أبرز الأخبارحوار

احمد الأسعد: هل استبدل حزب الله القدس بالقصير؟!

دعا المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد «النظام الايراني الى ارسال جيشه الطويل العريض للدفاع عن نظام بشار الاسد بدل تحويل شبابنا كبش محرقة». وأمل «أن يكون استشهاد هاشم السلمان شرارة مثل شرارة محمد بوعزيزي التي جعلت الشعب الميت يستيقظ ويبدأ التفكير بوجوب الثورة فعلياً على الواقع». وبعدما لفت الى «أن حجة حزب الله للقتال في القصير هي مواجهة تكفيريين قبل أن يأتوا الى لبنان»، قال: «أريد أن أسأل حزب الله هذا هاشم السلمان شيعي ابن شيعي حفيد شيعي من مئات السنين، فهل هو ايضاً تكفيري؟». واتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بـ «اختراع اسباب وتبريرات للقتال في سوريا»، مؤكداً  «أن ما يجري في سوريا من قبل حزب الله يخلق للشيعة عداوة في الوسط السوري وفي العالم العربي، تحتاج ربما الى جيلين أو ثلاثة لتبديدها». ورفض الحديث عن انتصار في القصير قائلاً: «أي رصاصة من قبل حزب الله داخل الاراضي السورية هي هزيمة، وبالتالي لا يوجد انتصار»، سائلاً: « هل استبدلنا القدس بالقصير؟ ما هذه المسخرة؟». ورأى في تعاظم قوة السلاح «خطراً على الشيعة وعلى لبنان بأجمعه»، وقال: «أنا أتباهى بأبناء طائفتي عندما ارى أنهم باتوا رجال اعمال ودكاترة ومهندسين وليسوا ميليشيات وقطّاع طرق وحاملي سلاح». ووصف مقولة: الجيش والشعب والمقاومة، بأنها «كذبة كبيرة»، منتقداً «عدم جدية قوى 14 آذار وعدم صلابتها والمساومات والبازارات العديدة التي دخلت فيها منذ العام 2005 الى العام 2008، والتي أوصلتنا الى هنا». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع الاستاذ أحمد كامل الأسعد.

هل من تحركات أخرى تنوون الاقدام عليها بعد حادثة سقوط رئيس الهيئة الطالبية هاشم السلمان؟
بالتأكيد نحن ننوي التصعيد وهاشم السلمان حي فينا، ونحن ندرس تحركاتنا المستقبلية وستكون لدينا خطة عمل عملية، إنما لن نقبل أن يذهب دم الشهيد البطل هدراً. هاشم السلمان مات في سبيل لبنان ونأمل أن يكون استشهاده شرارة مثل الشرارة التي رأيناها في تونس حيث أحرق الشاب محمد بوعزيزي نفسه وجعل الشعب الميت يستيقظ ويبدأ التفكير بوجوب الثورة فعلياً على الواقع. ونحن نعتبر كل فرد منا هاشم وإذا أرادوا قتلنا واحداً تلو الآخر لا مشكلة لدينا.
ولكن مناصري حزب الله لجأوا الى الترهيب بالامس لمنعكم من النزول الى الشارع فهل ستنجحون في تخطي أسلوب القمصان السوداء؟
هذا أسلوبهم ونحن نعرف أن هذا أسلوبهم، وكما قلت لك نحن نعرف أن هناك تضحيات علينا دفعها، وأنا كنت موجوداً بين المعتصمين، وصودف أن سيارتي كانت ستتوقف ورأيت المشاهد، فإستطعنا المغادرة. واليوم سيّدي الكريم، الحرية لا تُعطى على طبق من فضة، ومشكلتنا في لبنان أن شعبنا ميت ولم تعد لديه نخوة ويريد أن تأتيه الامور على طبق من فضة، وكلهم ينتظرون تغيّر الظروف الاقليمية، وبالتالي التغييرات الحقيقية لا تكون كذلك. على الشعب اللبناني بقدر ما هو يائس بقدر ما عليه أن يثور، سيكون هناك ثمن إنما نحن مستعدون لدفعه.
تحدثت عن خطة للتحرك فما هي أبرز خطوطها العريضة وهل تتضمن الاعتصام امام السفارة الايرانية من جديد؟
لا يمكنني القول لك الآن تفاصيل هذه الخطة لأننا بصدد عقد خلوة في حزب الانتماء اللبناني نخرج بعدها بالقرارات.

القتال في القصير
كيف قرأت مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، أنتم تعترضون على هذا القتال فيما حزب الله يقول إنه يشارك ليحمي ظهر وسند المقاومة؟

إيه، حزب الله يحكي لنا خبريات كثيرة واليوم نعرف جميعاً أن حجة القتال في القصير هي مواجهة تكفيريين قبل أن يأتوا الى لبنان وأنه من الأفضل أن يذهبوا الى سوريا لقتلهم هناك قبل أن يهجموا علينا في لبنان. لذلك أنا أريد أن أسأل حزب الله هذا هاشم السلمان شيعي إبن شيعي حفيد شيعي من مئات السنين، فهل هو ايضاً تكفيري؟ في الواقع بعد ما حصل بالامس تبيّن أن لحزب الله مشكلة مع أي رأي آخر سني، مسيحي، شيعي، وكل من يقف امام مشروعه هو غير معتبَر عنده وهم مستعدون لتصفيته بأبسط الطرق، ونحن كنا واقفين امام السفارة الايرانية لأنه كانت لدينا رسالة نريد توجيهها الى النظام الايراني، وأكثريتنا كنا من الطلاب الجامعيين، وكلنا نعلم بأن الاوامر التي جعلت حزب الله يتدخّل في سوريا جاءت من طهران. لذلك كنا نود القول لهذا النظام: إذا كانت مصلحتك أن تدافع عن نظام بشار الاسد في سوريا، عظيم، لكن أرسل جيشك، لديك جيش طويل عريض فأرسله، لماذا تطلب من شبابنا أن يذهبوا للقتال عوضاً عنك؟ الى متى يجب أن نبقى كبش محرقة؟ وشبابكم في ايران ليسوا أهمّ من شبابنا، فلماذا يصحّ لهم أن يناموا ويستيقظوا ويعيشوا في استقرار وأن يخططوا لمستقبلهم فيما شبابنا مكتوب لهم الخراب والقتل والدمار؟! هذه هي الرسالة الحضارية التي كنا نرغب في ايصالها إنما للأسف نحن نتعاطى مع مجموعة تسمي نفسها حزب الله فيما هي لا علاقة لها بالله.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال إن سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا تشكل خطراً كبيراً على كل اللبنانيين وليس فقط على حزب الله والشيعة ولأنه يريد النأي بلبنان دعا الى التقاتل في سوريا فما هو تعليقك؟
هو يقول ما يريد، وهو يريد تبرير كل اعماله التي يقوم بها في سوريا وبالتالي يريد أن يخترع اسباباً وأعذاراً حول سبب قيامه بهذه الاعمال. إنما الحقيقة أننا كلنا نعرف أن ما يجري في سوريا من قبل حزب الله يخلق للبنان وللشيعة في لبنان تحديداً، مشكلة طويلة – عريضة لأجيال قادمة، نحن نخلق عداوة في الوسط السوري وفي العالم العربي تحتاج ربما الى جيلين أو ثلاثة لتبديدها ولتنقية الامور. فلماذا نخلق عداوة لأنفسنا في هذا العالم العربي؟ فقط لأن النظام الايراني يريد الحفاظ على نظام بشار الاسد وإبقائه واقفاً على قدميه؟! هذه هي الحقيقة وكل الاقاويل التي تُطلق سواها هي حجج وتبريرات لم يعد يقبضها أحد اطلاقاً.

لا انتصار بل هزيمة
هل تعتبر أن حزب الله انتصر في معركة القصير أم أنه بدأ طريقه نحو السقوط؟

أي رصاصة من قبل حزب الله داخل الاراضي السورية هي هزيمة، وبالتالي لا يوجد انتصار. ثم هل استبدلنا القدس بالقصير؟ ما هذه المسخرة ؟ اليوم ما يحصل في القصير أو غير القصير هو هزيمة لكل مواطن لديه ضمير وحس بالمسؤولية. هذا معيب ولا يجوز، ونحن لا علاقة لنا أن نزجّ بأنفسنا في الوسط السوري. هناك طرفان يتنازعان ونحن طبعاً نريد أن تصبح سوريا دولة ديموقراطية وحضارية وفيها تعدد آراء، إنما لا علاقة لحزب الله أو غير حزب الله للقيام بعمل ميداني لأجندة خاصة وتحديداً ايرانية.
هل تعاظم قوة السلاح لدى حزب الله هو ضمانة للشيعة في الحاضر والمستقبل برأيك؟
هذا السلاح هو خطر على الشيعة وعلى لبنان بأجمعه، لأن وجود هذا السلاح يخلق لنا كما قلت عداوات في محيطنا. فنحن بالنهاية في محيط معيّن ويحصل نفور طويل عريض على شيء إسمه شيعي وخصوصاً لبناني شيعي. ومن ناحية أخرى، هذا السلاح يخلق بطالة طويلة – عريضة عند كل اللبنانيين لأننا نرى جميعاً حالياً كيف أن البلد مأزوم وكيف أنه لا توجد أي حركة إقتصادية وأي استثمار؟ لأن كل الناس يعرفون بأن وضع البلد على كف عفريت، وبالتالي هذا السلاح هو الذي يجعل وضع البلد غير مستقر وغير مستتب، وهذا يسبّب بطالة كبيرة عند كل اللبنانيين بمن فيهم شريحة كبيرة جداً من الشيعة. فأنا أتباهى بأبناء طائفتي عندما ارى أنهم باتوا رجال اعمال ودكاترة ومهندسين وليسوا ميليشيات وقطّاع طرق وحاملي سلاح. هؤلاء هم فئة صغيرة من أبناء الطائفة الشيعية أما الباقون الذين ليسوا على جداول حزب الله فلا يصلهم شيء وليس لديهم عمل لأن الوضع الامني لا يسمح بأي حركة اقتصادية في البلد، وسبب ذلك الاساسي عدم الاستقرار لأن لا استثمار في أي دولة يغيب عنها الاستقرار وإذا لم يشعر المستثمر بوجود دولة لها هيبة تحافظ على القانون وتمتلك بيدها قرار الحرب والسلم فلن يُقدم.

قرار الحرب والسلم
بيد مَن قرار الحرب والسلم في لبنان؟

في لبنان إعتدنا على اللون الرمادي وعلى الاكاذيب وخرجنا بهذا الشعار العظيم «جيش وشعب ومقاومة»، وهذا الشعار ينعي الدولة اللبنانية وينعي الجيش اللبناني.
أين أصبحت برأيك مقولة الجيش والشعب والمقاومة التي تقف ضدها أنت؟
طبعاً، هذه كذبة كبيرة لكن للأسف ليس لدينا رجال دولة في لبنان، لدينا «ولَيْدات دولة»، ناس تريد مناصب ومراكز، وإذا لم يكن في الدولة رجال لا تنوجد هذه الدولة. رجال الدولة تكون لديهم الصدقية والشفافية والصلابة والرؤيا، هؤلاء يعطون الهيبة للدولة، أما الاشخاص الذين يسمّون أنفسهم مسؤولين لدينا فهم للأسف اصحاب مراكز وليسوا مسؤولين.
هل شاركت في إصدار بيان الشخصيات الشيعية الذين حذّروا من انحلال الدولة؟
لا، لم أشارك.
 ما هو السبب في عدم هذه المشاركة؟
هذه أمور أتركها للشخصيات المثقفة، أما نحن فنحب العمل ميدانياً وعملياً أكثر على الارض.
الى أي مدى يمكنكم كمعارضة شيعية أن تثبتوا حضوركم على الارض والى أي مدى تعاون قوى 14 آذار معكم؟
قوى 14 آذار ليست جدية وهي أوصلتنا الى هنا بـ «خساعتها» وعدم صلابتها والمساومات والبازارات العديدة التي دخلت فيها منذ العام 2005 الى العام 2008. كانت لدينا فرصة ذهبية لم تكن لتأتِ لأي بلد في العالم، وللأسف الشباب لم يكونوا بالمستوى المطلوب ولم يعرفوا استغلال هذه الفرصة الذهبية، وما زلنا لغاية الآن نساوم، ونحن لسنا من هذا الرأي. نحن نريد لبنان واحداً، هو لبنان الحضارة ومنارة المنطقة والعالم وهذا يتناقض مع رؤية حزب الله، وهناك مشروع واحد يجب أن يربح ولا وسط بالنسبة اليه، هذا البيع والشراء والاخذ والاعطاء نراه استسلاماً للطرف الآخر.
من هذا المنطلق، هناك علاقات مع 14 آذار إنما لا نؤيد المنهجية والمسلكية التي يتبعونها والتي فيها الكثير من عدم الجدية والمواقف الصلبة. أما الى أي مدى يمكننا الاختراق في الوسط الشيعي؟ فنحن موجودون في الوسط الشيعي، لكن للأسف هناك قمع يُمارَس على اهلنا في كل المناطق الشيعية، سواء في البقاع أو في الضاحية أو في الجنوب وهذا القمع يفوق كل التوقعات. وإذا كنت ضد حزب الله فأنت لست فقط امبريالياً وصهيونياً إنما أنت ايضاً كافر. وهذا يتطلب الكثير من الصلابة للوقوف ومواجهته. وفي ظل هذا الواقع لا يمكننا الادعاء أن لدينا حضوراً قوياً جداً على الارض لأن الناس مختبئة وخائفة.

دكانة لبري
إتصل بك الرئيس سعد الحريري معزياً ولكن هل إتصل بك قبلاً الرئيس فؤاد السنيورة من ضمن القيادات الشيعية للتحذير من خطورة تورّط حزب الله في سوريا؟
لا، لم يتصل.
لماذا لم يتصل ماذا تقول له؟
لا أريد أن أقول له شيئاً. أقول له يعطيه العافية، ماذا عليّ أن اقول؟
كيف تنظر الى أداء رئيس مجلس النواب نبيه بري؟
بعيد كل البعد عن رجل الدولة.
لماذا تحكم عليه بذلك فيما الجميع يبدون احترامهم له فما هي النقاط التي لا تعجبك؟  
هناك الكثير من النقاط ولكن تحديداً من الواضح أن هذا المجلس كأنه دكّانة عنده يفتحها ساعة يشاء ويغلقها ساعة يشاء وفق مصلحته، وبالتالي هذا ليس تعاطي رجل دولة.
هل توافق القلق الذي أبداه السيناتور الاميركي جون ماكين حول عودة الحرب الى لبنان؟
طبعاً أوافقه، وكنت أتمنى لو ربح ماكين الانتخابات الاميركية لكان الوضع تغيّر في المنطقة. أؤيده لأن ما يقوم به حزب الله في سوريا لا نعرف الى أين يتجه بنا؟ وهذا الواقع الأليم يمكن جداً أن ينعكس بلحظة على لبنان وأن تسير الامور بشكل سلبي جداً.
في الشأن الحكومي هل سيتمكن الرئيس المكلف تمام سلام برأيك من تشكيل حكومة وما سيكون طابعها؟
سيشكّل حكومة مثل كل هذه الحكومات التي تفعل كل شيء بالتوافق والتراضي وتحت إمرة حزب الله.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق