الأسبوع اللبناني

اخبار لبنانية

لقطات

بعد قرار وزير الاعلام باقفال تلفزيون لبنان وتهديد الموظفين المضربين باقفاله نهائياً، ارتفعت الاصوات منددة بهذا القرار. فتلفزيون لبنان هو كان الشاشة الاولى التي اضاءت ليالي اللبنانيين على مدى سنين، قبل ان تظهر شاشات خاصة، لا يزال بعضها حتى اليوم يستعين بارشيف تلفزيون لبنان. فهل من المعقول ان يتخذ قرار كهذا؟ ثم ان قرار الاضراب سببه تخلف الدولة عن انصاف الموظفين رغم مرور اكثر من سنتين على وعود لم تنفذ. ومع ذلك علق الاضراب واستؤنف البث بانتظار الوعود. فهل تصدق؟

ان تقصير الدولة وسوء ادارتها وما اعتراها من فساد دمر المؤسسات وافلس الخزينة، كل ذلك ادى الى اضرابات شلت كل الادارات وانقطعت موارد الدولة بصورة شبه تامة وابرزها القطاع العقاري. ويبدو ان الدولة تنبهت الى هذه الخسارة الكبيرة فقررت ان تبدأ امانات السجل العقاري العمل في الايام المقبلة على ان تتركز البدايات على انجاز المعاملات المتراكمة ما قبل فترة الاقفال، لتعاود بعدها استقبال المراجعات الجديدة.

الكشف عن مضمون التدقيق الجنائي الذي وضعته شركة الفاريز اند مارسال، لم يفاجىء الكثيرين من حيث الشكل اذ ان المطلعين على حقيقة ما يدور داخل ادارات الدولة في ظل منظومة فاسدة كانوا عارفين بهذا الوضع المزري، الا ان المذهل انهم لم يكونوا يتصورون ان الامور تسير بهذه الخطورة المدمرة. لقد تضمن التدقيق ما يذهل العالم رغم انه لم يتوصل الى كشف كل الحقيقة. ولو شمل التدقيق الجنائي الوزارات لكانت توضحت كل خيوط الكارثة.

اسرار

اللبنانيون يعزون انفسهم احياناً وسط هذه الازمات الكارثية، انهم يعيشون في استقرار امني معقول. غير ان التفلت الذي وقع في الايام الاخيرة وكان اخره حادثة الكحالة اثار الهلع في نفوسهم اذ لاح شبح الفتنة يطرق الابواب. مع العلم ان لا اسباب جوهرية يتخاصم حولها اللبنانيون، وهم لو جلسوا الى طاولة واحدة تضم كل القوى المتنازعة على الارض، من المؤكد انهم سيصلون الى تفاهم يخرج البلد من جهنم التي يتخبط فيها ويعيد الطمأنينة الى النفوس.

من لبنان الى الولايات المتحدة الى معظم الدول الاوروبية، فان الاتهامات الموجهة الى رياض سلامة الحاكم السابق لمصرف لبنان اصبحت على كل شفة ولسان وقد جاء التدقيق الجنائي يدعم هذه الاتهامات. الخارج ناشط لملاحقة سلامة واعوانه وباسرع ما يمكن، على عكس ما يجري في لبنان لان المنظومة التي كانت شريكته طوال فترة وجوده على رأس حاكمية مصرف لبنان، تخشى ان ينفضح امرها ولذلك هي تعمل على حمايته.

ايلول يقترب ومعه تقترب عودة الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان الى لبنان. فماذا سيحمل معه؟ لا نريد ان نستبق الامور ولكن المكتوب يقرأ من عنوانه. فاذا لم يقرر الداخل بمختلف فئاته واطيافه الخروج من هذا الجحيم وتقديم التنازلات كل من جانبه فان لودريان لن يتمكن من تحقيق شيء. فالقضية باتت معروفة وهي بين ايدي اللبنانيين واليهم يجب ان تتجه الانظار. فاما التنازل من الجميع واما اكمال السير نحو التفكك والانحلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق