رئيسيسياسة عربية

السعودية: قائمة سوداء على تويتر لرصد ومقاطعة الإعلاميين «المسيئين» للمملكة

قائمة سوداء على الإنترنت لرصد ومقاطعة الإعلاميين «المسيئين» للمملكة. هذا هو «الرهان» الذي أطلقه سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي السعودي منذ الأول من أيار (مايو). تجاوب السعوديين الحاضرين بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع الدعوة كان كبيراً.

دعا المستشار (بمرتبة وزير) بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، في الفاتح من أيار (مايو)، إلى الكشف عن الإعلاميين «المسيئين» للسعودية، ونشر أسمائهم و«إساءاتهم» في سلسلة تغريدات نشرها تباعاً على حسابه الرسمي في تويتر، وذلك من خلال هاشتاغ «#قائمة_سوداء_للاعلامين_المسيئين».
ويشرف القحطاني الذي عين في منصبه بعد تسمية الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية في حزيران (يونيو) 2017، على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية التابع للديوان والمرتبط بوزارة الدفاع السعودية، ويشغل كذلك منصب رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، ومركز التميز لأمن المعلومات.
وربط بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي هذا القرار بتغريدات لإعلاميين عرب تحمل انتقادات لقرارات سعودية في الشأنين العربي والدولي، آخرها الإعلامية الأردنية علا الفارس وتغريداتها بخصوص القدس، والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، الذي كان من المفروض أن يشارك في عمل تلفزيوني تقوم محطة فضائية جديدة في السعودية بإعداده، هو مسلسل «أرض النفاق» المقرر عرضه في رمضان.
وقال القحطاني في تغريدة على حسابه في تويتر، إن «بعض ملاك القنوات الفضائية السعوديين ومعدي البرامج ورؤساء التحرير بسبب انشغالهم لا يعلمون حقائق المرتزقة من الإعلاميين الذين أساءوا لمملكة الخير وقيادتها». وتابع «مقاطعتهم مطلب وطني وقيادات إعلامنا يحتاجون لمشاركة الوطنيين» داعياً إلى وضع أسمائهم وإساءاتهم في قائمة «سوداء».
ونشر القحطاني تغريدة أخرى جاء فيها «قال سمو الأمير خالد الفيصل: ماينسينا الخطا حب الخشوم». وأضاف «لا يوجد عاقل يرضى أن تتم استضافة أو إعطاء برامج لبعض الإعلاميين العرب الذين سبق أن أساءوا لقيادتنا ووطننا. من راهن على الارتزاق ضدنا واليوم ينافق لأخذ جزء من خيرات وطننا فأنا على ثقة أن وسائل الإعلام المملوكة لسعوديين ستكرشهم (تقاطعهم)».

اعتذار وتوبة!
كما غرد «ما لم يعتذروا بشكل واضح للقيادة والشعب السعودي ويعلنوا توبتهم وقبول اعتذارهم فلا أفهم إطلاقاً إصرار البعض على استقطابهم. و«هقواتنا» بملاك والمسؤولين على الإعلام السعودي الخاص كبيرة. وكلنا متأكد أنهم يشاركون الجميع الهم الوطني السعودي».
ورحب عدد من السعوديين بالحملة بينهم صحفيون وإعلاميون حيث غرد بندر العريفي نائب رئيس تحرير صحيفة المرصد الرياضية «سوف نضعهم في #القائمة_السوداء يا معالي المستشار. أنا أشهد أن ما ينسينا الخطا حب الخشوم».
كما دعا حسن بن ملفي الودعاني الصحفي السعودي، إلى طرد الإعلاميين الأجانب من القنوات السعودية من خلال تغريدة على حسابه في تويتر «أيعقل قنوات مملوكة لسعوديين 100% وكل العاملين فيها أجانب في كل قناة 70%! هل سينفع البلد غير أبنائه وبناته؟ هل الأجنبي ولاؤه أكثر لوطني أم للريال؟ أرجو أن تعمل وزارة الإعلام على هذا الجانب (خيرات الوطن كثيرة يجب أن نضع فيها المناسب) الذي يحب وطني وقادته».
وغردت مرام عبد العزيز وهي ممثلة ومنتجة سعودية على حسابها في تويتر «وهناك إعلاميون وإعلاميات «من الخليج» أساءوا لنا أيضاً ولكن عبر تغريدات أو تعليقات، فهؤلاء أيضاً ننتظر منعهم من الظهور على كل الشاشات المملوكة للسعوديين سواءً كمذيعين ومذيعات في هذه القنوات أو كضيوف على برامجها…».
وتصادف نشر سلسلة التغريدات التي تدعو القنوات السعودية إلى مقاطعة الإعلاميين كافة الذين «أساءوا» للمملكة، مع احتفال الصحفيين والإعلاميين في العالم العربي والعالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، في الثالث من أيار (مايو).

قناة «إس بي سي» تلبي الحملة
ولعل من أهم تداعيات هذه الحملة التي أطلقها سعود القحطاني، اتخاذ الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون «إس بي سي» وهي محطة فضائية جديدة، قراراً بإلغاء بث أحد المسلسلات التلفزيونية بسبب مشاركة «أحد المسيئين للوطن» بحسب ما نشره رئيسها التنفيذي داود الشرياني في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر «الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون أ. داود الشريان يفند شائعة انضمام أحد المسيئين للوطن لـ #قناة_SBC ، ويؤكد لامكان لدينا للمسيئين وألغينا تعاقدنا مع أحد الأعمال الدرامية عندما علمنا بتواجد شخص أساء لبلدنا فيه».
قالت «بوابة الأهرام» إنه تم تعويض الإعلامي إبراهيم عيسى بالممثل القدير هشام سليم، مشيرة إلى أن التلفزيون السعودي يتحمل نفقة المشاهد الجديدة التي يقوم هشام سليم بتصويرها ضمن أحداث العمل، بديلا للإعلامي إبراهيم عيسى، الذي أثارت مشاركته جدلاً وانتقادات واسعة في السعودية.
ومسلسل «أرض النفاق» يتراوح بين الكوميديا والتراجيديا، بطولة النجم محمد الهنيدي وإخراج ماندو العدل.
والإعلامي المصري إبراهيم عيسى له مواقف مثيرة للجدل من السعودية، وكان هاجم المملكة.
ولعل الحملة السعودية ضد الإعلاميين الذي تعتبرهم المملكة «مسيئين» لها، لم تبدأ مع تدشين القحطاني لهاشتاغ «#قائمة_سوداء_للاعلامين_المسيئين». حيث إن الإعلامية الأردنية علا الفارس  اعتبرت في وقت سابق مسيئة للسعودية إثر تغريدة نشرتها على حسابها في تويتر تتعلق بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، وتصدّر هاشتاغ «#علا_الفارس_تسيي_للسعوديه" الوسوم الأكثر تداولاً لأيام عدة».
ويبقى أن الملاحظ في حملة القحطاني على تويتر حاليا، أن أغلب الشخصيات التي دعا مغردون سعوديون إلى مقاطعتها ومنع ظهورها على الشاشات السعودية، هي إما مصرية أو إعلاميون يشتغلون لحساب قناة الجزيرة القطرية.

فرانس24
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق