سياسة لبنانية

عون: الامور ليست مشتعلة وسنتخطى الامر والقضاء يفسر القوانين

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان «الكلمة الفصل في سوء التفاهم حول تفسير القوانين تبقى للقضاء». واستغرب «اتخاذ الخلاف على مرسوم منح اقدمية لضباط دورة 1994 الطابع السلبي، فنحن نعطي اشرف مثل للشعب اللبناني يؤكد انه اصبحت لمؤسساتنا القضائية حصانة، وهي تصدر احكاماً وتفسر القوانين للجميع ابتداء من رأس الحكم».
واذ رأى رئيس الجمهورية ان «من يتابع الاعلام اليوم يظن ان الامور مشتعلة وهي ليست كذلك»، اوضح «اجرينا التشكيلات القضائية والامنية للتأكيد على ان الامن والقضاء هما الاساس الذي عليه يبنى كل شيء، والاستقرار الذي ننعم به هو نتيجة اصرارنا على ذلك».
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا اعضاء السلك القنصلي في لبنان، الذين قدموا له التهنئة بحلول السنة الجديدة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي.

حبيس
استهل اللقاء، عميد السلك القنصلي الفخري جوزف حبيس بكلمة، فقال: «فخامة الرئيس، نلتقي بكم اليوم في زيارة تهنئة لاعضاء السلك القنصلي الفخري، بحلول سنة جديدة، أستهلها بتوجيه تمنياتي القلبية لفخامتكم بأن تحمل لكم كل الصحة والخير، لتواصلوا النهوض بمسؤولياتكم بالنهج الذي عودتم اللبنانيين عليه. نهج الاستقامة والانفتاح والتقارب مع جميع مكونات العائلة اللبنانية، ونهج العمل الدؤوب والجاد في خدمة الشعب الذي بنى عليكم آماله وتطلعاته، فلم تخيبوا ظنه بكم، لا بل نجحتم في تحقيق انجازات انقطع الامل في تحقيقها لسنوات متعاقبة».
اضاف: «عهدكم الواعد، فخامة الرئيس، حمل في سنته الاولى بصمات مناقبيتكم، وصلابة مواقفكم، واصراركم على ان تكون الانتاجية هي مقياس الحكم. أنصفتم المطالب المحقة بسلسلة الرتب والرواتب، ودفعتم الى انجاز التعيينات القضائية والدبلوماسية بعد طول انتظار، وحركتم الحياة السياسية في لبنان بعد طول ركود، بالاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، سيعطي اصواتا جديدة فرصة الوصول الى الندوة البرلمانية والمشاركة في رسم المستقبل. والعالم لن ينسى، فخامة الرئيس، أنه في عهدكم، كان لبنان سباقا في تحقيق الانتصار على الارهاب، مسانداً بذلك الجهود الدولية المبذولة في هذا السياق. لذا، جئنا اليوم الى قصر بعبدا لنؤكد لكم وضع جميع امكانات السلك القنصلي بتصرفكم، وللتزود بتوجيهاتكم لنسج افضل العلاقات بين لبنان والدول التي نمثلها كقناصل فخريين».
وتابع: «كلنا ثقة بأن حاضرنا بات افضل من الماضي، والغد سيحمل لوطننا المزيد من الامل والاستقرار والامان والازدهار. كل ذلك بفضل سياستكم الحكيمة، وعزمكم مع جميع المخلصين في هذا البلد، على محاربة الفساد وتحقيق الاصلاح، وتطوير الاقتصاد، ومواصلة حماية وطننا من مخاطر وانعكاسات الازمات والحروب المشتعلة من حوله. اجدد لكم، فخامة الرئيس، ولعائلتكم الكريمة، تهنئتي وتهنئة السلك القنصلي الفخري بالاعياد. وكل عام وانتم ولبنان بخير. عشتم، فخامة الرئيس، وعاش لبنان».

رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالقناصل الحاضرين، متمنياً لهم ولعائلاتهم «سنة جيدة على الجميع، حافلة باليمن والسعادة والازدهار»، معتبراً ان «الكثير من الانجازات قد تحقق، وتبقى الانجازات الاقتصادية، خصوصاً بعدما تعرض لبنان لثلاث ازمات متتالية تمثلت بالركود الاقتصادي والحروب التي طوقته واقفلت منافذه البرية على الشرق، اضافة الى ازمة النازحين واعدادهم الكبيرة».
واشار الى ان «المطالب كثيرة والوسائل قليلة. وبانتظار الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج ووضع الاسس اللازمة لذلك، علينا باحتواء الازمات كافة، وبالمزيد من الوعي لوضع لبنان الراهن. ان مسؤوليات جمة ملقاة على عاتقنا في السنة الجديدة اولها ذات طابع اقتصاد، ونحن سنضع الخطط ونعمل على تنفيذها كي نصل الى آخر السنة وقد حققنا نتائج يبدأ معها عهد جديد من الازدهار».
وتطرق الى «الاختلاف في فهم موضوع قضائي»، فاوضح ان «من يتابع الاعلام اليوم يعتقد ان الامور مشتعلة. لا انها ليست كذلك ابداً. لقد قلنا منذ بداية المسألة ان سوء التفاهم حول تفسير القوانين يستلزم العودة الى المؤسسات القضائية التي يبقى لها الكلمة الفصل. ولعل ابرز مثال نعطيه لشعبنا انه حين يحصل خلاف بين مسؤولين عليهما الاحتكام الى القضاء. لا اعرف لماذا ارتدى الامر طابعاً سلبياً، فنحن نعطي اشرف مثل للشعب اللبناني يؤكد انه اصبحت لمؤسساتنا القضائية حصانة وهي تصدر احكاماً وتفسر القوانين للجميع ابتداء من رأس الحكم. وهذا امر في غاية الاهمية نعطيه نموذجاً لشعبنا».
وقال: «هذا الامر سنتخطاه، ونحن نأمل من الجميع ان يدرك هذه الرسالة بجميع معانيها، كما نأمل منكم ان تنقلوا رسالة مفادها ان لبنان وطن قانون وقضاء. ونحن بدأنا فوراً بالتشكيلات القضائية والامنية للتأكيد ان الامن والقضاء هما الاساس الذي عليه يبنى كل شيء. والاستقرار الذي ننعم به لم يكن امراً سهلاً للمحافظة عليه، بل هو نتيجة اصرارنا  على ذلك».
واكد «نحن اليوم في وضع جيد، على رغم المشاكل التي تعترضنا وقد ورثناها، ويجب النظر منذ الان الى ماذا سنترك من بعدنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق