سياسة لبنانية

المشنوق يعمل على منع انهيار علاقة جعجع – الحريري


أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «وجود تقدم جدي في البحث حول إمكان الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مشيراً الى أن كل الأطراف مستعجلة ولكن لن تتم الامور خلال أيام أو أسبوعين، ربما تحتاج إلى أسابيع وهذا أمر عادي».
بدا المشنوق مهتما بتطويق التداعيات الناجمة عن تأييد الحريري لترشيح فرنجية من دون وضع حلفائه مسبقاً في أجواء هذا التوجه، وما أحدثه ذلك من بلبلة واضطراب في العلاقة بين الحريري وجعجع. تقصد المشنوق زيارته في معراب لفلش الأوراق بينهما. فأن يكون الرجل آخر من يعلم بما يحضره شريكه الحريري، لا سيما في مسألة يفترض أن يكون حلفاؤه الموارنة هم الأدرى بها، فتلك خطيئة ارتكبت بحقه وتحتاج الى توضيحات عميقة. من هنا، اعتبر المشنوق بعد اللقاء أن «كل الأمور خاضعة للنقاش الإيجابي وليس للمواجهة والمشاكل أو القضاء على مسيرة 14 آذار»، لأن المطلوب هو البحث عن آلية تبقي الأوكسيجين في جسد هذا التحالف الذي سيواجه معمودية نار ملتهبة في حال سار ترشيح فرنجية على السكة الصحيحة.
أوساط مسيحية في 14 آذار تعتبر أن مشكلة الحريري اليوم هي أن لا ثقة مسيحية به بعد لقاء باريس، ليس بسبب قيامه بتسوية يرى أنها مفيدة ويعتبر أن المسيحيين أخطأوا بعدم الاتفاق على رئيس للجمهورية خلال سنة وستة أشهر، بل لأنه، خلافاً لفرنجية، لم يطلع أحداً من حلفائه على ما يرسم من تسوية مع بري وجنبلاط. والمسيحيون لا يقبلون بالوضع الراهن الذي يغيب دورهم ودور مرجعياتهم. والقصة اليوم ليست اختيار اسم المرشح سليمان فرنجية فحسب، بالنسبة إلى قوى 14 آذار، بل هي أيضاً ما يمكن أن يخلقه خيار الحريري السير من دون حلفائه في تسوية، ولو كانت إقليمية ودولية، من تداعيات على مستوى العلاقة والشراكة بين الحريري بما يمثل والمسيحيين. فمن صاغ تسوية على هذا النحو، لا يمكنه أن يتوقع أن تكون 14 آذار بعد لقاء باريس هي نفسها كما كانت قبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق