سياسة لبنانية

الراعي: ننتظر ولادة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات ولا يمكن القبول بالظلم في ممارسة القضاء

إنعقد صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي سينودس الاساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.
وتقسم اعمال السينودوس الى قسمين: الاول الرياضة الروحية وتستمر من اليوم وحتى ظهر السبت المقبل إذ سيترأس غبطته القداس الختامي عند الحادية عشرة والنصف.
والثاني تبدأ فيه اعمال السينودس من التاسعة من صباح يوم الاثنين المقبل ولغاية ظهر يوم السبت في 16 حزيران وسيصدر على إثره البيان الختامي.

الراعي
وألقى الراعي كلمة في افتتاح السينودس، قال فيها: «ندخل أيام الرياضة الروحية الأربعة، استعداداً لأسبوع سينودس كنيستنا المقدس، حاملين بصلاتنا أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، وكل أبناء كنيستنا وبناتها، حيثما وجدوا تحت كل سماء. نجتمع في وطننا الروحي الأم، لبنان، لنصلي معا حاملين همومه، أرضاً بالمحافظة عليها وعلى هويتنا؛ وشعبا بحماية وحدته وثقافته وتأمين جنسيته للمتحدرين منه برباط الدم؛ ومؤسسات بتنقيتها من الفساد، فيما التحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية كبيرة. نصلي من أجل ولادة الحكومة الجديدة المنتظرة منذ تعيين رئيسها في 25 أيار الماضي. الجميع في الداخل والخارج ينتظرها حكومة موصوفة، غير عادية، قادرة على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي التزم بها لبنان في مؤتمر باريس – CEDRE المنعقد في 6 نيسان الماضي، وأريدت هذه الإصلاحات "كشرط بدونه لا" للحصول على المساعدات المالية المقررة، من هبات وقروض ميسرة.
ونحمل في صلاتنا المعضلة الكبرى التي تواجهها مدارسنا الكاثوليكية، كباقي المؤسسات التربوية الخاصة، من جراء القانون 46 الذي أصدره المجلس النيابي في شهر آب الماضي، وأوجب رفع الأجور والرواتب بمبالغ ضخمة، بلغ مجموعها في السنة الواحدة ل 1130 معلماً في مدارسنا ما يزيد على 118.000.000 دولار أميركي. هذه القيمة الضخمة توجب حتما رفع الأقساط بقيمة مرموقة، يعجز أهالي التلامذة عن تحملها، ولا تريد مدارسنا رفعها، إدراكا منها لعدم قدرة هؤلاء، وقد أصبح ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر. هذا ما سيؤدي إلى إقفال أبواب العديد من مدارسنا في السنة المقبلة وما يليها، إذا لم تساعد الدولة الأهالي على حمل هذا العبء، وهو واجب مزدوج عليها: أولا، لأن المدرسة الخاصة، كالرسمية، ذات منفعة عامة؛ وثانيا، لأن التشريع يستوجب التمويل. ولذا، يقع على مسؤولية الدولة إقفال مدارسنا، وإضعاف التعليم النوعي، والقضاء على النظام التربوي الخاص في لبنان.
ونصلي أيضاً من أجل المواطنين الذين ينتظرون من الدولة ممارسة العدالة المدنية والعسكرية، بالحق والعدل، لا بالظلم والتشفي، بل بالقضاء المحرر من التدخل السياسي ومن الروح المذهبي والطائفي. فلا يمكن القبول بالظلم والاستبداد من خلال ممارسة القضاء. وهذا أمر لا يتماشى عندنا في لبنان مع النظام الديموقراطي والعيش المشترك ومبدأ المساواة أمام القانون. ومعلوم أن ممارسة القضاء عمل يحكمه الضمير المستنير، واستحضار الله.
ونحمل في صلاتنا بلدان الشرق الأوسط التي ما زالت تعاني من الحروب والنزاعات، الآخذة في الهدم والقتل والتهجير، ملتمسين إيقافها وإيجاد الحلول السياسية لها، واحلال سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع النازحين واللاجئين إليها بالسرعة القصوى، حفاظا على ممتلكاتهم وتاريخهم وثقافاتهم، وتخفيفاً عن الأعباء التي تعيشها البلدان المستضيفة، وفي مقدمتها لبنان الذي يرزح تحت أعباء أكثر من نصف سكانه، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية.
إن زمن الرياضة الروحية هو زمن الروح القدس الذي ينيرنا ويقدسنا، وزمن الصلاة التي ترفع عقولنا وقلوبنا إلى الله. وبالتالي زمن التجدد في الإيمان والرجاء والالتزام برسالتنا الراعوية المقدسة في قيادة شعبنا».
إشارة الى أن ابواب الصرح تقفل امام الزوار طيلة فترة انعقاد السينودس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق