سياسة لبنانية

الحريري: الحوار القائم يرتكز على مبدأ النأي بالنفس وفيه مصلحة للبنان

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء امس، في «بيت الوسط»، قوى الإنتاج في لبنان، والتي تضم ممثلين عن: الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام والجمعيات والنقابات والمصارف والشركات ورجال الأعمال والعمال، وتحدث إليهم عن الأوضاع العامة وآفاق المرحلة المقبلة.

شقير
في مستهل اللقاء، تحدث رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير فقال: «باسمي وباسم هذا الحضور الجامع والمميز نحييك ونشد على يدك ونودعك رسالة مليئة بمشاعر المحبة والاحترام والتقدير العالي لك ولاعمالك ولمواقفك الوطنية التي هي محط اعتزاز وافتخار من كل لبناني. جئنا الى هنا الى بيت الوسط، لنقول جميعاً بصوت واحد، هيئات اقتصادية واتحاداً عمالياً عاماً وجمعيات ونقابات ومصارف وشركات ورجال اعمال وعمالاً: لا بديل عن سعد الحريري رئيساً للحكومة، بل أكثر من ذلك: لن نرضى الا بسعد الحريري رئيساً للحكومة».
أضاف: «أثبتت لنا الفترة العصيبة التي مر بها لبنان أخيراً، وبشكل قاطع، أنك يا دولة الرئيس صمام أمان للاستقرار الوطني بكل أبعاده ومعانيه، صمام أمان للاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي، وحتى النقدي. نعم، إنك رجل الاعتدال والانفتاح، رجل المبادرات والقرارات الجريئة والصعبة، ونحن نشهد بأن كل شيء يهون عليك حتى التنازلات المؤلمة من أجل لبنان. أملنا أن تثبت هذه الوحدة الوطنية العظيمة التي اثلجت قلوب اللبنانيين بقيادتكم الحكيمة مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب، وبالتفاف القوى السياسية ووحدة الشعب اللبناني. أملنا ان يتلاقى الجميع حول مصلحة لبنان، ومطلبنا أن تستمر الحكومة برئاستكم لتثبيت الاستقرار ولاكمال المشوار، مشوار العمل والانجازات والمشاريع الضخمة التي تعيد لبنان الى طريق التعافي والنهوض وتعطي الأمل بمستقبل أفضل. نعدكم نحن مجتمع الإنتاج، بأننا سنكون الى جانبكم، لنعمل سويا بإرادة صلبة وعزيمة قوية كي يعود لبنان بإذن الله لؤلؤة الشرق وقبلة الغرب».

القصار
ثم تحدث رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار فقال: «أتينا اليوم لنجدد دعمنا ووقوفنا إلى جانب خياراتكم، ولنؤكد أننا متعاونون معكم إلى أقصى الحدود، ونعلن أننا لدينا ملء الثقة بحكمتكم وبحكمة باقي القيادات، وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية ومجلس النواب، في إدارة دفة البلاد للوصول بها إلى بر الأمان. ونأمل ملاقاة كل الأطراف والقوى السياسية للرئيس الحريري في منتصف الطريق والعمل معا من أجل اجتراح الحلول الناجعة التي تحمي وطننا».

الرئيس الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فشكر الحضور على العاطفة التي أبدوها تجاهه شخصياً خلال هذه المرحلة، والتي أظهرت أن في لبنان «وطنية وغيرة على الوحدة الوطنية والاستقرار»، وقال: «هذا الحوار القائم سنستكمله في الأيام المقبلة بكل إيجابية وانفتاح، وهو حوار جدي لإيجاد الحلول الجدية للحفاظ على علاقاتنا مع كل أصدقائنا العرب، وخصوصاً الخليج. نحن نكون أقوى حين نعمل سوياً، ونحترم بعضنا البعض ونراعي مصالح بعضنا البعض ونغار عليها، من أجل مصلحة لبنان بداية والمصالح العربية».
أضاف: «قد يكون المواطنون التفوا حول هذا البيت لأنه في الأساس بيت جامع لكل اللبنانيين. فمنذ بداية مسيرة رفيق الحريري، وصولاً إلى اليوم كنا دائماً نقول إن هذا البيت هو للجميع، لكل اللبنانيين من حيثما أتوا ومن أي اتجاه سياسي ينتمون إليه. هذا البيت سيبقى كذلك، وسيظل مفتوحاً بإذن الله لأنكم أنتم معه. وأنا أشعر بكم كما تشعرون بي. وقد نكون قريبين من بعضنا البعض لأننا نفكر التفكير نفسه، ولأن هذا البيت له خبرة في الاقتصاد وفي أهمية الاستقرار للاقتصاد، وهذا ما نريده ونود تأكيده، وهو الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي».
وتابع: «لقد مر لبنان خلال العام المنصرم في تحديات عدة، وأنا أوجه التحية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. فبعد انتخاب الرئيس عون، بدأت الأمور تنتظم في البلد، باتت هناك حكومة ومجلس نواب يعمل، هناك انتقادات للحكومة أحياناً بناءة، وأحياناً غير بناءة، ولكن باتت هناك حياة سياسية في البلد. ففي نهاية المطاف، مجلس الوزراء هو مجموعة من الأحزاب السياسية التي تحاول الاتفاق على قرارات داخل المجلس لما فيه مصلحة البلد، وهذا ما أردناه، أن نزيل الخلاف والاحتقان الذي كان في الشارع، ونحاول أن نحل معظم مشاكل الناس في مجلس الوزراء، وأن نضع جانباً القضايا الخلافية الأساسية الموجودة لدينا، لأن في النهاية لا نحن سنتفق مع الفريق الآخر ولا الفريق الآخر سيتفق معنا، وكان هذا هو المبدأ الذي اتبعته في الحكومة الحالية».
وأردف: «الحوار القائم حالياً يرتكز على مبدأ النأي بالنفس، فعلاً وليس فقط قولاً، فهذه هي مصلحة لبنان، ليس لأن هذا ما أريده بل لأن لبنان بحاجة إليه، وكذلك اللبنانيون الذين يعيشون خارج لبنان، فمصالح اللبنانيين تقتضي أن يكون لدينا نأي حقيقي بالنفس لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين الذين يعيشون في الخليج أو في كل أنحاء العالم. إن لم نعرف مصلحة لبنان العليا ونوجه سياستنا على هذا الأساس فستكون لدى لبنان مشكلة. ولذلك، كل الحوار الجاري اليوم هو على هذا الأساس، وكل الأجواء التي نسمعها هي أجواء إيجابية من كل القوى السياسية، ربما نحتاج إلى مزيد من الحوار، والأسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين».
أضاف: «جميعكم يعلم المشاريع الاقتصادية التي كنا نعمل عليها، وقد أعدت فتح كل الملفات فور عودتي إلى بيروت، وأؤكد لكم أنه إذا كانت الأمور إيجابية سنواصل دراسة موازنة عام 2018 وننهيها قبل نهاية العام الحالي في حد أقصى، إذا تمت كل الأمور في موضوع النأي بالنفس على ما يرام».
وتابع: «ما يهمني هو مصلحة اللبنانيين، لا مصلحتي السياسية ولا مصلحة تياري السياسية. ما يهمنا هو مصلحة البلد والاقتصاد الوطني والاستقرار المحلي. ولذلك، حاول البعض في المرحلة السابقة أن يستعمل سياستي لمصلحة البلد للدخول في زواريب المصالح الطائفية أو المذهبية أو المناطقية. أنا لم أنظر يوماً إلى الأمور على هذا النحو، بل كنت دائماً أنظر إلى استفادة لبنان واللبنانيين من كل المشاريع الاقتصادية التي نعد لها. هذا المنطق الذي عملت على أساسه وسأكمل فيه، خصوصا أن هناك مراحل نجحنا فيها وأنجزنا الكثير مثل موازنة عام 2017 وقانون الانتخاب. واستطراداً أقول إنه في موضوع قانون الانتخاب، كان الجميع ينتقدني في الانتخابات السابقة أني كنت أقول «زي ما هي». القانون الحالي يفرض عليكم اليوم مبدأ «زي ما هي» من أجل فريقكم السياسي. ومن هنا، أؤكد أن الانتخابات ستجري في وقتها بإذن الله، والجميع تعاون في هذا الموضوع. كما أن فرنسا ودول الخليج ما زالت ملتزمة بالمشاريع التي كنا نعمل عليها في مجال الاستثمار في البنى التحتية وغيرها، وهي مواضيع ما زالت قائمة، وحين ننتهي من الشأن السياسي الأسبوع المقبل إن شاء الله، سيحضر إلى لبنان مندوب من فرنسا ليبحث مع الوزراء والفريق الاقتصادي التحضير لمؤتمر باريس 4، وكذلك هناك التزام من قبل رئيس وزراء إيطاليا لعقد مؤتمر روما 2 والـ ISG وغيرها من الاجتماعات التي كانت مقررة أن تعقد. لكن كل هذا رهن التوصل إلى نتائج حقيقية في ما يخص موضوع النأي بالنفس فعلاً وليس قولاً».
وأردف: «أنا أقول لكم تفاءلوا، فقد تكون المرحلة السابقة صعبة نوعاً ما، ولكن هذا لا يعني أنها كانت مستحيلة. الآن عدت إلى البلد وأنتم هنا، ولدي ملء الثقة بكم وبجميع رجال وسيدات الأعمال، وإني على ثقة بأننا كلبنانيين، حين نتمتع بالقليل من الاستقرار والأمن والأمان، فلا خوف علينا. المهم أن يكون لدينا هذا الاستقرار، والبلد يقوم بإذن الله. نحن كحكومة وككتلة سياسية سنقوم بكل ما يلزم لتسهيل عملكم أنتم وعمل الاقتصاديين ورجال الأعمال من أجل إنجاز أعمال أفضل وأسرع في لبنان».
وختم الرئيس الحريري: «كذلك، سنعمل على إنجاز موضوع الغاز الذي بات ناضجاً تقريباً، وموضوع الكهرباء والسدود وغيرها من المشاريع التي كنا نعمل عليها، لكن المهم هو أن يعرف الجميع ما هي مصلحة لبنان واللبنانيين والشباب اللبناني الذي هو مستقبل البلد، وهذا ما يجب أن نركز عليه جميعاً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق