أبرز الأخبارسياسة عربية

الجيش السوري يجهز للهجوم على إدلب على مراحل

لافروف يحذر الغرب والامم المتحدة متخوفة من كارثة انسانية

قال مصدر مقرب من الحكومة السورية إن القوات الحكومية تستعد لهجوم على مراحل في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال غرب البلاد، وهي آخر منطقة كبيرة خاضعة للمعارضة المسلحة.
وقالت روسيا، الداعم الرئيسي من خارج المنطقة للرئيس السوري بشار الأسد، يوم الأربعاء إنه يجب تصفية المسلحين هناك ووصفهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنهم «خراج متقيح».
وتركيا متاخمة لإدلب ولها وجود عسكري صغير في المنطقة، وحذرت من شن مثل هذا الهجوم.
وقال المصدر وهو مسؤول في التحالف الإقليمي الداعم للأسد إن الهجوم سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها.
وأضاف «اللمسات الأخيرة لأول مرحلة ستكتمل بالساعات المقبلة» دون أن يذكر متى سيبدأ الهجوم.
وذكر المسؤول أن المفاوضات ما زالت جارية حول الهجوم بين روسيا وتركيا وكذلك إيران التي تدعم الحكومة السورية في الحرب.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن هناك مؤشرات على أن القوات السورية تعد لهجوم على إدلب.
وأضافت أن ممثل واشنطن الجديد بشأن سوريا جيم جيفري طرح المخاوف المتعلقة بالهجوم المحتمل خلال اجتماع في الآونة الأخيرة مع سفير روسيا لدى الولايات المتحدة.
وقالت «يساورنا القلق ليس بشأن هجوم محتمل بأسلحة كيماوية فحسب وإنما نشعر بالقلق أيضاً إزاء أي نوع من تصعيد العنف في إدلب يعرض المدنيين والبنية التحتية المدنية في إدلب للخطر».
وأضافت ناورت للصحفيين «عبرنا للحكومة الروسية عن مخاوفنا بخصوص شن أي هجوم محتمل على مستويات عديدة».
وحول الأسد أنظاره صوب إدلب، حيث تهيمن فصائل متشددة، وذلك بعدما حقق انتصارات بدعم روسي في السنوات القليلة الماضية طردت المعارضة المسلحة من مناطق أخرى في سوريا.
ولم تعد المعارضة المسلحة تسيطر سوى على إدلب والمناطق المحيطة بها وكذلك على منطقة مجاورة تحصل فيها سلطات المعارضة على دعم عسكري ومالي تركي، فضلاً عن رقعة صحراوية حول معسكر للجيش الأميركي في الجنوب.
وتقول الأمم المتحدة إن وقوع هجوم كبير في منطقة إدلب، التي يشكل النازحون بالفعل نصف سكانها، يهدد بإجبار 700 ألف سوري آخرين على النزوح عن ديارهم.
ويهدد الهجوم أيضاً بإثارة التوتر مع تركيا التي أقام جيشها سلسلة من مواقع المراقبة في مناطق المعارضة المسلحة العام الماضي بموجب اتفاق «خفض التصعيد» مع روسيا وإيران.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذا الشهر إنه يأمل أن تتمكن أنقرة وموسكو من التوصل إلى حل لإدلب محذراً من أن شن حملة قصف هناك سيتسبب في مذبحة. وتخشى أنقرة أيضا أن يؤذن هجوم كبير بتدفق جديد للاجئين عبر الحدود التركية.
وقال لافروف يوم الأربعاء إن هناك تفاهما سياسيا بين روسيا وتركيا بخصوص الحاجة للتمييز بين المعارضة السورية ومن وصفهم بالإرهابيين في إدلب.

كارثة إنسانية
وذكر المسؤول أن المرحلة الأولى من الهجوم ستشمل بلدة جسر الشغور وسهل الغاب على الجانب الغربي من أراضي المعارضة وبلدات اللطمانة وخان شيخون ومعرة النعمان في جنوبها.
ومن شأن انتزاع السيطرة على هذه المناطق أن يجعل الأسد أقرب إلى استعادة طريقين سريعين يؤديان من حلب إلى حماة واللاذقية وكانا من أهم الطرق في سوريا قبل الحرب.
وأضاف المسؤول أن الجيش وحلفاءه سيعززون بذلك أيضاً الطرف الغربي لمدينة حلب تحسباً لهجوم من جانب المعارضة لقلب المعادلة.
وأسقط الجيش السوري منشورات في الأسابيع القليلة الماضية على محافظة إدلب لحث الناس على الاستسلام كما فتح طريقاً أمام المدنيين للعبور إلى أراض خاضعة للحكومة كما أرسل أيضا حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المزيد من التعزيزات إلى الجبهة. وأضاف المرصد أن الجيش كثف الضربات الجوية وغارات القصف قرب الخطوط الأمامية.
ويعيش ثلاثة ملايين شخص في إدلب والمناطق المحيطة بها التي تقع خارج سيطرة الحكومة بينهم 1.8 مليون نازح. وفر نازحون كثيرون من هجمات سابقة للنجاة بأنفسهم من القتال أو حتى لا يعودوا إلى حكم الأسد وبينهم أشخاص نقلوا في حافلات إلى إدلب بموجب اتفاقات «إجلاء» وافق مقاتلو المعارضة بموجبها على تسليم الجيوب التي كانت خاضعة لهم.
وقالت الأمم المتحدة إن عمليات الإجلاء من الغوطة الشرقية ودرعا وغيرهما من مناطق المعارضة التي انتزعت الحكومة السيطرة عليها ساهمت في نزوح ما يربو على نصف مليون شخص إلى إدلب أو إلى محيطها خلال الشهور الستة المنصرمة.

تحذير لافروف
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف  امس الأربعاء عن أمله في ألا تعمد الدول الغربية إلى «عرقلة عملية مكافحة الإرهاب» في إدلب.
وصرح لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو «آمل في ألا يشجع شركاؤنا الغربيون الاستفزازات، وألا يعرقلوا عملية مكافحة الإرهاب» في إدلب، في وقت يستعد النظام لشن هجوم لاستعادة المحافظة (شمال غرب).
وازداد القلق لدى الدول الغربية في الآونة الأخيرة حول مصير محافظة إدلب، وحذرت الثلاثاء من «تداعيات كارثية» لأي عملية عسكرية، وذلك خلال اجتماع في الأمم المتحدة خصص لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء من «الخطر المتنامي لـ (تسجيل) كارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب في سوريا». وشدد غوتيريش في بيان على أن «أي استخدام لأسلحة كيميائية مرفوض تماماً».
كما اعتبرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق ليندا توم أن الهجوم قد تكون له نتائج «كارثية». وقالت ليندا توم «إننا نخشى من تهجير ما لا يقل عن800  ألف شخص وازدياد عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير، علماً أن أعدادهم أصلاً عالية، وذلك في حال حدوث تصعيد في الأعمال القتالية في هذه المنطقة».

الدور التركي في إدلب!
واتهم لافروف الغربيين بأنهم «يركزون مجدداً بشكل كبير» على «هجوم كيمياوي مزعوم» سينسب إلى الحكومة السورية.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) على 60 في المئة من محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة لتركيا، وتضم المنطقة أيضاً العديد من الفصائل المعارضة.
وتشير كل المعطيات إلى أن النظام السوري يعد لشن هجوم وشيك على إدلب، لكن هذا الأمر يبقى رهناً باتفاق مع تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة وخصوصاً أن المباحثات بين موسكو وأنقرة تكثفت في الأسابيع الأخيرة.
وتابع لافروف «هناك تفاهم سياسي كامل بين موسكو وأنقرة. من المُلحّ أن يتم الفصل بين ما نسميه معارضة معتدلة والإرهابيين، وأن يتم التحضير لعملية ضد هؤلاء عبر التخفيف قدر الإمكان من الأخطار على السكان المدنيين».
وتابع «على أي حال، من الضروري تبديد هذا الالتباس».

انتشار عسكري روسي غير مسبوق!
ونقلت وسائل الإعلام الروسية أن روسيا عززت في الأيام الأخيرة وجودها العسكري قبالة سوريا خشية أي ضربات غربية قد تستهدف قوات النظام السوري. وأوردت الصحافة الروسية أن موسكو نشرت أكبر قوة بحرية لها قبالة سوريا منذ بدء النزاع في 2011.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد الثلاثاء أن مقاتلي هيئة تحرير الشام «على وشك القيام باستفزاز بالغ الخطورة» عبر «استخدام مواد كيميائية تحوي الكلور» في منطقة إدلب.
وشددت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.

فرانس24/ أ ف ب/رويترز
 


كادر
روسيا تحذر أميركا من «عدوان غير مشروع على سوريا»

قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إنه أبلغ مسؤولين أمريكيين هذا الأسبوع بأن موسكو يساورها القلق إزاء مؤشرات على أن الولايات المتحدة تعد لضربات جديدة على سوريا وحذر من «هجوم غير مشروع ولا أساس له على سوريا».
وقالت السفارة الروسية على صفحتها على فايسبوك إن أنتونوف اجتمع هذا الأسبوع مع مسؤولين أميركيين بينهم ممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق