سياسة لبنانية

الصراف وكيدانيان: مهرجان الانتصار فسحة تعبير عن الافتخار بشهدائنا الأبرار والاحتفاء بنصر ساهمنا به جميعاً

عقد وزير الدفاع يعقوب الصراف مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير السياحة أفيديس كيدانيان في مكتبه بوزارة الدفاع – اليرزة، للاعلان عن «مهرجان الانتصار» الذي سيقام بالتعاون بين الوزارتين في السابعة من مساء يوم الخميس المقبل في ساحة الشهداء – بيروت.

الصراف
وقال الصراف في مستهل المؤتمر: «أهلاً وسهلاً بكم في وزارة الدفاع الوطني، هذه الوزارة التي تحتضن جيشاً أشرقت بفضله شمس حرية وطن، وبفضل دماء شهدائه حيكت خيوط النصر في فجر مضيء، وصباح من نور أزاحت شمسه غيوماً سود حجبت شعاع الحرية عن وطننا لسنوات. أهلاً بكم في بلد كبير بشهداء ارتضوا أن يجعلوا أجسادهم جسر عبور الوطن الى الحرية».
أضاف: «نلتقي اليوم وفي القلب غصة، نعم وأكيد، لكننا نقف مرفوعي الرأس، كيف لا، وفرحتنا بطعم النصر الذي تكلل بالشرف والتضحية والوفاء، شامخين كالأرز برجال أبطال صقور هزموا الارهاب، صنعوا النصر وغدوا شهداء أبطالا، ننحني لتضحياتهم ونفخر بنصرهم».
وتابع: «هو التلازم الوثيق بين الاستحقاقين، الشهادة والنصر، فلولا الأولى لما كانت الثانية، ولولا الثانية لضاعت قيمة الأولى، ولولاهما معاً، لبقي وطننا غارقاً في دوامة الارهاب. هم أبطال استشهدوا لكنهم يبقون في الوجدان، فما رحلوا ولن يرحلوا، وهم في نهار النصر شموس وفي ليله قناديل، هم فقط يبقون أحياء بدوام النصر، يزفون عريساً تلو العريس لتعم الأعراس لبنان، لا بل كل لبنان، من شماله الى جنوبه الى بقاعه الى جروده، تماماً كما النصر يترامى في كل بقعة، وعلى كل حبة تراب في هذا الوطن الحبيب».
وأردف: «يسرني اليوم أن أحمل شرف الاعلان عن احتفال ستقيمه وزارتا الدفاع والسياحة تكريماً لشهدائنا الأبطال واحتفاء بالنصر الذي تحقق. كما أدعو كل اللبنانيين لمشاركتنا هذه الخطوة المتواضعة، التي أردناها فسحة تعبير عن الافتخار بشهدائنا الأبرار، والفرحة بنصر جديد كتبه هؤلاء لوطننا».
وختم: «نلتقي جميعاً في ساحة الشهداء عند السابعة من مساء الخميس المقبل لنرسم سوياً طريق النصر. وأطلب منكم جميعاً القدوم الى ساحة الشهداء لتكريم قيامة شهدائنا بنصر عظيم، ونكتب تاريخ لبنان في أهم نصر حصل في تاريخنا المعاصر».

كيدانيان
ثم قال كيدانيان: «نحن نتحدث عن حدث كبير قبل ثلاثة أيام وكان من المفروض بعد الانتصار الذي تحقق في جرود بعلبك والسلسلة الشرقية، انتظرنا فحوصات الحمض النووي وتشييع الابطال الشهداء ومن ثم نتحدث عن مهرجان الانتصار كي نجمع كل اللبنانيين في مكان واحد وللاحتفال بحدث تاريخي حصل بجهود القوى العسكرية الجبارة وبمواكبة من وزير الدفاع يعقوب الصراف ومن الرؤساء الثلاثة. سوف أتحدث عن تفاصيل بسيطة فقط لاننا نطلق هذا المهرجان ونطلب من خلال وسائل الاعلام الحشد الاكبر لهذا المهرجان الذي هو بالفعل لتكريم الشهداء، ومهرجان لكي يفتخر كل لبناني بالانجاز الذي تحقق من قبل الجيش اللبناني».
أضاف: «المهرجان سيكون يوم الخميس المقبل في 14 الحالي عند الساعة السابعة في ساحة الشهداء، وقد بدأت التحضيرات له أمام نصب الشهداء، وستتخذ اجراءات تنظيمية لتسهيل وصول المواطنين، اضافة الى باصات ستقلهم. وسيتخلل المهرجان كلمات سياسية، يليها أغان وطنية لمدة لساعة يقدمها عدد من الفنانيين اللبنانيين».
وتابع: «المطلوب من هذا المهرجان أن نشعر بالنصر العظيم الذي تحقق وهذا ما لا نستطيع فعله لسوء الحظ، فقد سمعنا الكثير من اللغط في الفترة الاخيرة عن هذا الانجاز ولكننا سنضعه جانباً ونقول الجيش اللبناني والدولة اللبنانية قدما انجازاً كبيراً وسيتكلل من خلال المهرجان الجماهيري في ساحة الشهداء الخميس المقبل، وهذا المهرجان يفترض أن يكون مهرجان صيف 2017».

حوار
بعد ذلك، رد وزيرا الدفاع والسياحة على اسئلة الصحافيين، فقال الصراف رداً على سؤال: «جميع اللبنانيين مدعوون، وهذا النصر لكل لبنان ولولا تدخل جميع الرؤساء لما كان النصر. أتمنى مشاركة ليس فقط الرؤساء الثلاثة بل رؤساء الاحزاب والطوائف والاتحادات وروابط المخاتير والصليب الاحمر اللبناني، اضافة الى السلك الديبلوماسي لاننا يجب أن نظهر للشعب اللبناني بأننا نعرف كيف نستشهد وكيف نحب وكيف ننتصر. لسوء حظنا في تاريخنا المعاصر فشلنا باستثمار انتصاراتنا، هناك زمن للقتال وللسلام وللفرح وللحداد، وقد حان زمن الفرح وليكن فرحاً عظيماً».
أضاف: «نحن مجتمع نحترم الموت ونكرم الموتى، وقد تأخرنا في الدعوة الى الاحتفال لانني لا أسمح لنفسي قبل اليوم الثالث من الدفن بأن أرسل دعوات شخصية، فهذا الفرح هو لكل لبنان وقد دعوناكم اليوم لتدعمونا بالدعوة لهذا المهرجان كما ساهمتم في الاعلام الحربي. نحن نحب الحياة ونقدر الشهادة والفرح».
وتابع: «التحقيقات شاملة لجميع أحداث عرسال التي أدت الى الاستشهاد، فالتحقيق ليس لمعرفة من قتل وكيف استشهد فقط بل لمعرفة ان كان هناك خطأ مقصود أم لا، وعند الانتهاء من التحقيق سوف ينشر حكما. هذا التزام ليس فقط من وزارة الدفاع بل من كل الدولة».
وهنا تدخل وزير السياحة فقال: «اليوم يجب أن نبقى في اطار الاحتفال بنصرنا ولا نريد أن يتداخل مع أمور أخرى، أنتم كإعلاميين ملزمون بإيصال هذا الخبر للمواطنين. كما أود أن أتوجه بالشكر للمجموعة التي تعمل معي ومع الوزير الصراف منذ ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً لاقامة هذا المهرجان لكي نشعر المواطن اللبناني بأهمية ما تحقق من انتصار».
ورداً على سؤال، قال الصراف: «أنتظر من كل لبناني مسرور بهذه الفرحة العظيمة أن يشارك في هذا المهرجان. في تاريخ لبنان المعاصر لم نعش نصراً كاملاً مطلقاً جامعاً، وأنا لا أستطيع الا أن أحيي المقاومة على النصر الذي تحقق في عام 2000 على يدها وفي عام 2006 على يدها أيضاً، وأفتخر بأن أقول ان نصر الـ 2017 تحقق على يدها. نعم هذا النصر جامع للجميع، وهذه هي المرة الاولى في تاريخ لبنان المعاصر التي نتفق فيها جميعنا على خلط دمنا مع دم بعض ورؤيتنا مع بعض ونتشارك فرحتنا معاً».
وحيا أهالي العسكريين الشهداء، وقال: «يشرفني أن أزور ثلاثة من أهالي العسكريين الشهداء في الشمال، وقد رأيت في عيونهم فرحاً أكثر من عيونكم اليوم، ولا أستغرب مشاركتهم في المهرجان لانه تكريم لاولادهم ولولاهم لم يحدث النصر. لقد مولت هذا المهرجان وزارة السياحة وبلدية بيروت والقطاع الخاص والمصارف أيضاً. بالفرح لا أسمح ولا أمنع، فأنا أدعوك الى عرس ولا ألزمك بما تلبس، هذا الفرح للجميع، تأتي وأنت ترتدي البزة العسكرية لا أمانع، حاملاً علماً لا أمانع. هذا فرح ونصر الجيش اللبناني مقابل عدو كان يهددنا جميعاً، ليس هذا الحزب أو ذاك فقط وربما هذا النصر الوحيد الذي ساهمنا به جميعاً».
أضاف: «أتمنى أن تكون سنة 2018 سنة فجر الجرود، فما زلتم لا تستطيعون تقييم عظمة هذا الانتصار. وفي رأيي يجب إصدار طابع تذكاري يخلد هذا النصر، ومنح وسام باسم فجر الجرود، وترقية استثنائية لفجر الجرود».
وأشار الى أن «قوات الامم المتحدة أقامت حفلاً لتكريم شهداء الجيش اللبناني بالتزامن مع الاحتفال المركزي في وزارة الدفاع في اليرزة، ولم تقم أي وسيلة اعلامية بتغطيته، فاليونيفيل تقدر عظمة هذا الانتصار وعظمة هذه الشهادة».
من جهته، قال كيدانيان: «إن كل من يعمل في هذا الحدث يعمل كمتطوع، ونحن ندفع أقل ما يمكن. وأؤكد لكم أنكم سترون أشياء لم تروها من قبل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق