دولياتعالم

قمة الناتو: ترامب يعلن عن إحراز تقدم «هائل» في شأن الإنفاق العسكري للحلف

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه تم إحراز تقدم «هائل» في شأن الإنفاق العسكري لأعضاء الحلف الأطلسي مؤكداً أن «الجميع وافق على زيادة مهمة لالتزاماتهم». وكان ترامب طالب الحلفاء الأربعاء بزيادة نفقاتهم الدفاعية مستقبلاً إلى 4% من إجمالي ناتجهم الداخلي.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس بعد اجتماع طارئ مع قادة الحلف الأطلسي على خلفية مطالبته بزيادة مساهمات الدول الأخرى العسكرية في الحلف فورا أنه تم إحراز تقدم «هائل» في شأن الإنفاق العسكري لأعضاء الحلف الأطلسي، مؤكداً أن يومين من المحادثات الشاقة جعلا الحلف «أقوى بكثير».
وقال ترامب «أحرزنا تقدماً هائلاً اليوم»، وأضاف «الجميع وافق على زيادة مهمة لالتزاماتهم سيرفعونها إلى مستويات لم يفكروا بها من قبل».
وتابع «أبلغتهم بأنني مستاء جداً مما يحصل وقاموا بزيادة كبيرة لالتزاماتهم والآن نحن سعداء جداً ولدينا حلف أطلسي قوي جداً جداً، أقوى مما كان عليه قبل يومين».
وتأتي تصريحات ترامب وسط تقارير قالت إنه حذر حلفاءه خلال الاجتماع بأن الولايات المتحدة يمكن أن تنسحب من الحلف إذا امتنع أعضاء آخرون عن زيادة إسهاماتهم.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في بروكسل «لم تعامل الولايات المتحدة بعدل، لكننا اليوم نحصل على هذه المعاملة. أؤمن بالحلف الأطلسي».
وأكد «إن التزام الولايات المتحدة بالحلف الأطلسي لا يزال قوياً»، مضيفاً أن ذلك «يعود بشكل رئيسي للأموال الإضافية التي تعهدت بها» الدول الأخرى.
وكان ترامب طالب حلفاء الولايات المتحدة الأربعاء بزيادة نفقاتهم الدفاعية مستقبلاً إلى 4% من إجمالي ناتجهم الداخلي.
وهذا المطلب غير جديد، إذ سبق للرئيس الأميركي أن عبر عنه العام الماضي، غير أنه هذه المرة ترافق مع انتقادات بالغة الحدة للحلفاء الذين اتهمهم بعدم دفع مبالغ كافية، مركزاً حملته بصورة خاصة على ألمانيا.

البيان المشترك
وكان قادة حلف شمال الأطلسي الناتو قد اعلنوا الأربعاء بياناً مشتركاً، أعربوا فيه عن التزامهم التام بتحسين النفقات الدفاعية للدول الأعضاء لتصل إلى 2% على الأقل بحلول عام 2024، متجاهلين طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تصبح تلك النفقات 4%.
وأشاع ترامب أجواء من التوتر والارتباك بين حلفاء الولايات المتحدة الأربعاء إذ طالبهم برفع نسبة إنفاقهم العسكري إلى 4 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي.
وتفادى الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإجابة على الأسئلة حول هذا الموضوع خلال مؤتمره الصحافي في المساء واكتفى بالقول «لنبدأ أولاً بنسبة 2% التي ما زالت تحتاج إلى الكثير من الجهود لتحقيقها».
وما زال إنفاق 15 بلداً عضواً في الحلف بينها كندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، على الدفاع دون نسبة 1،4 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي في 2018، ولن تكون هذه الدول قادرة على احترام تعهداتها، ما يثير غضب ترامب الذي طالب لاحقاً في تغريدة بان يرفع الحلفاء نفقاتهم العسكرية الى 2 بالمئة «فوراً».

إيران وكوريا الشمالية وروسيا مصدر قلق للناتو
وعبر القادة في البيان المشترك عن القلق من «الأنشطة المزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الأوسط. كما أبدوا مخاوفهم من «الاختبارات الصاروخية المكثفة» التي تجريها طهران ومن مداها ودقتها.
وعبر القادة عن استيائهم من الأنشطة التي انتهجتها روسيا في الآونة الأخيرة قائلين إنها تؤثر على الاستقرار والأمن وأضافوا أنهم «يتضامنون» مع التقويمات البريطانية بأن روسيا هي المسؤولة عن هجوم بغاز أعصاب في مدينة سالزبري البريطانية.
ودعا قادة الحلف جميع الدول إلى مواصلة «الضغط الحاسم» على كوريا الشمالية بما في ذلك التنفيذ الكامل لعقوبات الأمم المتحدة لإقناعها بالتخلي عن أسلحتها النووية والكيمياوية والبيولوجية.
وكرر إعلان القمة الذي وقعه زعماء دول الحلف وعددهم 29 دعم الحلف التام لهدف «الإخلاء التام لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه».
ووافق الحلف أيضاً على دعوة مقدونيا للبدء في محادثات الانضمام للحلف.

ملفا أفغانستان وأوكرانيا
وبعد هيمنة الخلافات حول النفقات الدفاعية على نقاشات اليوم الأول من القمة، يركز قادة التحالف محادثاتهم في اليوم الثاني، على ملفي أفغانستان وأوكرانيا.
وسيرحب الزعماء بشركاء من خارج الحلف من بينهم الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو في مقر الحلف الجديد بينما يسعون للتركيز على السياسات العامة.
وحاولت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تحديد المسار يوم الأربعاء عندما أعلنت أن مزيداً من القوات ستشارك في مهمة حلف الأطلسي للتدريب في أفغانستان.
وقالت للصحفيين «سننشر 440 فرداً إضافياً في إطار مهمة الدعم الحازم التي ينفذها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وأعتقد أن هذا يظهر أنه عندما ينادي الحلف تكون المملكة المتحدة من أوائل من يلبون النداء».
ويريد ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف أن يتفق الزعماء على تمويل قوات الأمن الأفغانية حتى عام 2024، رغم شكوى شعوب الدول في الغرب من المشاركة في الصراع.
ويبلغ متوسط التمويل مليار دولار سنوياً، وقال ستولتنبرغ إنه يتوقع أن يستمر هذا المستوى.
وسيحرص الزعماء على سماع تفاصيل بشأن نهج ترامب العسكري في أفغانستان والتي عدلها في آب (اغسطس) الماضي بحيث تشمل زيادة الضربات الجوية لإرغام مقاتلي طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق