رئيسيسياسة عربية

واشنطن تربط مغادرة التحالف الدولي سوريا بمفاوضات جنيف

في سوريا 13 قاعدة اميركية وخمس قواعد لروسيا وهدف واشنطن مواجهة النفوذ الايراني

أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الاثنين ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سوريا والعراق لن يغادر هذين البلدين طالما ان مفاوضات جنيف للسلام في سوريا والتي ترعاها الامم المتحدة لم تحرز تقدماً.
وقال ماتيس لمجموعة من الصحافيين «لن نغادر في الحال»، مؤكداً ان قوات التحالف الدولي ستنتظر «احراز عملية جنيف تقدماً».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مرتجل في البنتاغون «يجب القيام بشيء ما بخصوص هذه الفوضى وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول حظاً سعيداً للباقي».
وماتيس، الجنرال السابق في قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز)، ذكّر بأن مهمة قوات التحالف هي القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وايجاد حل سياسي للحرب الاهلية في سوريا.
واضاف «سوف نتأكد من أننا نهيىء الظروف لحل دبلوماسي»، مشدداً على ان الانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية سيتحقق «حينما يصبح بامكان ابناء البلد انفسهم تولي امره».

سنظل نحارب
وقال ماتيس إن الجيش الأميركي سيحارب متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا «طالما ظلوا يريدون القتال» ليشير بذلك إلى دور على المدى البعيد للقوات الأميركية بعد خسارة المتشددين السيطرة على كل الأراضي الخاضعة لهم.
وبينما تحارب قوات تدعمها الولايات المتحدة وأخرى مدعومة من روسيا لاستعادة السيطرة على جيوب متبقية في الأراضي التي كانت تابعة للدولة الإسلامية قال ماتيس إن هدف الجيش الأميركي على المدى البعيد سيكون الحيلولة دون عودة نسخة مطورة من التنظيم المتشدد.
وفي إشارة لمستقبل العمليات الأميركية في سوريا أضاف ماتيس للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاغون) «لم يعلن العدو أنه سيترك المنطقة لذا سنظل نقاتل طالما ظلوا يريدون القتال».
وأكد ماتيس أيضاً على أهمية جهود السلام على المدى البعيد وقال إن القوات الأميركية تهدف إلى توفير الظروف للتوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا التي اقتربت الحرب فيها من دخول عامها الثامن.
وقال «لن نبتعد الآن قبل أن تحظى عملية جنيف بالقبول».
وأكد الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على الجهود المشتركة لتحقيق السلام في سوريا بما في ذلك توسيع هدنة تم التوصل إليها في السابع من تموز (يوليو) في مثلث بجنوب غرب البلاد على الحدود مع إسرائيل والأردن.
وقال ماتيس إنه يعتقد أن منطقة الجنوب الغربي تبلي بلاء حسناً وتحدث بنبرة مفعمة بالأمل عن مناطق أخرى في المستقبل قد تسمح للمزيد من اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
وقال للصحفيين «نحاول (نزع سلاح) منطقة ثم (نزع سلاح) أخرى ونظل نفعل ذلك ونحاول فعل الأمور التي ستسمح للناس بالعودة إلى منازلهم».
وامتنع ماتيس عن الدخول في تفاصيل بشأن أي مناطق في المستقبل.
وقالت روسيا التي تنشر حامية عسكرية طويلة الأجل في سوريا إنها ترغب في انسحاب القوات الأجنبية من سوريا في نهاية المطاف.
وذكرت تركيا يوم الاثنين أن هناك 13 قاعدة أميركية في سوريا وأن روسيا لها خمس قواعد هناك. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن إن الولايات المتحدة أقامت سبع قواعد عسكرية في مناطق بشمال سوريا.
ويقول التحالف بقيادة الولايات المتحدة إنه لا يناقش موقع قواته.
وأحد الأهداف الكبيرة لواشنطن هو الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والعراق والذي اتسع في خضم الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
والسبت اعلنت الولايات المتحدة وروسيا انهما اتفقتا في بيان رئاسي مشترك على ان «لا حل عسكرياً» في سوريا، وذلك بعد لقاء وجيز بين رئيسيهما على هامش قمة اقليمية في فيتنام.
وقال البيان ان الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين «اتفقا على ان النزاع في سوريا ليس له حل عسكري»، مضيفاً ان الجانبين اكدا «تصميمهما على دحر تنظيم الدولة الاسلامية» المتطرف.
وأضاف البيان ان الجانبين اتفقا على ابقاء القنوات العسكرية مفتوحة لمنع تصادم محتمل حول سوريا وحث الاطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الامم المتحدة في جنيف.
والسبت أعلنت الحكومة الاردنية التوصل الى اتفاق ثلاثي اميركي-روسي-اردني على انشاء «منطقة خفض التصعيد المؤقتة» في جنوب سوريا، مشيرة الى ان هذه الخطوة تندرج ضمن الجهود الثلاثية المشتركة لوقف العنف في سوريا وايجاد الظروف الملائمة لحل سياسي مستدام للازمة السورية».

«حزب الله»
وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية فإن الاتفاق الثلاثي ينص على «التزام الاطراف بالقضاء على وجود قوات اجنبية» في هذه المنطقة.
واضاف المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه ان «هذا يشمل القوات الايرانية والجماعات المسلحة المدعومة من ايران مثل حزب الله»، مشيراً الى ان الروس وافقوا على العمل مع النظام السوري للوصول الى انسحاب القوات المدعومة من ايران لغاية مسافة محددة من الاراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة وحدود الجولان من الجانب الاردني.
والاثنين رفض وزير الدفاع الاميركي الإجابة على سؤال بشأن وجود قوات ايرانية في هذه المنطقة.
وكان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا اعلن الخميس ان جولة جديدة من محادثات السلام الهادفة لانهاء النزاع في سوريا والتي تجري باشراف المنظمة الدولية في جنيف ستعقد اعتبارا من 28 تشرين الثاني (نوفمبر).
وانتهت سبع جولات من المحادثات بدون تحقيق تقدم كبير في اتجاه تسوية سياسية اذ كانت المفاوضات تتعثر حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

ا ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق