أبرز الأخبارسياسة عربية

ستة قتلى وعشرات الجرحى جراء تصاعد الاحتجاجات في البصرة

ذكر موظفون في ميناء أم قصر العراقي ومسؤولون محليون أن محتجين أغلقوا مدخل ميناء السلع للمطالبة بتحسين الخدمات، مما زاد المخاطر في واحدة من أسوأ الاضطرابات التي تشهدها المدن الجنوبية منذ شهور.
وجاء ذلك التحرك بعد ساعات من إضرام محتجين النار في مبنى الحكومة الرئيسي في مدينة البصرة النفطية، ثاني كبرى مدن العراق. وقطع المتظاهرون الطريق السريع من البصرة إلى بغداد.
وقال أحد المسؤولين «أغلق المحتجون المدخل الرئيسي للميناء. الشاحنات التي تحمل الإمدادات لا يمكنها دخول المنشأة أو مغادرتها».
ومن شأن أي تعطل محتمل للإنتاج النفطي أن يؤثر بشدة على اقتصاد العراق الضعيف بينما تواجه الدولة العضو في منظمة أوبك مهمة إعادة الإعمار الشاقة بعد حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية كلفتها عشرات المليارات من الدولارات.
ويستقبل الميناء شحنات الحبوب والخضر والزيوت والسكر الاتية إلى العراق. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان للاضطرابات تأثير شديد على عمليات الميناء.
وتسلط الاضطرابات الضوء على إهمال الجنوب منذ عقود. وتعاني المنطقة، معقل أغلبية العراق الشيعية، من انقطاع الكهرباء والبطالة واستشراء الفساد.
وفي وقت سابق استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء في محاولة لتفريق المحتجين.
وزاد مقتل خمسة محتجين في اشتباكات مع قوات الأمن يوم الثلاثاء من حالة الغضب في المدينة النفطية. كما قتل متظاهر واصيب 25 اخرون امس الاربعاء.
وذكرت مصادر أمنية وصحية أن 22 من أفراد قوات الأمن أصيبوا في اضطرابات أمس، بعضهم نتيجة إلقاء قنبلة يدوية.
ويقول سكان البصرة إن الملح المتسرب إلى إمدادات المياه يجعلها غير صالحة للشرب وأدى إلى دخول المئات المستشفيات. ويقولون إن هذا دليل على أن السلطات ساهمت في انهيار البنية الأساسية في ذلك الجزء من العراق الذي ينتج معظم ثروته النفطية.
وتمثل صادرات النفط من البصرة أكثر من 95 في المئة من إيرادات الدولة.
والبصرة هي معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والزعيم السابق لفصيل مسلح مناوئ للولايات المتحدة والذي يقدم نفسه على أنه مناهض للفساد.
وزاد الغضب الشعبي في وقت يواجه فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في أيار (مايو).
وحل تكتل الصدر في المركز الأول في الانتخابات التي شابتها مزاعم فساد أدت إلى إعادة فرز الأصوات.
وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن دعمه للاحتجاجات.

قتلى وجرحى
وقال مهدي التميمي في بيان «استشهد متظاهر وأصيب 25 آخرون بجروح، بعضهم بحالة خطرة»، مطالباً الحكومة «باتخاذ موقف جادّ حيال ما يحصل ومحاسبة الجناة المسؤولين عن قتل وإصابة المتظاهرين».
من جهتها أكّدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس وفاة شاب.
وعلى الرغم من أن السلطات أكدت أنها أمرت قوات الامن والجيش بعدم إطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين، إلاّ أن مراسلي وكالة فرانس برس أفادوا الأربعاء أن التظاهرات التي جرت أمام مقر المحافظة، الذي أحرق جزئيا خلال التظاهرات السابقة، شهدت خلال النهار وفي المساء أيضاً إطلاق نار في الهواء وباتجاه المتظاهرين.
وكان آلاف المتظاهرين احتشدوا الاربعاء أمام مقر المحافظة في وسط المدينة بمواجهة قوات الامن التي اطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
ورغم ذلك لم يتمكن الجنود والشرطيون المنتشرون على أطراف المبنى من وقف موجات المتظاهرين الذين كانوا يردّون برمي زجاجات حارقة وعصي.
ولم تفلح دعوة الامم المتحدة صباحاً للهدوء ولا اعلان السلطات المركزية في بغداد اجراءات لانهاء الازمة في هذه المنطقة النفطية، وتهدئة غضب اجتماعي اندلع قبل شهرين.
وتشهد محافظة البصرة منذ منتصف آب (اغسطس) ازمة صحية مع تلوث المياه الذي ادى الى اصابة اكثر من 20 الف شخص تلقوا علاجاً في المستشفيات.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق