثتم قليلاً بقبول حقيبة الأشغال التي عُرضت عليكم؟ وهل بقي التيار الوطني الحر متمسكاً بها؟
أجاب: لن أدخل أبداً في مسألة الحقائب. وللأمانة، الرئيس بري لم يعرض علينا حقائب، لكنه كان يسهل كثيراً التشكيل، وهو كان عاملاً مساعداً أساسياً بالوصول إلى التشكيلة السابقة التي قدمها دولة الرئيس إلى رئيس الجمهورية.
سئل: رئيس التيار الوطني الحر اعتبر أن القوات يحق لها بثلاثة وزراء، فما تعليقك
أجاب: هذا صديقي ولا أستطيع أن أتحدث عنه شيئاً.
سئل: ماذا عن كلامه؟
أجاب: سبق أننا لم نعلق على هذا الموضوع إلا حين كان يجب أن نعلق. ثلاثة أو أربعة أو خمسة وزراء، كل شخص يقدّر على مزاجه ورأيه، وهو يستطيع أن يعتمد الرأي الذي يريد. لكن علمياً، الأمور تقدَّر بحسب المقاييس الدستورية والأحجام العميقة للمكونات السياسية في البلد، وليس لأحد أن يقول هذا يحق له وذاك لا يحق له. أعتقد أن صديقنا الوزير باسيل يمكن أن يكون قد غيّر رأيه بهذه الفكرة، منذ أن تحدث بذلك وحتى اليوم.
سئل: بأي اتجاه غيّر رأيه؟ وهل ستنالون حصتكم كأربعة وزراء؟
أجاب: إيجابياً. ودعونا لا ندخل في التفاصيل. في النهاية لا بد للاتجاهات أن تذهب نحو الإيجابية، وقد صدر اليوم بيان عن التيار الوطني الحر له أهمية كبرى، وأعتقد أن ما حصل أصلاً في ذكرى 13 تشرين لم يكن جيداً، بل كان معيباً جداً للمصالحة وللبنانيين والمسيحيين، لكني لا أريد أن أستخدم منبر الرئيس الحريري للحديث بهذا الموضوع. إنما بيان التيار الوطني الحر اليوم جيد ويخدم الإطار الصحيح لهذا الموضوع.
وأضاف رداً على سؤال حول الهجوم على السعودية، ان كلام رئيس الحكومة في هذا المضمار هو معبّر خير تعبير عن أهمية قوة عربية كالمملكة السعودية واهمية الحفاظ عليها والتي يظهر ان البعض يسعى جدياً الى إيذائها وهذا ما نرفضه بقوة، لان المملكة هي عنصر قوي لصناعة التوازن والسلام في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق