#لبنان_ينتفضسياسة لبنانيةلبنانيات

جرحى واعتقالات إثر صدامات بين المتظاهرين وقوى الأمن مع تجدد الاحتجاجات

ورشات تنظيف وصيانة أمام مصارف حطّم المتظاهرون واجهاتها في بيروت

اندلعت صدامات عنيفة بين المحتجين وقوى الأمن اللبنانية في بيروت مساء الثلاثاء مع تجدد الحراك الاحتجاجي المناهض للحكومة تحت شعار «أسبوع الغضب». وقال مراسل فرانس24 إن قوى الأمن اعتقلت ما لا يقل عن 50 شخصا إثر المناوشات، التي أدت أيضاً إلى تسجيل عدد من الإصابات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب.
عاد المتظاهرون  في لبنان مجدداً إلى الشوارع الثلاثاء في عاصمة البلاد وعدد من المناطق احتجاجاً على تعثر تشكيل حكومة وازدياد حدة الأزمة الاقتصادية والمالية.
وتخللت المظاهرات أمام مصرف بيروت المركزي مواجهات مع قوات الأمن أوقعت جرحى، في حلقة جديدة من مسلسل احتجاجي انطلق قبل ثلاثة أشهر بمظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية.
وقال مراسل فرانس24 شربل عبود إن هناك «معلومات عن وجود 50 موقوفاً وهناك لجنة محامين تتابع الموضوع». مشيراً إلى «تجمعات أمام المخافر حيث يتواجد الموقوفون». ومضيفاً «بعض المتظاهرين تحدثوا عن تسلل مندسين بينهم لجر القوى الأمنية للمواجهة».
وفي المساء، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ولاحقت المئات من المتظاهرين الذين تجمعوا خارج البنك المركزي في الحمرا ما أجبرهم على التراجع بعد أن حاول البعض دخول الساحة خارج المبنى، بحسب مراسلة.
وقال المصدر نفسه إن المتظاهرين كسروا حجارة الرصف لإلقائها على الشرطة، وقام بعض المتظاهرين بتوزيع البصل لحماية أنفسهم من الغازات. كما حطموا الواجهات الزجاجية للعديد من البنوك، والتي تبلور الكثير من الغضب العام، خصوصاً بسبب القيود المفروضة على عمليات السحب، وسط الأزمة الاقتصادية.
ونظم متظاهرون بعد الظهر في بيروت مسيرة باتجاه منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب الذي لم يتمكن، بعد نحو شهر على تكليفه، من تشكيل حكومة اختصاصيين، وفق ما تعهده.
ومساء الثلاثاء أعلنت قوى الأمن الداخلي أن «بعض المشاغبين في محيط مصرف لبنان المركزي عمدوا إلى الاعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي محاولين الدخول إلى باحة المصرف وقاموا برشقهم بالحجارة والمفرقعات النارية وتحطيم بعض الممتلكات العامة والخاصة في شارع الحمرا، ما أدى إلى جرح عدد من عناصر مكافحة الشغب بينهم ضابط برتبة نقيب».
ولاحقاً، أعلن الدفاع المدني أن عناصره «قدموا الإسعافات الأولية اللازمة إلى مجموعة من المواطنين من مدنيين وعسكريين تعرضوا لإصابات طفيفة في شارع الحمرا» ونقلوا «بعض المصابين إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج اللازم». ولم يعلن الدفاع المدني عن أي حصيلة للإصابات.
وتحت شعار «أسبوع الغضب»، عمد المتظاهرون إلى قطع طرق رئيسية في بيروت ومحيطها وفي عدد من المناطق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات، كما أفاد مصورون. وتداول ناشطون دعوات لتنظيم مسيرات ومشاركة طلاب الجامعات والمدارس وقطع الطرق.
ومنذ 17 تشرين الأول (اكتوبر)، خرج عشرات الآلاف من اللبنانيين إلى الشوارع والساحات وقطعوا الطرق احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد ويحملونها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وعجزها عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية.

ورشات تنظيف وصيانة

وانهمك عمال التنظيف والصيانة صباح الأربعاء في إزالة زجاج واجهات المصارف التي هاجمها متظاهرون غاضبون ليلاً في منطقة الحمرا في وسط بيروت وأقدموا على تكسيرها، على خلفية قيود مشددة تفرضها على المودعين الذين يريدون سحب أموالهم.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، شاهد مراسلو فرانس برس في شارع الحمرا عمال نظافة يزيلون زجاج واجهات المصارف المتناثر أرضاً، بينما انصرف آخرون إلى كسر ما تبقى من الواجهات المتصدعة الصلبة عبر استخدام مطرقة وأدوات أخرى. وسارعت بعض المصارف إلى تركيب واجهات جديدة.
وتحوّل شارع الحمرا، الذي يضم المقر الرئيسي لمصرف لبنان المركزي وعشرات المصارف ومؤسسات تجارية، مسرحاً لمواجهات عنيفة ليلاً تخللها رشق بالحجارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم واعتقلت عدداً منهم بعد ملاحقتهم في الأزقة.
وأوقعت الصدامات جرحى في صفوف المتظاهرين وقوى الأمن، تم نقل عدد منهم الى المستشفيات، وفق ما أعلن الدفاع المدني في بيان، من دون تحديد العدد.
وكسر المتظاهرون واجهات المصارف عبر أعمدة إشارات السير التي اقتلعوها من مكانها وقساطل حديدية ومطافئ الحريق. كما حطموا أجهزة الصراف الآلي وكتبوا على الجدران شعارات مناوئة للمصارف.
وحضر موظفو غالبية المصارف إلى دوامهم بشكل طبيعي، متفقدين الأضرار التي لحقت بمكان عملهم، قبل أن يستأنفوا استقبال المودعين.
وبدت الحركة طبيعية في شوارع بيروت ومحيطها، فيما قطع متظاهرون طرقاً رئيسية في شرق البلاد وجنوبها وشمالها. وأقفلت العديد من المدارس أبوابها.
وينقم المتظاهرون على المصارف التي فرضت في الأشهر الثلاثة الأخيرة قيوداً مشددة على عمليات السحب، خصوصاً الدولار. وتشهد فروعها بشكل شبه يومي إشكالات بين الزبائن الذين يريدون الحصول على أموالهم وموظفو المصارف العاجزين عن تلبية رغباتهم.
وتقترب الليرة اللبنانية من خسارة نحو نصف قيمتها عملياً. ففيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار، لامس الدولار عتبة 2500 ليرة في السوق الموازية.
وتحت شعار «أسبوع الغضب»، قطع المتظاهرون الثلاثاء طرقاً رئيسية في بيروت ومحيطها وفي عدد من المناطق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات.
وتعدّ الأزمة الاقتصادية الراهنة، الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية، وتراجع حجم الاستثمارات الخارجية، عدا عن تداعيات الانقسام السياسي الذي فاقمه النزاع في سوريا. وارتفع الدين العام إلى نحو تسعين مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق