دولياترئيسيسياسة عربية

بوتين يبدأ ولاية جديدة ويحتفظ بميدفيديف رئيساً للوزراء

رشح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد تنصيبه لفترة رئاسية جديدة يوم الاثنين رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف لرئاسة الحكومة مرة أخرى الأمر الذي يشير إلى استمرار التوجه السياسي الذي وضع روسيا في صراع مع الغرب.
ووقف بوتين في قاعة أندريفسكي بالكرملين ووضع يده على نسخة منقوشة بالذهب من الدستور وأقسم على أن يخدم الشعب الروسي ويحمي الحقوق والحريات ويدافع عن سيادة البلاد.
وبذلك ينصب بوتين رئيساً لفترة ولاية رابعة بعد شهرين من انتخابات رئاسية حصل فيها على نسبة تجاوزت 70 بالمئة من الأصوات لكنه لم يكن يواجه منافسين حقيقيين.
وكان أخطر معارضيه أليكسي نافالني قد منع من خوض الانتخابات واعتقلته الشرطة يوم السبت مع مئات من أنصاره خلال احتجاج تحت شعار «بوتين ليس قيصرنا».
وبعد التنصيب أصدر الكرملين بياناً قال فيه إن بوتين رشح ميدفيديف مجدداً لمنصب رئيس الوزراء خلال الفترة الرئاسية الجديدة. ويتولى ميدفيديف المنصب منذ عام 2012.
وفي ترشيحه للوزراء في الحكومة الجديدة حافظ ميدفيديف كذلك على عدد من الوزراء الذين كانوا في حكومته مثل وزير المالية أنطون سيليانوف.
لكن نائبي رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش وإيغور شوفالوف لم يحتفظا بمنصبيهما.
كما فقد وزير الرياضة فيتالي موتكو، الذي اتهمت روسيا خلال عهده برعاية برنامج للمنشطات، حقيبة الرياضة لكنه احتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء وسيشرف على الشؤون العمرانية.
ويبدأ بوتين فترته الرئاسية الرابعة مدعوماً بشعبية قوية لكنه أيضاً يرزح تحت وطأة مواجهة مكلفة مع الغرب واقتصاد هش وغموض بشأن ما يمكن أن يحدث بعد انتهاء فترة ولايته.
وفي خطاب له بعد أدائه اليمين قال بوتين إن السنوات الست المقبلة ستشهد على دور روسيا كلاعب قوي على الساحة العالمية، يدعمه جيش قوي، مضيفاً أنه سيبذل قصارى جهده لتحسين حياة المواطنين.
وقال بوتين أمام مسؤولين روس وشخصيات أجنبية من بينها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر «مع تولي هذا المنصب ينتابني شعور هائل بالمسؤولية».
وأضاف «سيكون هدف حياتي وعملي هو خدمة الشعب والوطن».
ولا يعتقد دبلوماسيون أجانب بوجود أمل كبير في تخفيف حدة الأزمات المستمرة منذ أربع سنوات بين روسيا والغرب خلال الفترة الرئاسية الجديدة لبوتين.
وعبر بعض الدبلوماسيين عن قلقهم من أن تسفر الخلافات على مدى الأسابيع الماضية، لأسباب منها العقوبات الأميركية ضد روسيا والصراع في سوريا وتسميم جاسوس روسي سابق في انكلترا، عن مواجهة خارجة عن السيطرة.

مشكلات مقبلة
وتظهر استطلاعات الرأي مستويات عليا من التأييد لبوتين بين المواطنين الروس على عكس المعارض نافالني الذي لم ينجح في حشد احتجاجات ضد بوتين في أنحاء البلاد.
لكن الاقتصاد الروسي يمثل نقطة ضعف بالنسبة الى بوتين.
وتأثر المتوسط الشهري للأجور بشدة جراء انخفاض أسعار النفط وتراجع الروبل والتضخم والعقوبات ليهبط من رقم يعادل 867 دولاراً خلال عام 2013 إلى 553 دولاراً العام الماضي.
وحقق الاقتصاد الروسي، المصنف في المرتبة 11 عالمياً، معدل نمو 1.5 في المئة العام الماضي بفضل تحسن أسعار النفط لكن هذا المعدل كان أقل مما تحقق في سنوات سابقة من عهد بوتين.
ويقول دبلوماسيون ومحللون أجانب إن الغموض بشأن ما يمكن أن يحدث بعد انتهاء الفترة الرئاسية عام 2024 سيؤثر على الأرجح على استقرار النخبة الحاكمة ويشعل خلافات داخل الكرملين.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق