بو عاصي في يوم التطوع الفرنسي: اشخاص ميسورون جداً يتطوعون لمساعدة الاخرين
فوشيه: سخاء لبنان لا مثيل له مع السوريين ولكن لقدراته حدود
أقامت السفارة الفرنسية ومنظمة «فرانس فولونتير» يوم التطوع الفرنسي في قصر الصنوبر- بيروت، وشارك فيه وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، السفير الفرنسي برونو فوشيه، والمنسق المقيم الخاص للبنان لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فيليب لازاريني وحشد من جمعيات المجتمع المدني والعاملين في حقل التطوع.
فوشيه
بداية، تحدث السفير فوشيه فقال: «هذا العام، ينظم اليوم المخصص للعمل التطوعي الفرنسي حول موضوع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 وهي برنامج عمل متكامل وعالمي للتنمية. وتضطلع فرنسا بدورها الكامل في التنفيذ الجماعي لهذا البرنامج، بأبعاده الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
لقد اخترنا التركيز على هذه الأهداف الـ 17، وهي مكرسة للشراكات وإدراج الجميع في تحقيقها. ولبنان الذي استضاف ستين متطوعا فرنسيا على المستويين المحلي والدولي في عام 2016، مثال ليس فقط لثراء وتنوع الشراكات، ولكن أيضا لفعالية ولفائدة التطوع للمساهمة بنشاط في تحقيق المعايير الموضوعة وانتم اليوم تجسدون تنوع هذه الشراكات وديناميتها».
أضاف: «لقد واجهت فرنسا كما لبنان مشاكل متشابهة في مسائل الهوية، ومعنى العيش معاً، والعلاقة بالغير وكل تلك المسائل تناقش في مجتمعينا. وإن التقليل من الروابط الاجتماعية واعادة النظر بنموذج المواطن هما أرض خصبة للظلام والتعصب والتطرف وهي كلها تحديات أساسية امام تماسك مجتمعاتنا. ولهذا فتعزيز المواطنة والشعور بالانتماء أولوية بالنسبة الى فرنسا. التطوع الفرنسي يسهم في تحقيق القيم العالمية العزيزة على فرنسا من التضامن، الإنسانية والالتزام والانفتاح على الآخر… كلها قيم تنسج علاقات وتنشط الشعور بالمواطنة. ويجسد المتطوعون الفرنسيون أيضاً الالتزام الفرنسي في الخارج».
وتابع فوشيه: «لقد أشار الرئيس ماكرون خلال زيارة الرئيس ميشال عون لفرنسا الى أن لبنان هو بلد الرسالة، ورمز للتعايش ضمن فسيفساء هشة وثمينة، وهو أكثر من ضرورة في منطقة هي ضحية للتمزقات. وان سخاء لبنان لا مثيل له تجاه الإزمة السورية ولكن لقدراته حدود».
وختم: «ان لبنان غني بمجتمع مدني ديناميكي إبداعي وتعددي، وقد اختارت السلطات اللبنانية ووزارة الشؤون الاجتماعية الشروع في تطوير برنامج وطني للمتطوعين، وإنني أرحب بهذا الاتجاه وأرجو أن نتمكن من التعامل معهم».
لازاريني
وتحدث لازاريني فاعتبر ان «التطوع هو تجسيد للمواطنة واساسي من اجل التنمية والسلام والأمن في العالم، ويهدف الى القضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة واللاعدالة». وقال: «هذه الأهداف عالمية وهي تمثل التزام الشجاع تجاه البشر في العالم، وعرف هذا الألتزام النجاح في العقود الأخيرة».
ورأى ان «التنمية المستدامة هي مسؤولية جماعية لمستقبل افضل من اجل الإنسان والكرة الأرضية وان تنفيذ هذه الأهداف يتطلب التزاماً من الحكومات والجمعيات والمجتمع المدني وكل فرد».
وقال: «انا مسرور ان التقي بكم اليوم ايها المتطوعون وان رزنامة العام 2030 تتضمن مجموعات تطوعية كجزء لا يتجزأ من تحقيق الأهداف 17 مثل القضاء على الفقر والجوع، الصحة الجيدة والرفاه، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة، طاقة نظيفة، العمل اللائق والنمو الإقتصادي الصناعة والإبتكار، مدن ومجتمعات مستدامة، الإستهلاك والإنتاج المسؤولين، العمل المناخي، الحياة تحت الماء، الحياة في البر، السلام والعدل والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف».
بو عاصي
أما الوزير بو عاصي فأعلن ان «التطوع يحمل في طياته القيم الإنسانية والتزام الحر من اجل مساعدة من هم بحاجة وهو من اساسيات التنمية المستدامة» .
وقال: «أعايش كل يوم في الوزارة البؤس بأشكاله: الأيتام، كبار السن، المدمنين، النساء المعنفات، المعاقين، من يعانون الفقر المدقع… وهل تعتقدون انه بإمكاني معالجة كل هذه الأمور لولا عمل الجمعيات الأهلية والمتطوعين فيها؟ فلو لم يكن هناك اشخاص مثل المطران غي نجيم لما كان باستطاعتنا معالجة مئات المدمنين في مركز مثل ام النور او مرافقة النساء المعنفات او الإعتناء بالأولاد الذين يعانون من متلازمة 21 او التوحد في المراكز التي انشأها. كما ان مؤسسة العرفان تهتم بمئات وآلاف الأولاد الذين يعانون اوضاعا مادية صعبة فيتعلمون في هذه المدارس ويتخرجون منها بمساعدة مئات المتطوعين».
أضاف: «أنا ايضاً جد مسرور لرؤيتي أشخاصاً ميسورين جداً يتطوعون في المؤسسات التي تعنى بأكثر الحالات صعوبة وهم يساهمون بمالهم ووقتهم وطاقتهم لمساعدة الآخرين، وهناك برنامج في وزارة الشؤون يتلقى مرتين في السنة اقتراحات من اجل دعم مشاريع لجمعيات ويتم الإختيار وفق معايير علمية واضحة وينال كل مشروع مختار منحة قدرها نحو 25 الف دولار لتنفيذ مشروعه التطوعي. وهذا البرنامج فعال جداً وهو قريب من الناس. كما هناك ورشة كبيرة تتمثل بمساندة الجماعات التي تستضيف النازحين السوريين ونحن نقوم بعمل كثير مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. كل هذا لأقول ان ثقافة التطوع هي اساسية للتنمية البشرية للمجتمعات. والأفضل ان نفتح الباب اكثر فاكثر امام المتطوعين والمهم خلق هذه الدينامية».
وأثنى بو عاصي اخيراً، على «التجربة الفرنسية الغنية في مجال التطوع»، مشدداً على «الشراكة اللبنانية الفرنسية في هذا المجال».
طاولة مستديرة
وعقدت طاولة مستديرة ركزت على العمل المشترك بين الدولة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، ادارتها السا ابي خليل.
عرض منسق المشروع في المنظمة غير الحكومية لوكاس وينتربيرت أعمال الجمعية، ولا سيما في مجال الصحة العامة. وأشار نيكولاس بينتون ممثل المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية، إلى التدريب المهني للمهن التقنية التي تقدمها اللجنة.
وتحدثت المسؤولة في وزارة الشؤون الاجتماعية مروة كيك، عن أنشطة الوزارة التي كانت جزءاً من شراكة مع البنك الدولي منذ عام 2013 «بهدف خدمة المجتمع المدني». وقالت كيك: «شارك أكثر من 5000 متطوع في أنشطتنا و39 في المئة خدموا مجتمعات أخرى غير مجتمعاتهم».
ورأى الأختصاصي في الحماية الاجتماعية في البنك الدولي ريني ليون سولانو أن «التطوع ضمان للاندماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب، كما يمكن أن يساعد الشباب على تنويع مهاراتهم وإيجاد عمل بسهولة».