سياسة لبنانية

الراعي: سنقول للشرق والغرب ان الدين ليس مصدر الارهاب بل مصدر السلام

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد وصوله الى العاصمة النمساوية فيينا، قداس الاحد في كاتدرائية مار اسطفان في وسط المدينة.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة قال فيها: «يسعدني ان احتفل معكم اليوم بالقداس وقد اتيت الى فيينا للمشاركة في مؤتمر الحوار بين الاديان في مركز الملك عبدالله، وفي هذا المؤتمر سوف نلتقي مسيحيين ومسلمين لأننا بحاجة ان نقول للشرق والغرب وللجميع ان الدين ليس مصدر الارهاب، الدين هو مصدر السلام، وان كل الذين يحاربون او يمارسون العنف باسم الدين أو باسم الله هم ادوات لحركات سياسية تستخدمهم من اجل خلق الصراع بين الاديان والثقافات والحضارات، وبالطبع سوف نقول كلمتنا سوياً وندين كل عنف باسم الدين وباسم الله.
ان كل البشر أخوة، كلنا ابناء الله، لذلك كلنا مدعوون لأن نبني معا العائلة البشرية وان نحترم بعضنا البعض على اختلافنا وتنوعنا. سوف نذكر معكم في صلاتنا اوطاننا المشرقية ونصلي من اجل الاستقرار ونهاية الحروب واحلال السلام وعودة كل المهجرين والنازحين والمخطوفين الى ديارهم.
يساعدنا انجيل اليوم على ان نحيي في قلوبنا الايمان بيسوع المسيح. سمعتم في الانجيل ان المرأة المنزوفة منذ اثنتي عشرة سنة، فقدت كل املها وانفقت كل اموالها والطب عاجز عن شفائها، لم يبق لها اي رجاء بالشفاء غير ايمانها بيسوع المسيح، وآمنت انها ستشفى اذا تمكنت من لمس طرف رداء يسوع المسيح، وهذا ما حدث. لم تطلب شيئاً ولم تتكلم، ايمانها كان صامتاً وقد عبرت عنه بلمس ثوب يسوع فقط، اي ان الرب يسوع يعلم كل مشاكلنا الداخلية وهمومنا واوجاعنا ويكفي ان نلجأ اليه. اراد يسوع ان يعلن للعالم اهمية الايمان عندما سأل من لمسني، لكي يقول للعالم كله ولكل فرد منا بنوع خاص ان الآمال لا تخيب والرجاء لا يموت طالما ان هناك ايماناً بيسوع المسيح. نحن نعاني اليوم من نزيف القتل والخراب، والدمار والتهجير، نزيف القيم ونزيف اخلاق الانسانية. والمسيح وحده، اذا آمنا به ولجأنا اليه، قادر على شفاء كل انواع النزف وخصوصاً نزيف قلوبنا في المشرق. ويئيروس الذي قالوا له ان ابنتك قد ماتت، لكي لا يرهق يسوع بالذهاب الى منزله، قال له يسوع لا تخف، يكفي ان تؤمن لكي تحيا ابنتك. لقد آمن يئيروس، ويسوع اقام ابنته من الموت».
وختم الكردينال الراعي: «نصلي الليلة، وانتم بمعظمكم هجرتم أوطانكم لأن الحرب والمشاكل قد قتلت فيكم كل امل، لكي نجدد اليوم ايماننا بيسوع المسيح لكي نلتمس نهاية الحرب واحلال السلام وعودة الجميع الى اوطانهم وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، نعم، يجب ان نقول للرب نحن نؤمن ولكن زدنا ايمانا، نحن ابناء الرجاء وليس ابناء اليأس، نحن ابناء الشجاعة وليس ابناء الخوف، نحن جماعة سلام وليس جماعة حرب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق