سياسة لبنانية

عون: لترسيخ القناعة في المجتمع بأن المرأة والرجل متساويان

قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اللقاء التشاوري ليوم المرأة الذي انعقد صباح اليوم في القصر الجمهوري: «أهلاً بكم في القصر الجمهوري، بيت الشعب، الذي أردناه أن يكون مفتوحاً أمام كل صوت محق وقضية عادلة وإنسان يتألم».
أضاف: «غداً هو اليوم العالمي للمرأة، وفي هذا اليوم يسيل الحبر سخياً مقالات وكلمات، وتزدحم المنابر بالخطباء والمتكلمين، دفاعاً عن حقوق المرأة، ودعماً للمساواة مع الرجل، وماذا عن الثلاث مئة والأربعة وستين يوما الباقية من السنة؟ أين هي المرأة فيها وأين حقوقها؟ بين ضياع الحقوق واستعادتها اثنان معنيان، الرجل والمرأة، ثم القوانين التي تربط بينهما».
وقال: «إن مجتمعاتنا هي ذكورية بامتياز، تبدأ منذ الولادة حيث ينتظر الجميع ولادة الصبي، وحيث يكنى الأب والأم باسم الصبي ولو كان أصغر أولادهما، ما يرسخ في اللاوعي الجماعي فكرة أن المرأة هي مواطن من الدرجة الثانية، ومن هنا يبدأ التمييز والاجحاف. وفي سوق العمل، الإدارة غالباً للرجل، والوظائف الأساسية في معظمها له، بينما في الفعالية والانتاج نجدهما متكافئين، لا بل نجد المرأة في أحيان كثيرة تتفوق على الرجل خصوصاً لما تتميز به من صبر ومثابرة والتزام، وسلاسة في التعاطي مع الآخرين. وفي السياسة، الدور الأساسي والقيادي للرجل، هو رئيس الحزب، هو النائب، هو الوزير… ولو حصلت بعض الاستثناءات، وفي القوانين المدنية لا يزال هناك عدم مساواة في البعض منها على الرغم من أن الدستور اللبناني لا يحمل أي تمييز بين المرأة والرجل، أما في قوانين الأحوال الشخصية، فالإجحاف بحق المرأة واضح، وإن على درجات، ويختلف من طائفة لأخرى».
واعتبر الرئيس عون ان «الحقوق الغائبة والقوانين المجحفة، للأسف، لا تزال موجودة ولن أعددها اليوم، فكلكم تعرفونها، منها ما يتسبب به التشريع والقوانين، وخصوصاً قوانين الأحوال الشخصية، ومنها ما تغطيه رواسب تقاليد وأعراف وثقافة وتربية. والمطلوب اليوم، يختصر بإزالة الفوارق القانونية والاجتماعية بين الرجل والمرأة، وتعزيز المساواة بالممارسة، على قاعدة الكفاءة والجدارة».
وقال: «ان أول الطريق تبدأ بترسيخ القناعة في مجتمعنا وتربيتنا وثقافتنا بأن المرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات، وأن المرأة شريك أساس في بناء الوطن والمجتمع، وفي صنع القرار السياسي، وبعدها تأتي المعالجة التشريعية في المجلس النيابي، لإقرار ما يلزم من القوانين التي تشكل التطبيق العملي لمقولة التساوي في الحقوق والواجبات. وهنا لا بد من تضافر كل الإرادات حتى لا توضع العراقيل وتضيع القوانين، ويبقى الأهم دور المرأة نفسها، ولها أقول: يعلمنا التاريخ وتطور المجتمعات أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، فاسعي وراء كل ما تعتبرينه حقاً لك، وخصوصاً في العمل السياسي».
وتابع الرئيس عون متوجها للمرأة: «لا تنتظري أن يتنازل لك الرجل عما يعتبره دوره وحقه. لا تنتظري أن يعطى دورك كمنحة أو هبة من خلال كوتا ما. خذي المبادرة واعتلي المنابر. افرضي حضورك وخوضي غمار السياسة من باب الفاعل لا المتلقي. وإن وجدت فيك مقومات القيادة أقدمي ولا تتردي، ولا تسمحي للمجتمع الذكوري أن يؤثر على تفكيرك. وأقول ذلك لأن الإحصاءات الانتخابية مؤخراً أظهرت أن المرأة نادراً ما تعطي صوتها لامرأة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق