أبرز الأخبارسياسة عربية

انتشار القاعدة في اليمن والسعودية ستحاربها في المرحلة المقبلة

يلقي النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة في مدينة عدن بجنوب اليمن الضوء على الغياب الكامل للدولة وعلى التحديات التي تواجهها السعودية التي تعطي الاولوية حتى الآن لمحاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، بحسب خبراء.

وقال المحلل ابراهيم شرقية من معهد بروكينغز الدوحة «لا اعتقد ان الاولوية الرئيسية للسعودية في اليمن هي تنظيم القاعدة في الوقت الحالي».
واضاف «ان ذلك يعد من الاسباب الاساسية لازدهار القاعدة» في هذا البلد خلال الفترة الاخيرة.
ولم يكن خافياً على احد ان خلايا تابعة للتنظيم المتطرف تنشط في عدن، المدينة الجنوبية الكبيرة التي حررتها قوات الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي من الحوثيين بدعم بري وجوي من قوات التحالف.
وتضم القوات الموالية لهادي خليطاً من قوات الجيش اليمني والقبائل والحراك الجنوبي الانفصالي، الا ان عناصر جهادية تحارب ايضاً الحوثيين.
ونشرت دول التحالف، لا سيما السعودية والامارات، قوات على الارض في جنوب اليمن خصوصاً عدن، مصعدة بذلك الضغط على الحوثيين بعد اشهر من الضربات الجوية.
وقام عناصر من تنظيم القاعدة السبت بتفجير مقر الامن السياسي في عدن بعد ان صادروا او اتلفوا وثائق كانت داخل المبنى.
ويسيطر رجال القاعدة على خمسة مبان مهمة في حي التواهي غرب عدن، كما اقاموا نقاط تفتيش في المنطقة بحسب مصادر امنية.
ويرى الخبراء ان هذه التطورات التي تأتي في ظل استمرار وجود الرئيس هادي في الرياض، هي في الواقع «مقلقة جداً» ولكنها «ليست مفاجئة».


وقال الخبير ماتيو غيدير استاذ العلوم الاسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ان «كل ذلك يظهر حالة الانحلال التي يعاني منها اليمن الذي بات دولة فاشلة».
واضاف غيدير ان «التحالف نفسه سبقته الاحداث ولا يبدو قادرا لا على وضع حد للقاعدة ولا على حماية المنشآت».
اما بالنسبة الى شرقية، فانه «كان من المتوقع ان تستفيد القاعدة الناشطة منذ فترة طويلة في جنوب اليمن، من هذه المرحلة الانتقالية» بسبب انسحاب الحوثيين والغياب شبه التام للامن في عدن.
الا ان شرقية اعرب عن شكوكه في قدرة هذا الوضع على الاستمرار، لان «القاعدة لا تتمتع بدعم كامل من السكان» ولانها «اثبتت عدم قدرتها على الحكم على المدى البعيد».
ومنذ بداية التدخل السعودي في اليمن، استفادت القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وبالرغم من المنافسة بينهما، على الصعيدين السياسي والعسكري، خصوصاً ان التنظيمين يجمعهما العداء للحوثيين والشيعة عموماً.
وسجل تنظيم «داعش» حضوراً اكبر في المحافظات الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما تتفوق عليه القاعدة في معاقلها التاريخية بجنوب البلاد.
وقد سيطرت القاعدة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت الصحراوية الشاسعة في جنوب غرب البلاد، كما ظهرت بشكل مثير في عدن.
واشار الخبراء خلال الاشهر الاخيرة الى ان القاعدة تستفيد من تحسن نسبي في صورتها بعد الفظائع غير المسبوقة المنسوبة الى «داعش».
واعرب غيدير عن اقتناعه بان التحالف العربي «سيقوم بمواجهة القاعدة في المرحلة المقبلة» بعد تحقيق الانتصار على الحوثيين، كما سيواجه المجموعات المتطرفة الاخرى لا سيما «داعش».
الا انه ابدى شكوكاً في الوقت نفسه في قدرة التحالف على النجاح مع استراتيجية المراحل هذه.
بدوره، اعرب شرقية عن اعتقاده ان السعودية التي نجحت في تقويض نشاط القاعدة على ارضها خلال العقد الماضي «ستحارب القاعدة في عدن» وقد «تصل الى القضاء على التنظيم» في المدينة ولكن ليس بالضرورة في باقي انحاء جنوب اليمن.
وكانت شائعات سرت مفادها ان القوات الاماراتية في جنوب اليمن عازمة على مواجهة المتطرفين.
واعلنت ابوظبي الاحد ان قواتها حررت رهينة بريطانيا كان لدى القاعدة في جنوب اليمن.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق