رئيسيسياسة عربية

استمرار التظاهرات تنديدا بقرار ترامب في شأن القدس واردوغان يتهم اسرائيل بـ «الارهاب»

سجلت تظاهرات جديدة في الشرق الاوسط ودول اخرى الاحد احتجاجاً على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فيما توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى اوروبا على وقع استمرار التوتر في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد اسرائيل بانها «دولة ارهابية تقتل الاطفال»، مؤكداً انه «سيناضل بكل السبل» ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
وقال اردوغان في خطاب ناري في سيواس (وسط) ان «فلسطين ضحية بريئة (…) اما اسرائيل فهي دولة ارهابية، نعم، ارهابية»، مضيفاً «لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الاطفال».
من جهته، دعا البابا فرنسيس في بيان الاحد «الجميع» الى «الحكمة» و«التروي» من اجل «تجنب دوامة جديدة من العنف».

«النفاق» الاوروبي
وبدأ نتانياهو زيارة الى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ان ينتقل الى بروكسل الاثنين للقاء وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
وقبيل بدء جولته، انتقد نتانياهو «النفاق» الاوروبي بسبب الادانات لقرار ترامب، مؤكداً وجوب انتقاد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة ايضاً.
وقال نتانياهو الذي يواجه ايضاً انتقادات حادة من المسؤولين الاوروبيين حول البناء الاستيطاني، «احترم اوروبا، ولكنني غير مستعد لقبول معاييرها المزدوجة».
واضاف «اسمع اصواتاً من هناك تدين تصريح الرئيس ترامب التاريخي، ولكن لم اسمع ادانات للصواريخ التي تطلق على اسرائيل او التحريض المروع ضدها. لست مستعداً لقبول هذا النفاق».
وأثار اعلان ترامب الاربعاء ثلاثة ايام من المواجهات والتظاهرات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقتل اربعة فلسطينيين في قطاع غزة، اثنان في قصف جوي اسرائيلي بعد اطلاق صواريخ من القطاع واخران في مواجهات على الشريط الحدودي مع اسرائيل.
والاحد، اندلعت مواجهات في مدينة الخليل ومخيم العروب القريب منها، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ما ادى الى اصابة فلسطيني واحد بالرصاص المطاطي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي تطور منفصل، اعلن الجيش الاسرائيلي انه هدم نفقاً تابعاً لحركة حماس يمتد من قطاع غزة الى الاراضي الاسرائيلية، لكنه اوضح ان هذا الامر غير مرتبط بالاشتباكات والاحتجاجات الاخيرة في الاراضي الفلسطينية احتجاجاً على قرار ترامب.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية ان اكثر من 1100 شخص اصيبوا في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي جراء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي، من الخميس الى السبت.

تظاهرات منددة
في لبنان، استخدمت قوى الامن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الاحد لتفريق مئات المشاركين في تظاهرة في محيط سفارة الولايات المتحدة في بيروت.
وتجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في محيط السفارة الاميركية في منطقة عوكر بالضاحية الشمالية للعاصمة بيروت، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وحمل المتظاهرون اعلاماً فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب. واحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأميركي على وقع اغان وطنية.
وفي القاهرة، تظاهر طلاب واساتذة جامعات في جامعة الازهر العريقة، بحسب متحدث باسم الجامعة. واظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين اخريين.
كذلك، تظاهر آلاف المسلمين الاندونيسيين الاحد في جاكرتا امام السفارة الاميركية، في اكبر الدول ذات الغالبية الاسلامية لجهة التعداد السكاني، تعبيراً عن غضبهم حيال القرار الاحادي الاميركي.
ورفع المتظاهرون الاعلام الفلسطينية ورايات كتب عليها «نحن مع الفلسطينيين» و«صلوا لفلسطين».
وكان قرار ترامب اثار ادانات دولية وتحذيرات من انزلاق المنطقة الى دوامة عنف جديدة.
ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة فجر الأحد الولايات المتحدة الى إلغاء قرارها محذرين اياها من انها «عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام» ودعوا دول العالم أجمع للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن المقرر ان يزور نائب الرئيس الاميركي مايك بنس المنطقة في وقت لاحق هذا الشهر، ولكن مسؤولين فلسطينيين اكدوا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقيه.
والجمعة، أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه «بشكل قاطع» طلباً رسمياً سبق ان وافق عليه للقاء بنس في الفترة ذاتها.
بدوره، اعلن بابا الاقباط في مصر تواضروس الثاني السبت أنه لن يلتقي بنس في القاهرة نهاية الشهر الجاري، احتجاجاً على قرار واشنطن حيال القدس.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة او الاشراف على المواقع المقدسة في القدس.
ويشكل وضع القدس احدى اكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق