الأسبوع الثقافيثقافة

مجلس عمان يشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي بروسيا

السلطنة تعمل مع المنظمات والدول في إرساء أسس السلام والوئام بين الشعوب

شارك مجلس عمان في اجتماعات الدورة (137) للاتحاد البرلماني الدولي التي تعقد تحت عنوان (تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان والأعراق» خلال الفترة من 14 إلى 18 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري، بمدينة سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية.
ترأس وفد مجلس عمان السيد خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، الذي ألقى كلمة قال فيها: إن العفو والتسامح بين الأديان من المبادىء الأصيلة، والأخلاق النبيلة، والقيم الرفيعة، فهو لبُّ العلاقة بين البشرية، وعصبُ اللّحمة الاجتماعية بين أواصر المجتمعات، فقد بُنيتْ المبادئ الإنسانية على التسامح والقيم النيرة مع مختلف الأديان والأعراق والأجناس، وهو ما حث عليه الدين الإسلامي بأهمية التعارف وتقريب وجهات النظر بين سائر الأمم والشعوب.
مضيفاً: «إن دعم سياسة الحوار وتقريب وجهات النظر مع جميع الأطراف، وإيجاد الحلول السلمية بعيداً عن الفرقة والنزاع، لهي ثوابت الأمم والشعوب ومرتكزات أساسية حثت عليها الإنسانية لجميع الأعراق والأديان، والمبادئ الأساسية الثابتة التي أرست عليها الأمم المُتحدة كذلك، وإننا اليوم في أمس الحاجة إلى تعزيز التعددية الثقافية والتسامح والحوار البَنّاء أكثر من أي وقت مضى، ونبذ التعصب والانغلاق اللذين يعدان من أكبر وأشد أسباب تغذية نار الكراهية بين الأمم والشعوب، والانزلاق إلى مزيد من النزاعات والحروب، التي تؤدي إلى تدمير ما هو جميل بهذا العالم، وهذه الثوابت أكدها السلطان قابوس منذ توليه مقاليد الحكم في سلطنة عُمان عام 1970م، بأن السلطنة ستعمل بكل جد وإخلاص على التعاون مع الدول والمنظمات الدولية في إرساء أسس السلام والوئام بين الشعوب ووضع التعاون وتبادل المنافع والمصالح بين الدول ضمن أولويات سياسة السلطنة الخارجية».
كما أشار إلى جهود السلطنة في تعزيز مفهوم التعددية الثقافية ودعم جهود السلام والأمن في العالم، حيث قال: «لقد قامت سلطنة عمان بدور بارز في مجال تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الإسهامات العديدة في مجال التعددية الثقافية والسلام، وذلك من خلال الاهتمام بتعليم اللغات غير العربية لمنتسبيها، بالإضافة إلى كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في تقديم برامج لتعلم اللغة العربية هدفها مد جسور التعاون والتبادل الثقافي مع الشعوب والحضارات غير الناطقة باللغة العربية، كما كان لكراسي السلطان قابوس في الجامعات العالمية، دور بارز في التقريب بين أتباع الأديان وغرس المفاهيم الصحيحة حيالها، ومنها كرسي السلطان قابوس بجامعة كامبردج للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة، كما تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإصدار دورية فصلية بعنوان «التسامح» تقوم برصد جميع جهود التعايش ونشر ثقافة التسامح، ودورية أخرى بعنوان «التفاهم» تهدف إلى تعميق قيم التفاهم بين الشعوب والحضارات في العالم، كما تقوم بتنظيم معارض دولية متنقلة حول العالم لتعزيز التسامح الديني ونشر ثقافة التعايش بين الشعوب في أكثر من خمس وستين مدينة حول العالم وبعشرين لغة عالمية، كما يُنظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أسبوع التقارب والوئام الإنساني في سياق خدمة التفاهم والوئام الديني والحضاري، بالإضافة إلى مشاركة السلطنة في تنفيذ القرار الأممي رقم (65/5) لعام 2010 بجعل الأسبوع الأول من شهر شباط (فبراير) من كل عام أسبوعاً للوئام بين الأديان.
هذا وقد افتتح أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعمال مؤتمر اتحاد البرلمان الدولي في دورته الـ 137 بحضور 1000 برلماني من مختلف برلمانات العالم، وقد رحب الرئيس بوتين بأعضاء المؤتمر داعياً برلمانات العالم إلى القيام بدورها في حفظ السلم والأمن الدوليين، الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت بسبب المنازعات العسكرية وتحدي الإرهاب الذي أصاب دول العالم ويفرض على الجميع التعاون للقضاء عليه.
كما ألقت السيدة ريا بنت سالم المنذرية كلمتها خلال مشاركتها في منتدى البرلمانيين الشباب، التي استعرضت خلالها بعض ملامح تجربة الشباب العماني، منوهة إلى أن السلطان قابوس تولى الحكم في السلطنة وعمره 30 عاماً، وقادها إلى نهضة حديثة عصرية في جميع مجالات الحياة المختلفة.
أما بالنسبة الى الشباب العماني فقد أشارت في كلمتها إلى أن الشباب العماني يتسمون بتحملهم للمسؤولية ومشاركتهم الكبيرة في خدمة المجتمع، خصوصاً في مجال العمل التطوعي، سواء أكان التطوع فردياً أو جماعياً، وفي مجالات متنوعة، خيرية وثقافية ورياضية وعلمية، وغيرها، وأشارت المنذرية إلى أنه تم تخصيص جائزة للعمل التطوعي باسم جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي؛ تشجيعاً للشباب العماني وتحفيزاً لهم للمشاركة في الأعمال التطوعية التي تخدم مجتمعهم، كما يحقق الشباب العماني -باستمرار- إنجازات محلية وإقليمية ودولية في جميع المجالات، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً منها ينطلق من جهودهم الذاتية، كما أنهم يحققون باستمرار نتائج مشرّفة في مجال التحصيل العلمي وفي أرقى جامعات العالم؛ ففي إحصائية مبدئية عن هذا الجانب أعدّها الشباب بأنفسهم؛ وصل المجموع الكلي لإنجازات شباب عُمان لعامي 2015 و2016 ما يقارب الـ 1917 إنجازاً، تعددت مجالاتها بين الاختراع والابتكار والبحث العلمي والثقافة والأدب والفن والتصوير والرياضة وغيرها.
أما في المجال البرلماني فقالت المنذرية: نجد نسبة جيدة من الشباب في مجلس الدولة المعين من قبل السلطان، ونسبة كبيرة من الشباب الأعضاء في مجلس الشورى المنتخب من قبل الشعب، ويفتح المجلسان المجال للشباب لحضور بعض جلساتهما العامة، خصوصاً لطلبة مؤسسات التعليم العالي؛ لغرس الثقافة البرلمانية لديهم ومنحهم الفرصة ليعيشوا أجواء المناقشات البرلمانية المختلفة، كما تم إشهار المجالس الاستشارية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي، كرافد آخر لمشاركة الشباب في كل ما يرتقي بهم وبقدراتهم ومهاراتهم، وقد اعتمدت الآلية الانتخابية في تحديد أعضاء تلك المجالس؛ لتعزيز الثقافة الانتخابية لدى الشباب، كما تم تخصيص يوم السادس والعشرين من تشرين الاول (أكتوبر) من كل عام ليكون يويوماً للشباب العُماني للاحتفاء بهم وبإنجازاتهم.
وفي ختام كلمتها أوضحت بأن الشباب ثروة لابد أن تُستثمر ولا نحصرهم في النظرة التي تقول إنهم قضية ينبغي أن نوجد لها معالجات وحلولاً؛ فاستثمار ثروة الشباب – في الأساس – سيعالج قضاياهم تلقائياً حينما يجدون من يأخذ بأيديهم ليتقدموا وتتقدم أوطانهم بهم.
كما ألقت المهندسة ناشئة بنت سعود الخروصية عضوة مجلس الدولة كلمة أمام رئيس البرلمان الدولي وأعضاء الوفود المشاركة في الاجتماع أشارت فيها إلى أهمية الحوار بين الأديان والأعراق والتي تعد من أهم ثوابت الاتحاد البرلماني الدولي وهو جوهر الديمقراطية والطريق إلى السلام. وأضافت بأن الحوار الحقيقي هو الذي يعترف بجميع الفروق من اجل الوصول إلى أرضية مشتركة للحوار.
وأكدت الخروصية في كلمتها على أهمية إشراك النساء في عمليات التفاوض السلمي، مشيرة إلى أن الجميع يعلم بأن السلام يمكنه أن يستمر إذا كانت هناك مشاركة للمرأة في كل خطوة على ذلك الطريق، ولدينا الإطار التشريعي للقيام بذلك، وفقاً لما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 1325 الذي يدعو إلى إشراك النساء كافة حتى تلكم العاملات في المجالات الشعبية أو في الخطوط الأمامية للمشاركة بأصواتهن والاستماع إلى ما يقلنه، وإن ما يعبرن عنه من الأهمية بمكان خصوصاً إذا ما تعلق بموضوع نشر الأمن والسلام.
الجدير بالذكر أن أعضاء وفد مجلس عمان يضم ريا بنت سالم المنذرية عضوة مجلس الدولة وناشئة بنت سعود الخروصية عضوة مجلس الدولة والشيخ علي بن ناصر المحروقي أمين عام مجلس الشورى وغانم بن سعيد الجنيبي عضو مجلس الشورى ومحمد بن مسلم هبيس عضو مجلس الشورى، حيث شارك أعضاء الوفد في الاجتماعات والمنتديات التنسيقية مثل اجتماع منتدى النساء البرلمانيات والاجتماع التشاوري العربي والاجتماع التشاوري للمجموعة الإسلامية والمجموعة الخليجية، وسوف تكون هناك العديد من الاجتماعات والمنتديات البرلمانية خلال اليومين المقبلين التي سوف يشترك بها أعضاء الوفد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق