متفرقات

هذه أفضل الأماكن للإقامة بعد سن التقاعد

يبدو أن أشعة الشمس، والحلم بقضاء نمط حياة يلبي احتياجاتك، ومكان يفيض فيه دخلك، هو ما جعل أعداداً متزايدة من المتقاعدين يقصدون وجهات بعيدة عن الأنظار لقضاء ما تبقى من سنوات العمر.

لكن لا داعي لأن يطيل المتقاعدون البحث عن مكان للعيش السعيد، والمناخٍ الأدفأ، وتكاليف معيشة الأقل، ونظام الضريبة الأمثل – دون فقدان الراحة المنزلية أو العناية الصحية المعتبرة. وسوف نعرض في ما يلي أبرز الأماكن التي يمكن أن يقصدها المتقاعدون:

بنما الهادئة

إن كنت تبحث عن مكان تقضي فيه أيام تقاعدك، حيث يمكنك أن تشتري بمالك أشياء أكثر مما في أماكن أخرى، فقد تكون بنما وجهتك. تقع هذه الدولة في أقصى جنوب أميركا الوسطى. وعاصمتها هي مدينة بنما، وتأتي في المرتبة رقم 124 (من بين 131 مدينة) في إحصاء عن تكاليف المعيشة أجرته وحدة “إيكونومست انتيليجنس” البحثية التابعة لمجموعة وصحيفة الإيكونومست.
بهذا تكون بنما أرخص من مانيلا، عاصمة الفيلبين، والتي تعتبر واحدة من أرخص العواصم في جنوب شرق آسيا.
تكلف وجبة طعام لشخصين من ثلاثة مكوّنات (المقبّلات والوجبة الرئيسية والحلويات) في مطعم متوسط المستوى في بنما نحو 32،50 بالبوا بنمية (أي 32،50 دولار أيضاً). هذا السعر هو أقل من نصف سعر الوجبة عينها في مدينة نيويورك، حسب موقع (numbeo.com) المتخصص في متابعة الأسعار بشكل يومي.
وبربط العملة البنمية لتتساوى بالدولار الأميركي، لن يقلق المتقاعدون الأميركيون بشأن مواجهة صدمات الأسعار نتيجة تقلبات العملة.
الحصول على دخل ثابت ومؤمَّن هو المتطلب الأساسي للحصول على تأشيرة دخول. عليك أن تحصل على مرتب تقاعدي شهري من ألف دولار أو أكثر (يُحتسب الدخل سواء كان شخصياً أو يدفعه الضمان الاجتماعي). عندها لن يكون من الصعب الحصول على «تأشيرة سياحية للمتقاعدين»، والتي إذا منحت تستمر مدى الحياة.
ولدولة بنما نظام رعاية صحية لا بأس به، إذ يذهب العديد من الأطباء للتدريب في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. مع ذلك، يتوجب على المتقاعدين أن يأخذوا في الحسبان أنهم سينفقون ما لا يقل عن 200 دولار أميركي شهرياً على التأمين الصحي الخاص.
برغم ذلك، لن تحتاج إلى ميزانية كبيرة لتجد سكناً. إذ يتكلف شراء عقار بثلاث غرف نوم في بلدة بوكيتي الجبلية المفضلة نحو 179 ألف دولار، حسب موقع «غلوبال بروبرتي غايد». وللأجانب حقوق البنميين عينها في امتلاك العقارات.
أما الجانب السلبي الرئيسي فهو البنية التحتية الرديئة لطرق المواصلات خارج العاصمة. بالرغم من ذلك، اعتبرت مجلة «انترناشنال ليفينغ» بنما أفضل ملاذ للمتقاعدين عالمياً لعام 2014.
وقد أخذت المجلة بعين الاعتبار انخفاض التكاليف، وتنوع خيارات وسائل الترفيه، وقربها من الولايات المتحدة الأميركية، فالرحلة بالطائرة من مدينة ميامي الأميركية تستغرق ساعتين ونصف فقط.
وبنما بلد آمن نسبياً مقارنة ببعض دول أميركا الوسطى. وفقاً لـ «الهيئة الاستشارية للأمن بالخارج»، التابعة لوزارة الخارجية الأميركية.

جاذبية فرنسا
تفتخر فرنسا بأنها الوجهة السياحية الأولى في العالم، ففيها مفاتن طبيعية عديدة، تشمل بلدات ومدناً جميلة، وأطباقاً شهية، وشراباً رخيصاً، ومناخاً دافئاً في الجنوب. هذه بعض الأسباب التي تجعل البلد يجتذب أكبر عدد من المغتربين من دول الاتحاد الأوروبي.
لكن انخفاض التكاليف ليس أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يفكر الناس في العيش بقية حياتهم التقاعدية في فرنسا. إذ تفرض البلاد ضرائب ورسوماً اجتماعية عالية نسبياً. أضف إلى ذلك ضريبة الصحة، والتي تُجمع من المقيمين في فرنسا إذا ما تجاوزت قيمة أموالهم وممتلكاتهم في العام مبلغ 984 ألف دولار.
إلا أن هناك جوانب إيجابية لتكاليف المعيشة العالية. تتمتع فرنسا بنظام مواصلات عامة مشهود له، بما في ذلك شبكة القطارات الوطنية ذات السرعة العالية.
فمثلاً، تستغرق الرحلة بقطار «تي جي في» للسفر بين باريس ومونتبلييه جنوبي فرنسا، لمسافة 600 كم، أكثر قليلاً من ثلاث ساعات، مع أسعار مخفضة لمن فوق 60 عاماً.
وتتميز فرنسا بنظام للرعاية الصحية تدعمه الحكومة بقوة، ويعتبر الأول في العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية. فإذا أصبحتَ من المقيمين رسمياً، يحتمل أن تصبح الرعاية الصحية أرخص بكثير مقارنة بالعديد من دول الغرب.
علاوة على ذلك، لن تكون فرنسا اختياراً مكلفاً، إذ يمكنك تناول وجبة في مطعم بسعر معقول.
كما تنخفض أسعار العقارات نسبياً خارج العاصمة باريس، وتتراوح ما بين 91 ألف دولار لعقار نموذجي ببلدة كروز بمقاطعة ليموزان وسط فرنسا، إلى 515 ألف دولار لمنزل متوسط في منطقة الألب/ماريتيم، بمقاطعة الريفييرا الفرنسية، وفقاً لمدوّنين ومراقبين لمبيعات العقارات في البلاد.
يذكر أن المنطقة الأخيرة تشمل منتجعات سياحية مثل مدينة كان المشهورة بمهرجان الأفلام السينمائية.

شمس ماليزيا
هل تبحثون عن جو مشمس طوال العام؟ من المؤكد أن ماليزيا منافس قوي. تضم هذه المستعمرة البريطانية السابقة شيئاً من كل شيء: من العاصمة كوالالمبور بمبانيها الشاهقة وشوارعها المزدحمة، إلى سواحلها الاستوائية، مروراً بغاباتها الممطرة النائية.
المعيشة فيها ليست مكلفة، إذ تصنف مجلة «إنترناشنال ليفينغ» ماليزيا باعتبارها ثالث أرخص بلد حسب مؤشرها لتكاليف المعيشة العالمي.
وأوردت المجلة أنه يمكن لزوجين أن يعيشا بهناء في شقة فاخرة مطلة على البحر بما يعادل 1،700 دولار شهرياً.
وبحسب موقع (xpatulator.com) الذي يهتم بتحليل تكاليف المعيشة للمغتربين؛ يأتي تصنيف ماليزيا من حيث تكاليف الرعاية الصحية والسكن بدرجة “منخفضة جداً”، على العكس تماماً من أماكن غالية مثل هونغ كونغ أو استراليا.
تُعدّ ماليزيا واحدة من بين أفضل أماكن «السياحة الطبية». ووفقاً لـ «هيئة السفر الماليزية للعناية الصحية»، استقبلت ماليزيا أكثر من 700 ألف زائر بغرض السياحة الطبية عام 2013.
وتعد الامتيازات الضريبية جذابة أيضاً. وهناك ما يعرف بنظام الموطن الثاني. إذ يسهل نسبياً، حسب بنود هذا النظام، الحصول على تأشيرة دخول للمتقاعدين.
ويتأهل كل من يحصل على هذه التأشيرة لاكتساب الحصانة من ضريبة الميراث أو ضريبة أرباح رأس المال في ما يخص العقارات.
كما أنهم يستفيدون من إعفاء الراتب التقاعدي، أو دخل المعونة الاجتماعية، من الضرائب الماليزية – مقارنة بالمتقاعدين الأميركيين الذين يظلون يدفعون ضريبة الدخل الأميركية.
أضف إلى ذلك شيوع التحدث باللغة الانكليزية، ورخص الوجبات في المطاعم، ويمكن للأجانب تملُّك العقارات بشكل مباشر. كما يسهّل علينا أن نرى الجاذبية التي تتمتع بها البلاد.

«عسل» مالطا
إنها واحدة من بين أصغر البلدان في العالم وأكثرها كثافة سكانية. تغطي مساحتها 120 ميلاً مربعاً فقط، وعدد سكانها يقارب 400 ألف نسمة.
ولكون اللغة الانكليزية هي اللغة الأولى للغالبية على هذه الجزيرة الواقعة جنوب أوروبا، فلا عجب أن البريطانيين يميلون إلى الاندفاع إليها جماعات.
يعيش أكثر من خمسة آلاف بريطاني على هذه الجزيرة الصغيرة، التي تبعد ثلاث ساعات برحلة جوية من لندن.
يجد المتقاعدون البريطانيون هناك الكثير مما يتوفر في وطنهم الأم (مثل المحلات البريطانية وأسواق السوبرماركت)، وفيها ما لا يتوفر في وطنهم الأم (وفرة من أشعة الشمس، مع معدل درجة حرارة 18 درجة مئوية).
الأمر الجذاب الآخر هو «نظام التقاعد المالطي»، الذي يتيح لمواطني الاتحاد الأوروبي الحصول على الإقامة لينعموا بضريبة دخل بنسبة 15 في المئة.
مالطا هي كلمة محلية وتعني العسل. وللجزيرة جاذبية أشمل لمن يقصدها كمكان للتقاعد. يتمتع البلد بنظام رعاية صحية من الدرجة الأولى (يأتي ترتيب مالطا كخامس بلد في العالم حسب منظمة الصحة العالمية).
إنه نظام مجاني لجميع المواطنين، ويشمل أيضاً المقيمين البريطانيين، ضمن اتفاق توفير الرعاية الصحية المتبادلة مع المملكة المتحدة. كما يسهل الوصول إلى الأماكن الخلابة لجزيرة البحر المتوسط هذه، بتاريخها الزاخر ومعمارها الجميل.
وبحسب موقع (numbeo.com)، يكلفك استئجار شقة ذات ثلاث غرف نوم في العاصمة فاليتا نحو 850 دولاراً شهرياً. أما وجبة لشخصين من ثلاث مكوّنات في مطعم متوسط المستوى فتكلف 60 دولاراً فقط.

سواحل البرتغال
مع وفرة من قرى صيد السمك، وبلدات تاريخية تعود للقرون الوسطى، إضافة إلى السواحل وملاعب كرة الغولف، يسهل علينا أن نرى السبب الذي يجعل البرتغال بلداً مرغوباً إلى هذا الحد. ونظراً للعدد المعتبر من المغتربين، تعد اللغة الانكليزية واسعة الانتشار.
تعتبر العاصمة، لشبونة، من بين أقدم المدن في العالم، وتتمتع بمناخ ملائم من أجواء البحر الأبيض المتوسط. إلا أن الوجهة الرئيسية للمتقاعدين في البلد هي ساحل «الغرب» (أو الغارف بالبرتغالية) الذي يحتضن المحيط الأطلسي.
ستجد هنا مياهاً زرقاء، وساعات طويلة من أشعة الشمس على مدار السنة، ودرجات حرارة يتراوح معدلها ما بين 12 درجة مئوية في كانون الثاني (يناير) إلى 24 درجة مئوية في تموز (يوليو).
في آخر المطاف، أينما يختار المتقاعدون الاستقرار، فإن البرتغال توفر لهم أنظمة ضريبية قيّمة. فحسب نظام البلد، الذي يُطبق على المقيمين غير الثابتين، يمكن للمرتّب التقاعدي المرسل من الخارج أن يعفى من ضريبة الدخل لفترة تصل إلى عشر سنوات.
وباستثناء المنتجعات السياحية الفاخرة جدا، مثل كينتا دو لاغو، وفيلامورِه، تعد أسعار العقارات معقولة. ويبدأ سعر شقة بغرفة نوم واحدة في المنتجع الساحلي المرغوب في البفيرة من 75 ألف دولار، بحسب موقع الانترنت (rightmove.com).
علاوة على ذلك، حصل النظام الصحي البرتغالي على المرتبة 12 عالمياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق