سياسة لبنانية

الراعي: اخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي الوطن

اقام قنصل لبنان في مونتريال – كندا ، انطوان عيد حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق في دار السفارة، شارك فيه عدد من رجال الدين.

عيد
بداية، القى عيد كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق «في قنصلية لبنان العامة في مونتريال وفي مقاطعة كيبيك المدينة التي احتضنت آلافاً من اللبنانيين الذين أتوا بحثاً عن فرصة عمل أو توقاً لمستقبل أفضل لأولادهم أو حباً بالمغامرة أو رغبة بالعيش بأمان وسلام وطمأنينة».

الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها القنصل عيد على هذا الاستقبال منوهاً بما يقوم به مع معاونيه في القنصلية، «لا سيما التعاون مع المرجعيات الروحية من اجل الحفاظ على الرباط بين لبنان المنتشر في كندا ولبنان المقيم، في تسجيل قيودهم الشخصية لكي تظل العائلة اللبنانية هذه الارزة المزروعة في لبنان والمنتشرة اغصانها في العالم بأسره، ان تبقى واحدة موحدة».
وتطرق الى الاوضاع في لبنان وقال: «نحن معكم نتألم ونأسف لما وصلت اليه الاوضاع في لبنان، هذا الوطن الذي كان مفخرة في تقدمه ونموه حتى استحق ان يسمى سويسرا الشرق، أي الوطن الجميل والمتطور والسباق والقوي باقتصاده وماله والمتماسك في شعبه، بلغنا اليوم الى مرحلة تقلق على كل المستويات، فالوحدة الوطنية مجتزأة والاقتصاد خطر الاوضاع المالية أكثر فأكثر ولكننا نرفع الصوت باستمرار. واليوم نرفعه من هنا من هذه القنصلية اللبنانية العامة ، لنطالب القيادات السياسية في لبنان بان يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يدركوا ان العمل السياسي له مبرر واحد وهو خدمة الخير العام وقيام الدولة ومؤسساتها، أما ان يصبح العمل السياسي مصالح فردية ومذهبية وفئوية وهدراً ونهباً وسرقة للمال العام، فهذا لا يرضاه اي لبناني محب لهذا الوطن».
وأضاف: «قال احد رؤساء الحكومات اللبنانية في هذه الايام الاخيرة، ان لبنان ليس منهوكا، لبنان منهوب، فهذا لا يليق لا بلبنان ولا باللبنانيين».
واردف: «من العار علينا وعلى الطبقة السياسية، خصوصاً بعد ان تنادت الاسرة الدولية وعقدت ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان وجيشه وموضوع عودة النازحين السوريين فيه، وكيف انه في مؤتمر سيدر قررت الدول ان تؤمن للبنان بين هبات وقروض ميسرة ومساعدات بقيمة احد عشر مليون ونصف المليون دولار، على ان تباشر الدولة اللبنانية بالاصلاحات في القطاعات والهيكليات لكي ينطلق الاقتصاد ويحمى الوطن، فإذا بنا تمر ستة اشهر على هذه المؤتمرات والسياسيون يتلهون بالمصالح الصغيرة والرخيصة».
وتابع: «نعم كلهم مسؤولون ولا يستثنى احد، الوطن يبنى بالتضحيات وبروح التجرد وبالعطاء وليس بالاخذ ، فعندما نعطيه يعطينا أكثر، ونحن من هذه الدار اللبنانية التي منها نحيي رئيس الجمهورية وكل المسؤولين في لبنان ، نعلن ايماننا بوطننا ونحافظ على صمودنا فيه بالرغم من كل المصاعب، وانتم تدعمون ايضا اهلكم واقاربكم وبلداتكم ، ونحن هناك نشد الحزام ، نعض على الجرح، نصمد لكي يحمى هذا الوطن الذي يستحق منا كل عطاء وتقدير».
وقال: «من المعيب أن يكون سقط على أرض لبنان شهداء من كل الطوائف والمناطق ودمغوا ارض لبنان بدمائهم، لا يحق لنا ولا للسياسيين ان نعيش وكأن لا قيمة لهذه الدماء، كما لا قيمة للجراح وللذين هجروا ونكل بهم فاضطروا الى هجر هذا الوطن الحبيب. نعم اقولها بألم معكم ونقول للمسؤولين في لبنان تحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى هذا الوطن وأخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه».
وختم: «الوطن لا يخص احداً بل يخص شعبه والتاريخ».
وفي الختام قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية المارونية للقنصل عيد ودون كلمة في سجل التشريفات.
ثم زار دير مار انطونيوس الكبير في مونتريال حيث كان في استقباله المدبر فخري ورئيس الدير الاب بيار ابو زيدان ورهبان الدير وجمهور، حيث رفع الصلاة على نية لبنان وابنائه المقيمين والمنتشرين في انحاء العالم ، وكان البطريرك الراعي زار صباحاً دير القديسة رفقا.
من جهة ثانية ينتقل الراعي اليوم الى اوتاوا حيث يلتقي رئيس مجلس النواب في مبنى البرلمان ثم يزور مبنى السفارة ويترأس قداساً احتفالياً ويشارك مساء في عشاء الرعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق