سياسة عربية

الطلاب الاسلاميون يزرعون الفوضى في مصر واحكام باعدام قاتلي الشرطة في سيناء

يبدو ان الهدوء على الساحة المصرية، اصبح مطلباً صعب المنال. فلا يكاد يمضي يوم دون حدوث مواجهات بين الاسلاميين ممن يسمون انفسهم «انصار الشريعة» في اشارة الى الرئيس المخلوع محمد مرسي، وقوات الامن والجيش المصري. وتؤدي تلك المواجهات الى سقوط العديد من القتلى والجرحى.

وفي الاثناء تتواصل عمليات التفجير التي ينفذها انصار مرسي، في اكثر من مكان. غير ان المدققين في المشهد يتوقفون عند ارتفاع اعداد تلك التفجيرات، ودخولها العاصمة القاهرة. وارتفاع تأثيرها في مجال القتلى والجرحى.  اضافة الى ما يمكن تسميته «الثورة الطلابية»، في ضوء التحركات والمواجهات التي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم. والتي بلغت ذروتها هذا الاسبوع بعد ان اقتحمت الشرطة بعض الجامعات.
فقد اوقع انفجار قنبلة وسط القاهرة مساء الثلاثاء، ما لا يقل عن 13 جريحاً، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة. في الوقت الذي خلصت تقارير اعلامية وامنية الى ان العاصمة تشهد موجة اعتداءات تبناها جهاديون منذ ان اطاح الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013.

اعتداءات على الشرطة
وافادت مصادر امنية ان القنبلة وضعت قرب مدخل محطة مترو انفاق قرب دار القضاء العالي في وسط القاهرة لاستهداف رجال شرطة. وقالت المصادر ان القنبلة وضعت على الطريق قرب مدخل محطة المترو، وكان الهدف منها اغتيال عدد من رجال الشرطة في المنطقة. وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية للتلفزيون الحكومي ان الامر يتعلق باعتداء. وفرض رجال الامن طوقاً امنياً حال دون رؤية المكان الذي استهدفه الاعتداء. واستعانت الشرطة بكلاب بوليسية بحثاً عن اي عبوات اخرى قد تكون زرعت قرب موقع الانفجار. وسبق ان زرع مسلحون قنابل عدة لتنفجر بشكل متتابع لاستهداف قوات الشرطة التي تأتي الى الموقع في اعقاب اي هجوم. ووقع الانفجار في منطقة عادة ما تكون مكتظة بالمارة ومحال الملابس والعصائر التي تظل مفتوحة الابواب حتى منتصف الليل. ويؤكد مسؤولون مصريون ان هذا الهجوم هو الاخطر في القاهرة منذ ان قتلت قنبلة شرطيين امام مبنى وزارة الخارجية المصرية في 21 ايلول (سبتمبر) الفائت.
وتبنت الهجوم جماعة جهادية تدعى اجناد مصر التي تقول انها تستهدف الشرطة للثأر لمئات المتظاهرين المناصرين لمرسي الذين قتلوا في مواجهات مع الامن منذ عزله في تموز (يوليو) 2013.

خلايا ارهابية
وتقول وزارة الداخلية المصرية انها فككت «خلايا ارهابية» عدة لكن الجماعات الجهادية لا تزال نشطة في شبه جزيرة سيناء وتستهدف رجال الجيش والشرطة باستمرار.
وخلال الشهر الفائت تبنت «انصار بيت المقدس» هجومين ضد قوات الامن في سيناء اسقطتا 17 من افراد الامن.
وقتل  ستة رجال شرطة في انفجار عبوة وضعت على جانب الطريق ودمرت سيارتهم المدرعة في شمال سيناء. وجاء الهجوم بعد ايام من قتل عبوة ناسفة اخرى لـ 11 شرطياً في شمال سيناء ايضاً.
وعبرت انصار بيت المقدس عن دعمها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق. لكنها لم تعلن ولاءها بشكل رسمي بعد.
ومنذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013، تتعرض جماعة الاخوان المسلمين لحملة دامية اوقعت 1400 قتيل وادت الى توقيف اكثر من 15 الفاً اخرين، وفقاً لمنظمات حقوقية.
ويكمل الرئيس المصري الحالي، قائد الجيش السابق الذي عزل مرسي، الحملة ضد الجماعة التي اكتسحت جميع الانتخابات التي اعقبت اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في العام 2011.
ومع بدء العام الدراسي، اندلعت مواجهات بين الطلاب المؤيدين لمرسي وقوات الامن التي القت القبض على عشرات منهم.
وتتهم الحكومة جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبرها تنظيماً ارهابياً بالوقوف خلف مثل هذه الهجمات. لكن الجماعة تقول انها تنتهج العمل السلمي.
في الاثناء، فجر مجهولون ليل الثلاثاء الاربعاء بشمال سيناء خط الغاز المصري المؤدي إلى الأردن دون وقوع خسائر بشرية.
وأعلن مسؤولون في شركة غاز الشرق المسؤولة عن تشغيل الخط أن الانفجار وقع في الخط الرئيسي المؤدي الى طابا وخط التصدير الواصل الى الأردن. وبذلك يرتفع عدد مرات التفجير التي تعرض لها خط الغاز المصري الى 26 مرة وسبب خسائر اقتصادية لكل من الاردن ومصر. يذكر أن خطي الغاز المؤديان إلى الأردن وإسرائيل يتعرضان للتفجير من قبل مجهولين بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة.

تظاهرات اسلامية
الى ذلك، اشارت تقارير امنية الى ان رقعة المظاهرات الاسلامية اتسعت (الثلاثاء) في مختلف محافظات مصر من الإسكندرية شمالاً إلى أسيوط وأسوان في أقاصي الجنوب احتجاجاً على الحملات الأمنية لاعتقال رموز الحراك الطلابي وعلى الإجراءات الأمنية في الجامعات، بينما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية السلطات المصرية إلى الإفراج عن الطلبة المعتقلين منذ بداية العام الدراسي الحالي.
واقتحمت قوات الأمن جامعة الإسكندرية وأطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بكثافة مما تسبب في إصابة عشرات الطلاب، واعتقلت ثلاثين طالباً. وشهدت جامعة أسيوط مواجهات عنيفة بين الطلبة وشركة الأمن الخاصة بعد اعتقال عدد من الطلاب.
وشددت جامعات مصرية من اجراءاتها الأمنية في محيطها وخرج الطلاب المعارضين في مظاهرات منددة بما أسموه «القمع الأمني».
ورفع المشاركون في تلك المظاهرات التي دعت لها حركة «طلاب ضد الانقلاب» لافتات منددة باعتقال زملائهم ومطالبة بالإفراج عنهم، ونادوا بالقصاص لضحاياهم الذين قتلوا خلال اشتباكات مع قوات الأمن بمصر أثناء مظاهراتهم العام الماضي.
كما خرجت عشرات المظاهرات الليلية في محافظات مصرية عدة، لا سيما في القاهرة والإسكندرية. وعبر المحتجون عن تأييدهم للحراك التخريبي الذي تشهده الجامعات المصرية ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي وطالبوا بإنهاء حكم العسكر والقصاص ممن وصفوهم بقتلة الشعب. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس المعزول محمد مرسي وشارات رابعة.
ومنذ بدء الدراسة في الجامعات السبت الفائت تشهد جامعات مصرية عدة مظاهرات للطلبة الاسلاميين، وأعلنت حركة طلاب ضد الانقلاب عن انطلاق ما أسمته «عاماً ثورياً جديداً» لمناهضة السلطات الحالية.

الحكم بالاعدام
في سياق مواز، قضت محكمة مصرية باعدام سبعة اسلاميين ادانتهم بالتورط في قتل 25 شرطياً في هجوم في سيناء في صيف العام 2013 وبالتخابر مع تنظيم القاعدة في العراق، حسب ما افاد الاعلام الرسمي.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان «محكمة جنايات القاهرة قررت احالة أوراق الإرهابي عادل جباره وستة متهمين آخرين إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن اصدار حكم بإعدامهم».
واضافت ان المحكومين السبعة ادينوا بـ «ارتكاب مذبحة قتل جنود الأمن المركزي برفح والشروع في قتل جنود الأمن المركزي ببلبيس، والتخابر مع تنظيم القاعدة بالعراق».
وهناك خمسة من المحكوم عليهم بالاعدام في السجن، فيما لا يزال اثنان قيد الملاحقة بينهما متهم فلسطيني الجنسية، حسب ما افادت مصادر قضائية.
وطبقاً للقانون المصري ينبغي ارسال احكام الاعدام الى مفتي البلاد لاقرارها او رفضها غير ان رأيه يظل استشارياً ويمكن للمحكمة الا تلتزم به.
وحددت المحكمة السادس من كانون الاول (ديسمبر) المقبل لاعلان حكمها النهائي للمتهمين السبعة و28 اخرين يحاكمون في القضية ذاتها.

قتل 25 شرطياً
وتتهم النيابة المصرية المتهمين بالتورط في قتل 25 شرطياً من قوات مكافحة الشغب (الامن المركزي) في اب (اغسطس) 2013 في مدينة رفح المصرية على الحدود مع قطاع غزة في شمال شبة جزيرة سيناء المضطربة امنياً.
وانزل مسلحون اسلاميون الشرطيين الذين كانوا يرتدون الزي المدني من حافلتي نقل على الطريق وقاموا بطرحهم ارضا وقتلهم الواحد تلو الاخر.
كذلك تتهمهم بشن هجوم اخر على الامن اسقط 18 جريحاً من قوات الشرطة في بلبيس في دلتا النيل في اب (اغسطس) 2013.
كما يواجه المتهمون اتهامات بتاسيس تنظيم ارهابي تحت اسم «المهاجرون والانصار» تلقى اعضاؤه تدريبات عسكرية لاستهداف افراد الجيش والشرطة منذ العام 2011.
وتتعرض قوات الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء باستمرار لهجمات دامية يشنها مسلحون اسلاميون منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز  (يوليو)2013 على ايدي الشعب. ويتنبى تنظيم انصار بيت المقدس الجهادي معظم هذه الهجمات.
وخلال الشهر الماضي فقط تبنت «انصار بيت المقدس» هجومين ضد قوات الامن في سيناء اسقطتا 17 من افراد الامن.

القاهرة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق