أبرز الأخبارسياسة عربية

المعارضة السورية تتمسك بتنحي الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية وتتهم النظام بالمماطلة

قال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات جنيف في تصريحات يوم الاثنين إن وفد المعارضة في محادثات السلام يستهدف اطاحة الرئيس بشار الأسد لكنه يعتزم الدخول في مفاوضات جادة ومباشرة مع وفد الحكومة.
ودعا الحريري القوى العظمى خصوصاً روسيا إلى الضغط على حكومة الأسد لإجراء مفاوضات حقيقية بشأن انتقال سياسي يعقبها دستور جديد وانتخابات حرة وفقا لخريطة طريق الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام.
وقال الحريري للصحفيين بعد وصوله إلى جنيف للمشاركة في جولة محادثات ترعاها الأمم المتحدة من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء «نؤكد أن الانتقال السياسي الذي يحقق اطاحة الأسد في بدايته هو هدفنا».
وأضاف «هدفنا في المفاوضات هو رحيل بشار الأسد منذ بداية الانتقال».
وسيكون تحقيق تقدم في محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الحالي في ما يبدو أصعب على الأرجح من سبع جولات فاشلة سابقة بينما يسعى الأسد لتحقيق نصر عسكري كامل في وقت يتمسك معارضوه بمطلب رحيله عن السلطة.
وسرعان ما انهارت جميع المبادرات الدبلوماسية السابقة بسبب مطالبة المعارضة برحيل الأسد ورفضه ذلك.
ولم يصل وفد الحكومة السورية الذي يرأسه السفير السوري في الأمم المتحدة وكبير المفاوضين بشار الجعفري إلى جنيف يوم الاثنين كما كان مقرراً. ولم يتضح بعد ما إذا كان الوفد سيصل يوم الثلاثاء حيث سيجتمع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا مع وفد المعارضة.
وقال الحريري «ليس لدينا آمال عظيمة. يستخدم النظام أساليب المماطلة لعرقلة تحقيق تقدم نحو حل سياسي في وقت تأتي فيه المعارضة بوفد موحد».
وأضاف «روسيا… هي الكيان الوحيد القادر على جلب النظام إلى مائدة المفاوضات».
وعلى مدار أعوام عديدة طالبت الدول الغربية والعربية التي تدعم المعارضة برحيل الأسد. لكن منذ انضمام روسيا للحرب إلى جانب الحكومة السورية قبل عامين أصبح من الواضح على نحو متزايد أن معارضي الأسد ليس أمامهم فرصة للنصر في حقل القتال.
وتسببت الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها السابع في مقتل الآلاف وأحدثت أسوأ أزمة لاجئين في العالم ودفعت 11 مليون شخص للفرار من منازلهم.
وقال الحريري يوم الاثنين إن قوات الحكومة السورية واصلت قصف وحصار مناطق من بينها الغوطة في ريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة ويسكنها 400 ألف شخص.
وأضاف «نحن هنا من أجل مئات الآلاف من المحاصرين الذين هم في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية ومن أجل مئات الآلاف من المعتقلين الذين هم على شفا الموت».

تنحي الاسد
وتأتي مواقف الحريري بعدما تحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس على المعارضة للتخلي عن مطلب تنحي الأسد، الذي شكل مصيره العقبة الرئيسية التي اصطدمت بها جولات المفاوضات السابقة.
وتمكنت قوى المعارضة الأسبوع الماضي من تشكيل هيئة مفاوضات جديدة، ضمت الى جانب الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة وهيئة التنسيق الوطنية، ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو. وتبدي الأخيرة مرونة في مواقفها تجاه مصير الرئيس السوري.
ولم يعد الغربيون، خصوصاً فرنسا والولايات المتحدة، يشترطون تنحي الأسد مسبقاً لتسوية النزاع المستمر منذ اكثر من ست سنوات، متسبباً بمقتل أكثر من 340 الف شخص.
ووصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات مساء الإثنين الى جنيف، فيما قال المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا لمجلس الأمن تبلغه من وفد الحكومة السورية أنه لن يحضر الاثنين الى جنيف، من دون تحديد موعد وصوله.
وانتقدت المعارضة غياب الوفد الحكومي الذي لم يصدر أي تعليق سوري رسمي بشأنه، متهمة اياه باتباع «تكتيكات المماطلة».
ورأى الحريري أنه فيما «تأتي قوى المعارضة بوفد واحد وتتجاوز كل العقبات (…) نرى اليوم أن النظام لا يأتي في تأكيد لسياسته القديمة الجديدة المعرقلة للتقدم السياسي».
وجددت المعارضة جهوزيتها للدخول في مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي، الذي لطالما حمل عليها انقسامها ورفض الجلوس مع شخصيات في صفوفها على طاولة واحدة بعدما وصفهم بـ «الارهابيين».
واعتبر رئيس وفد المعارضة أن رفض النظام حتى الآن للحل السياسي «يعكس حقيقة موقف الدول التي تدعم النظام».
وأضاف «لذلك نعول دائماً اذا كان لدى روسيا نية بالتوصل الى حل سياسي فهي الجهة الوحيدة القادرة على أن تأتي بالنظام الى طاولة المفاوضات» معتبراً ان البديل عن ذلك «إرادة دولية جماعية تضغط على الروس والنظام للحضور الى طاولة المفاوضات».
وأعلنت المعارضة أن وفدها سيلتقي بعد ظهر الثلاثاء المبعوث الدولي الذي أكد ان الامم المتحدة لن تقبل «أي شرط مسبق» للمشاركة سواء من قبل الحكومة السورية او المعارضة.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق