سياسة عربيةمناسبة

الحجاج يتجمعون عند صعيد عرفه لاداء الركن الاعظم من الحج

في الساعات الأولى من يوم الخميس وقبل بزوغ الفجر تدفق المئات على جبل الرحمة في منتصف منطقة عرفات حيث ألقى النبي محمد خطبة الوداع من فوقه قبل نحو 1400 عام يتلمسون عطر حامل آخر رسالات السماء، ولاداء اعظم اركان الحج.
وفوق الجبل الصخري الصغير يوجد شاخص ضخم (علامة) يشير إلى الموقع الذي ألقى منه النبي الخطبة في يوم عرفة أثناء حجته الأولى والأخيرة. وصلى الرجال والنساء الفجر  على الجبل واتجهوا نحو القبلة رافعين أيديهم بالدعاء إلى السماء.
وكان كثير من النساء والرجال يضعون أيديهم ورؤوسهم على الشاخص ويبكون عنده رغم تحذيرات وضعتها السلطات الدينية السعودية من أن هذه الأفعال تخالف صحيح الدين.
وصعد كثير من الرجال والنساء إلى الجبل منذ مساء يوم الأربعاء ليحجزوا مكاناً فوقه قبل اكتمال وصول الحجاج على صعيد عرفات قادمين من منطقة منى التي سيعودون لها في وقت متأخر من الليل بعد توقف لبضع ساعات في منطقة مزدلفة.
ووصل هذا العام أكثر من 1،97 مليون مسلم لأداء مناسك الحج التي تستمر خمسة أيام.
وفوق الجبل يمكن رؤية وجوه من مختلف الأجناس والألوان تقف أو تجلس إلى جوار بعضها البعض في تضرع وخشوع.
وكانت امرأة إندونيسية تجلس والدموع تنهمر من عينيها رافعة يديها إلى السماء وبالقرب منها تجلس نساء أفارقة.
وجلس رجل سوري مسن وسط مجموعة من مواطنيه يدعو بصوت مرتفع قائلاً «اللهم انتقم من الظالمين… اللهم انتقم من كل ظالم» وكان المحيطون به يؤمنون خلفه.
وقالت السورية عوفة أحمد نجم التي جاءت مع عائلتها من منطقة قريبة من حمص «شعور لا يوصف. الحمد لله الذي أطعمنا الحج الحمد لله وبندعي رب العالمين أن الله يحفظ سوريا ويحمي أهلها وترجع مثل ما كانت».
وتقول السلطات السعودية إنها اتخذت كل الإجراءات الاحترازية الضرورية ونشرت ما يربو على مئة ألف من أفراد قوات الأمن و30 ألف عامل في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجاج وتقديم الإسعافات الأولية.
وشاهدت رويترز مجموعة من خيام الحجاج الإيرانيين في عرفات حيث من المتوقع حضور 90 ألف حاج إيراني هذا العام بعدما قاطعت طهران الحج العام الماضي.
وقال مسؤولون سعوديون إن أكثر من 1500 حاج قطري يؤدون المناسك هذا العام أيضا في أعقاب تكهنات بأن خلافاً بين قطر ودول خليجية أخرى أدى إلى عزل الدوحة قد يعرقلهم.
ومن المرجح أن تكون الصراعات في الشرق الأوسط بما فيها الحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومناطق أخرى من العالم حاضرة في أذهان الكثيرين برغم أن السلطات السعودية طالبت الحجاج بتنحية السياسة جانبا.
وحتى الآن لا تزال تأتي الحافلات من منى وتقل الحجاج الذين قضوا يوم الأربعاء في المشعر اقتداء بسنة النبي محمد. وأتى الآلاف من منى إلى عرفات سيراً على الأقدام أيضاً.
وعرض التلفزيون السعودي لقطات فجر الخميس لتغيير كسوة الكعبة المشرفة وهو تقليد سنوي يحدث في يوم عرفات كل عام.
ويشهد يوم الخميس أيضاً إلقاء خطبة في مسجد نمرة على حدود عرفات وقت الظهر. وبعد الخطبة يؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق