سياسة لبنانية


عون: متمسكون بحدودنا وبحقنا في الدفاع عنها بالوسائل المشروعة



في ختام القمة اللبنانية – الارمنية والمحادثات الموسعة عقد الرئيسان سركيسيان وعون مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله الرئيس الارميني بكلمة جاء فيها:


«أغتنم هذه الفرصة لأرحب مرة أخرى برئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون وأعضاء الوفد المرافق له في أرمينيا. هذه هي زيارتكم الأولى لبلدنا، التي بالتأكيد ستعطي زخماً جديداً لعلاقات الصداقة القائمة على روابط تاريخية متين.
أود أن أعبر بارتياح عن أن الحديث مع فخامة الرئيس عون جرى في جو ودي، وبروح الصداقة الأرمينية-اللبنانية. وقد أجرينا مناقشة موضوعية بشأن جدول أعمال التعاون الثنائي، وأكدنا مجدداً تضامن بلدينا استناداً إلى الثقة المتبادلة وباستمرار تعزيز وتعميق تعاوننا المتعدد الأوجه».

كلمة عون

ورد الرئيس عون بالكلمة الاتية:
«أجريت محادثات ايجابية وبناءة مع فخامة الرئيس سيرج سركيسيان، تناولنا فيها مسار العلاقات الثنائية بين بلدينا التي شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً، وسبل تعزيزها والبناء على ما تحقق إلى الآن. وكانت هناك رغبة مشتركة بتمتين الصداقة والتعاون بين لبنان وأرمينيا، بما يحقق مصالح شعبينا.
وقد سادت اللقاء بيننا أجواء ودية تعكس الروابط الانسانية المتجذرة التي تجمعنا، وخصوصية العلاقات بين الشعبين اللبناني والارميني مع وجود شريحة واسعة من اللبنانيين من اصول ارمنية، ومنهم من رافقني اليوم في هذه الزيارة من وزراء في الحكومة اللبنانية ونواب. وألفتُ الرئيس سركيسيان الى ما تتمتع به هذه الشريحة من تقدير داخل مجتمعنا، وحيوية ثقافية وحضارية واجتماعية، تضاف الى مساهمتها الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية.
تطرقنا أيضاً الى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والأزمات والحروب المشتعلة في عدد من بلدانها، وخصوصاً في سوريا المجاورة لبلدنا. واتفقنا على ضرورة ايجاد حلول سلمية لهذه الأزمات، وايقاف آلة الحرب لأن العنف لا يستجر إلا العنف والتطرف، وهذا ما برهنت عليه السنوات السبع الأخيرة منذ اندلاع الاضطرابات في منطقتنا.
وأطلعت الرئيس سركيسيان على التحديات التي خلفتها الحرب في سوريا على الساحة اللبنانية، وعلى رأسها تمدد تهديدات المنظمات الارهابية وخلاياها الى بلدنا، وغيره من بلدان المنطقة والعالم. وأكدت له في هذا الإطار نجاح لبنان في مواجهته لهذه التهديدات، والقضاء على الخلايا الارهابية، وصون السلام والاستقرار في مجتمعنا. وكان هناك توافق بيننا على اهمية تعزيز التعاون الثنائي والدولي لمكافحة الارهاب، طالما انه لم يعد هناك اي بلد بمنأى عن اخطاره، وترسيخ ثقافة الانفتاح واحترام حقوق الافراد والدول.
وتحدثنا كذلك عن مشكلة النازحين السوريين التي تفاقمت بشدة، وخصوصا في البلدان المحيطة بسوريا ومنها لبنان. فشرحت له ما يتعرض له بلدنا من ضغوط اقتصادية، واجتماعية، وأمنية، نتيجة وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح فوق أراضيه، مع عدم كفاية المساعدات الدولية لتغطية حاجاتهم. وتم التشديد في هذا الاطار على ضرورة العمل من أجل الوصول الى توافق دولي يؤمن عودتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم والتي باتت تحت سيطرة الدولة السورية.
وشكرت الرئيس سركيسيان على وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان وقضاياه في المحافل الدولية، واكدت أن لبنان يقف بدوره الى جانب أرمينيا وحق شعبها الطبيعي بالسيادة والسلام والازدهار، ويدعم الجهود الدبلوماسية لايجاد حل سلمي للنزاع القائم حول اقليم ناغورني – كاراباخ وفقا لمبادىء القانون الدولي.

وفي مجال متصل، تطرقت المحادثات الى التهديدات الاسرائيلية للبنان، من بوابة حقوقه النفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، واقامة حائط فاصل يصل الى نقاط متنازع عليها عند حدودنا الجنوبية. وأكدت له أن لبنان متمسك بحدوده البرية والبحرية، وبحقه في الدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة، وأننا نعول على صداقاتنا الدولية للمساعدة في جبه هذه التهديدات وعدم تفاقم الأوضاع.
كما شكرته على الدعوة التي وجهها إليَّ للمشاركة في القمة الفرانكوفونية السابعة عشرة التي تعقد في شهر تشرين الأول المقبل في يريفان، ووعدته بتلبيتها، متمنياً كل النجاح والتوفيق في التحضيرات القائمة لها».
وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي، ودَّع الرئيس الارميني الرئيس عون الذي غادر القصر الرئاسي متوجها الى مقر مجلس النواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق