أبرز الأخبارسياسة عربية

دي ميستورا واثق من استئناف المحادثات السورية رغم انسحاب المعارضة

أعرب ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، عن ثقته في أن محادثات السلام سوف تستمر الأسبوع المقبل.

وانتقد دي ميستورا قرار ممثلي المعارضة السورية الرئيسية تعليق مشاركتهم في المحادثات بوصفه «استعراضاً دبلوماسياً».
وغادر أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة جنيف، حيث تُجرى المفاوضات، احتجاجاً على تكثيف الضربات الجوية التي تنفذها القوات الحكومية.
لكن دي ميستورا حث الأطراف كافة على تجديد وقف إطلاق النار والتعجيل بتوصيل مساعدات الإغاثة الإنسانية.
وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري، قال دي ميستورا «لا يمكننا أن ندعها (المحادثات) تنهار. نحتاج إلى تجديد وقف إطلاق النار، وعلينا التعجيل بتقديم المساعدات الإنسانية، وسنطلب من الحلفاء الرئيسيين الاجتماع وسننجز الأمر».
في غضون هذا، وصلت أكبر قافلة مساعدات إغاثة في سوريا أمس إلى مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة والتي تُحاصرها قوات الحكومة.
ونقلت 65 شاحنة الطعام والدواء لقرابة 120 ألف مدني داخل وحول مدينة الرستن، بريف حمص.
وهذه أول مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري تصل إلى الرستن منذ 2012.
ويعد توصيل المساعدات الإنسانية هدف مهم لاتفاق وقف الأعمال العدائية الهش الساري منذ حوالي شهرين.
وتحدث الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس عن احراز «تقدم متواضع» لكن «حقيقي» على صعيد ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سوريا، معتبراً ان من شأن تحسين الوضع الانساني ان ينعكس ايجاباً على سير المفاوضات.
وقال دي ميستورا لصحافيين بعد اجتماع عقدته مجموعة العمل حول الشؤون الانسانية في جنيف «كان هناك تقدم متواضع لكنه حقيقي في ما يتعلق بالوضع الانساني في سوريا»، معترفاً في الوقت ذاته بانه «ليس كافياً على الاطلاق».
واوضح ان المعطيات الاخيرة تفيد بوصول المساعدات الى اكثر من 560 الف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة او تلك التي يصعب الوصول اليها منذ مطلع العام، بزيادة قدرها اكثر من مئة الف شخص خلال اسبوعين.
ولفت الى ان 220 الفاً من الذين تم الوصول اليهم يعيشون في مناطق محاصرة من قوات النظام او الفصائل المقاتلة او من تنظيم الدولة الاسلامية.
واشار كذلك الى تنفيذ ثماني عمليات «غير مسبوقة» لالقاء المساعدات من الجو الى مدينة دير الزور (شرق)، افاد منها 65 الف شخص، لافتاً الى ان برنامج الاغذية العالمي «يخطط حالياً لمضاعفة مستوى مساعداته جواً».
وبحسب دي ميستورا، فقد تم ايصال 54 قافلة مساعدات الى 12 منطقة، من اجمالي 18 منطقة سبق للامم المتحدة ان صنفتها بالمحاصرة في سوريا.
وتستثني هذه الحصيلة قافلة المساعدات المؤلفة من 65 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والادوية والمعدات الطبية التي بدأت الخميس الدخول الى منطقة الرستن المحاصرة من قوات النظام في ريف حمص الشمالي في وسط سوريا.
ويأتي هذا التقدم الطفيف في ادخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة بعد اعلان وفد الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركته في المحادثات غير المباشرة مع ممثلين للحكومة، احتجاجاً على تدهور الوضعين الانساني والميداني.
واقر دي ميستورا الخميس بأن من شأن تكثيف المساعدات الانسانية و«عودة وقف الأعمال القتالية الى الاستقرار» أن «يساعد كثيراً في المناقشات السياسية».
من جهة اخرى، اقر دي ميستورا بعدم احراز نجاح كبير في ملف المستلزمات الطبية، مع رفض الحكومة السورية ادخال ادوية ومعدات طبية الى المناطق المحاصرة.
وقال انه تم السماح بإدخال بعض المستلزمات وبينها أجهزة غسيل الكلى، «لكننا اكتشفنا مجدداً ان وزارة الصحة السورية لم تسمح (بإدخال) الفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات ومعدات الجراحة»، مشدداً على ان ذلك «ليس مقلقاً فحسب بل غير مقبول وفق القانون الدولي».
واضاف «باتت المستلزمات الطبية اولوية ملحة» وستصر المجموعة الدولية على طلبها «وخصوصاً من الحكومة السورية».
وفي ما يتعلق بمدينة داريا في ريف دمشق التي يشكل ادخال المساعدات اليها احد ابرز مطالب المعارضة، اوضح دي ميستورا ان فريق تقصي حقائق برئاسة مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر تمكن من الدخول الى داريا للمرة الاولى منذ عام 2012.
واضاف ان «تقريرها بمثابة جرس انذار، فهناك أطفال وهناك مدنيون وهناك حاجة الى الطعام والادوية»، مشدداً على اهمية متابعة العمل في هذا الصدد.

بي بي سي/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق