أبرز الأخبارسياسة عربية

القوات السورية تدخل مدينة درعا وترفع العلم ولكن تسليم الاسلحة لم يتم ولا مؤشرات على الاجلاء

دخلت قوات النظام السوري الخميس أحياء يسيطر عليها مقاتلو الفصائل المعارضة في مدينة درعا جنوب سوريا، بحسب ما أعلنت وكالة الانباء السورية «سانا»، ورفعت العلم السوري في المدينة التي كانت مهد الاحتجاجات التي اشعلت حرباً في البلاد استمرت سبع سنوات.
وبعد تأمين دمشق في ايار (مايو) الماضي، يظهر الرئيس السوري بشار الاسد تصميماً على اخراج مقاتلي المعارضة من المنطقة الجنوبية الاستراتيجية المحاذية للاردن وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وأدى اتفاق لوقف اطلاق النار الاسبوع الماضي الى وقف قصف النظام الذي استمر لنحو ثلاثة اسابيع على محافظة درعا الجنوبية بما فيها عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه.
وحتى ذلك الوقت كان النصف الشمالي من مدينة درعا تحت سيطرة النظام في حين سيطرت المعارضة على الاحياء الجنوبية بما فيها درعا البلد.
وقالت وكالة سانا ان «وحدات من الجيش دخلت بعد ظهر امس الى منطقة درعا البلد، وتم رفع العلم الوطني فوق سارية في الساحة العامة».
وكانت «سانا» أفادت الاربعاء انه تم التوصل الى اتفاق بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة يقضي بان تقوم الفصائل المتواجدة في درعا البلد بتسليم اسلحتها.
وقالت الوكالة ان الاتفاق «ينص على تسليم المجموعات الإرهابية سلاحها الثقيل والمتوسط» في اشارة الى فصائل المعارضة. واوضحت ان الاتفاق «يشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع» وهي احياء في المدينة.
كما ذكرت الوكالة «أنه بموجب الاتفاق، ستتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق».
والخميس قال مراسل وكالة فرانس برس في درعا البلد انه شاهد قافلة للشرطة العسكرية الروسية وضباط النظام تدخل المدينة مع صحافيين لرفع العلم.
الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان قال ان رفع العلم الخميس هو مجرد اجراء «رمزي».
واوضح ان الاجراءات لتنفيذ اتفاق «المصالحة» في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في المدينة لم يتم تطبيقها.
وصرح رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان «المسلحين ما زالوا داخل درعا البلد» ولم يسلموا بعد اسلحتهم الثقيلة ولا مؤشرات الى اي عمليات اجلاء.
وتسيطر قوات النظام حالياً على نحو 80 في المئة من محافظة درعا، ولا تزال تتواجد الفصائل المعارضة في نحو 15 بالمئة منها، والمساحة الباقية تحت سيطرة «فصيل خالد بن الوليد» الذي بايع تنظيم الدولة الاسلامية.

جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية
يأتي اتفاق المصالحة في درعا البلد ضمن سلسلة اتفاقات سيطرت بموجبها قوات النظام مدعومة من روسيا على مناطق شاسعة من البلاد منذ 2015.
وتأتي هذه المصالحات عادة بعد عمليات قصف شرسة واحياناً عمليات حصار خانقة تجبر المسلحين على الاستسلام.
وشهدت مثل هذه الاتفاقات خروج الاف المسلحين الى مناطق لا تزال تحت سيطرة المعارضة في الشمال.
وستشكل استعادة النظام لدرعا البلد ضربة رمزية كبيرة للمعارضة.
في عام 2011 اعتقلت السلطات عدداً من الفتيان بسبب كتابتهم شعارات مناهضة للاسد على جدران مدرسة في المدينة الفقيرة، ما اشعل احتجاجات ضد الحكومة، تحولت الى حرب شاملة قتل فيها اكثر من 350 الف شخص وشرد الملايين.
ويستثنى من اتفاق وقف اطلاق النار في درعا جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية الذين يسيطرون على جزء صغير من المحافظة المحاذية للحدود مع الاردن وهضبة الجولان المحتلة.
وخلال ليل الاربعاء الخميس سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرية تتواجد فيها فصائل معارضة دخلت في تسوية مع قوات النظام في جنوب سوريا بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل حوالي 30 مقاتلاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
ويزداد الوضع في الجنوب السوري تعقيداً مع دخول تنظيم الدولة الإسلامية على خطوط الجبهات في مواجهة كل من الفصائل المعارضة وقوات النظام على السواء.
وشنّ فصيل «جيش خالد بن الوليد» المبايع للتنظيم المتطرف الأربعاء هجوماً على بلدة حيط المحاذية لهذا الجيب، والتي وافقت الفصائل المعارضة فيها على الاتفاق مع قوات النظام برعاية روسية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق