رئيسيسياسة عربية

تركيا: سنستخدم القوة ضد من ينتهك وقف إطلاق النار في إدلب

الأمم المتحدة: أكثر من 800 ألف نازح بسبب القصف السوري والروسي

نُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله يوم الخميس إن بلاده ستستخدم القوة مع الجماعات المعارضة التي تنتهك وقف إطلاق النار في محافظة إدلب في إطار رد في ما يبدو على انتقاد روسي.
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء أن الجيش سيوجه ضربات جوية أو برية لقوات الحكومة السورية في أي مكان داخل سوريا إذا أُصيب أي جندي تركي آخر بسوء، وذلك بعد مقتل 13 جندياً تركياً على يد القوات السورية في غضون أسبوع.
واتهمت روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، تركيا بعدم الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها مع موسكو بشأن سوريا وبزيادة الوضع في إدلب سوءاً. وقال الكرملين إن أنقرة أخفقت في تحييد المتشددين هناك وهو ما وافقت على القيام به بموجب اتفاق عام 2018 بشأن إقامة منطقة خفض تصعيد.
وفيما بدا أنه رد على الانتقاد الروسي نقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن أكار قوله إن تركيا ترسل تعزيزات إضافية لمواقعها في إدلب لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار في المنطقة و«للسيطرة» عليها.
وأضاف أكار «سنتخذ الإجراءات كافة ضد الذين لا يمتثلون لوقف إطلاق النار بإدلب، بما في ذلك الراديكاليين وسنجبرهم على الالتزام» مشيراً إلى وقف إطلاق النار يوم 12 كانون الثاني (يناير) الذي تقول تركيا إن قوات الأسد انتهكته. ونشرت أنقرة أكثر من ألف جندي في مواقعها العسكرية في إدلب منذ الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان يوم الأربعاء إن أنقرة وجهت رسالة لمعارضين تدعمهم في الصراع بالامتناع عن أي عمل «غير منضبط» قد يعطي القوات السورية ذريعة لشن هجوم.
ومسلحو المعارضة مزيج من فصائل قومية وإسلامية تقاتلت من قبل لكنها وحدت صفوفها الآن.
وحثت تركيا، التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، روسيا مراراً على وقف الهجمات السورية في إدلب وحذرت من أنها ستستخدم القوة العسكرية لدفع القوات السورية للخروج من إدلب ما لم تنسحب بحلول نهاية الشهر.
وتساند أنقرة وموسكو أطرافاً مختلفة في الصراع لكنهما تتعاونان من أجل إيجاد حل سياسي للحرب.

800 ألف نازح

وأفاد مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الخميس بأن هجوم القوات السورية، بدعم روسي، على آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة في شمال غرب البلاد قد دفع أكثر من 800 ألف شخص للنزوح منذ كانون الأول (ديسمبر)، 60 بالمئة منهم أطفال.
أعلنت الأمم المتحدة الخميس أن هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا على آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، قد دفع أكثر من 800 ألف شخص للنزوح منذ كانون الأول (ديسمبر).
وأفاد مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه «من بين أكثر من 800 ألف شخص نزحوا في شمال غرب سوريا منذ 1 كانون الأول (ديسمبر) 2019 حتى 12 شباط (فبراير) 2020، يقدر أن 60 بالمئة هم أطفال».
وتضم منطقة إدلب وأجزاء من محافظة حلب المجاورة نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون أساساً من مناطق أخرى في البلاد. وتحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ملاذ للأشخاص الفارين أو أولئك الذين تم إجلاؤهم من مناطق أخرى كانت تخضع لسيطرة المعارضة.
لكن وبعد شن قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي هجومها على إدلب، لم يبق لهؤلاء مكان يهربون إليه.
وشاهد مراسلون في إدلب قوافل العائلات الذين كدسوا أمتعتهم على متن شاحنات وهم يتنقلون في المحافظة وسط الشتاء القارس. وينام كثيرون في السيارات والحقول رغم تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما يعزز المخاوف من وقوع كارثة إنسانية.
وقدر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن نحو 82 ألف شخص ينامون في العراء. وأفاد أن «هناك حاجة ماسة للملاذات في وقت يتكدس الملايين في مناطق صغيرة غير معدة للتعامل مع هذا العدد الكبير من الناس خصوصاً في الشتاء البارد».
ووصف الوضع في إدلب بأنه «من أسوأ» الأزمات التي مرت على مدى الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. مشيرا إلى أن نحو 142 ألف شخص نزحوا بين 9 و12 شباط (فبراير).
ولقد دعت منظمات الإغاثة إلى وقف العنف.

رويترز/فرانس 24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق