أبرز الأخباردوليات

روحاني: أسباب احتجاجات إيران تتجاوز الاقتصاد والشبان لن يصبروا على اراء جيل ثوري سابق

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الاثنين إن المحتجين الإيرانيين الشبان ليسوا راضين عن أمور عديدة من بينها الاقتصاد وإنهم لن يصبروا على آراء ونمط معيشة تبناه جيل ثوري سابق.
كما دعا الرئيس روحاني، الذي هزم مرشحين محافظين مناهضين للغرب وفاز في الانتخابات العام الماضي، إلى رفع القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المحتجون المناهضون للحكومة وذلك في أصعب تحد تواجهه السلطات المتشددة منذ عام 2009.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن روحاني قوله «سيكون تحريفاً (للأحداث)، وكذلك صفعة للشعب الإيراني، القول إن مطالبه كانت اقتصادية فقط».
وأضاف «الشعب له مطالب اقتصادية وسياسية واجتماعية».
وقال روحاني (69 عاماً) إن عنصر الفجوة بين الأجيال مرتبط بالاضطراب الذي وقع ويبدو أن من قام به شبان دون الخامسة والعشرين من العمر.
وقال «لا يمكن أن نختار نمط معيشة ثم نطالب جيلاً جاء بعدنا بجيلين بقبوله. هذا مستحيل… آراء جيل الشباب عن الحياة والعالم مختلفة عن آرائنا».
وقال الحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل عصب جهاز الأمن الإيراني منذ ثورة عام 1979، يوم الأحد إن قوات الأمن قضت على اضطرابات استمرت أسبوعاً غذاها من وصفهم بأعداء خارجيين.
وبدأت الاحتجاجات على الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب والطبقة العاملة وامتدت إلى أكثر من 80 مدينة وقال مسؤولون إيرانيون إن 22 قتيلاً سقطوا خلالها وألقت السلطات القبض على أكثر من ألف شخص.
وقال حميد شهرياري مساعد رئيس السلطة القضائية إنه تم التعرف على كل قادة حركة الاحتجاجات واعتقالهم وإنهم سيعاقبون عقاباً شديداً وربما يواجهون عقوبة الإعدام.
وقال مشرعان إيرانيان يوم الاثنين إن معتقلاً عمره 22 عاماً لقي حتفه في السجن.
وأكد مدير السجون مصطفى محبي نبأ الوفاة على الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة القضائية قائلاً إن المعتقل «شنق نفسه داخل دورة مياه يوم السبت».
وكان كثير من المحتجين انتقدوا سياسة إيران الخارجية في منطقة الشرق الأوسط حيث تدخلت في سوريا والعراق في معركة على النفوذ مع المملكة العربية السعودية.

للإيرانيين أن ينتقدوا «الجميع»
أثار الدعم المالي الذي تقدمه إيران للفلسطينيين وجماعة حزب الله اللبنانية أيضاً غضب الإيرانيين الذين يريدون أن تركز الحكومة جهودها على المشاكل الاقتصادية المحلية.
وكان روحاني فاز بفترة ولاية ثانية العام الماضي بإطلاق وعود للناخبين عن توفير المزيد من الوظائف للشباب الإيراني من خلال جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية والحريات الفردية والتسامح السياسي وكلها أهداف شكك فيها منافسه الرئيسي في سباق الانتخابات.
وردد روحاني بعضاً من العبارات التي تميزت بها حملته الانتخابية فقال يوم الاثنين إنه يجب السماح للمواطنين بانتقاد جميع المسؤولين الإيرانيين دون استثناء.
ووجه المتظاهرون غضبهم في البداية إلى الأسعار المرتفعة وما يتردد عن الفساد، غير أن الاحتجاجات أخذت منعطفاً سياسياً نادراً ما تشهده إيران إذ دعا عدد متزايد من الناس إلى تنحى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
والزعيم الأعلى هو القائد العام للقوات المسلحة كما أنه يعين رؤساء الهيئات القضائية. ويتم اختيار الوزراء الرئيسيين بموافقته كما أن له القول الفصل في السياسة الخارجية الإيرانية.
وفي المقابل يتمتع الرئيس بسلطات قليلة.
وقال روحاني «لا أحد بريء. وللناس انتقاد الجميع».
كما رفض روحاني الدعوات التي يطلقها رجال الدين المحافظون الذين طالبوا الحكومة بمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بشكل دائم.
ومع انحسار الاحتجاجات رفعت الحكومة القيود التي فرضتها على تطبيق انستغرام أحد الأدوات المستخدمة في تعبئة المحتجين. غير أن تطبيق تلغرام الأكثر استخداماً لا يزال محجوباً. وكانت الحكومة قالت إن القيود مؤقتة.
وقال روحاني «استخدام الناس لوسائل التواصل الاجتماعي يجب ألا يقيد بصفة دائمة. ولا يمكن أن نتصف باللامبالاة حيال حياة الناس وأعمالهم».
ونقلت صحيفة (دنياي اقتصاد) الإيرانية اليومية يوم الأحد عن مرتضى موسويان مدير تكنولوجيا المعلومات في وزارة الثقافة قوله إن 9000 شركة تأثرت بحظر تطبيق تلغرام.
ويستخدم نصف المواطنين الإيرانيين، وعددهم 80 مليون نسمة، تطبيق تلغرام.
ونشرت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني تغريدة على تويتر يوم الاثنين قالت فيها إن روحاني يصر على ضرورة الإفراج عن كل الطلبة المعتقلين.
وقال وزير التعليم محمد بطحائي يوم الاثنين إن كثيرين من التلاميذ بين المعتقلين وإنه يطالب بإطلاق سراحهم قبل موسم الامتحانات.
وفي الأسبوع الماضي قالت منظمة العفو الدولية إن أكثر من ألف إيراني اعتقلوا محتجزون في سجون «تشتهر بالتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة خلال الأيام السبعة الأخيرة» وإن كثيرين محرومون من الاتصال بذويهم ومحاميهم.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق