معارض

مجموعتان عربيتان شهيرتان تتصدَّران مزاد كريستيز في دبي

أعلنت كريستيز، دار المزادات العالمية العريقة التي نظَّمت خمسة عشر موسماً من المزادات العلنية في منطقة الشرق الأوسط منذ العام 2006، إن موسم مزاداتها السادس عشر الذي سينظم في دبي يوم الأربعاء 19 آذار (مارس) يتمحور حول مجموعتين شهيرتين وفارقتين من المقتنيات الفنية الشرق أوسطية، أولاهما «مجموعة فاروس» من أشهر الأعمال الفنية المصرية الحديثة حيث تتألف من خمسة وخمسين لوحة ومنحوتة، وثانيهما مقتنيات المعماري والتشكيلي العراقي معاذ الألوسي التي تضم أعمال نخبة من أشهر الرسامين العراقيين. فيما ينعقد مزاد الساعات الفخمة مساء يوم الخميس 20 آذار (مارس) ويتضمن 120 ساعة نخبوية تحمل البصمة الإبداعية لنخبة من أشهر دُور الساعات في العالم.

عن المزاد المرتقب، قالت هالة خيّاط، مديرة المزاد: «تزداد أهمية وقيمة مزاداتنا التي تتضمن مجموعة مقتنيات خاصة من الأعمال الفنية لأن المقتنيات الخاصة تبرز جانباً من شخصية صاحبها وخبرته واهتماماته، لذا يسرنا أن يتضمن مزادنا الوشيك مجموعتين شهيرتين من المقتنيات الخاصة عُهِد إلينا ببيعهما. وتتضمن المجموعتان المشاركتان أعمال نخبة من أشهر الرسامين والنحاتين المصريين والعراقيين ممَّن تركوا بصمة فارقة في حركة الفن الحديث بالمنطقة. وبإمكان الجمهور معاينة الأعمال المشاركة خلال المعرض المفتوح المقرر قُبيل المزاد، وتحديداً خلال الفترة بين 16 – 19 آذار (مارس)، أي في خضم الفعاليات الفنية والإبداعية العالمية التي تستضيفها دبي تحت مِظَلة احتفالية «أسبوع الفن».
 
«مجموعة فاروس»
تتصدَّر قائمة الأعمال الفنية المشاركة بمزاد الأ
عمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة المقرر يوم الأربعاء 19 اذار (مارس) «مجموعة فاروس» التي جمعها عدد من المُقتنين المصريين. فمنذ عام 2006 دأب هؤلاء على جَمْع أعمال نخبة من الرسامين والنحاتين المصريين ممَّن تركوا بصمة فارقة في مسيرة الفن الحديث والمعاصر من أمثال محمود سعيد (1964-1897)، محمود مختار (1934-1891)، عبدالهادي الجزار (1965-1925)، يوسف كامل (1971-1895)، عفت ناجي (1994-1905)، محمد ناجي (1888-1956)، إنجي حسن أفلاطون (1924-1989)، آدم حنين (وُلد 1929)، أدهم وانلي (1959-1908)، سيف وانلي (1979-1906). ويُذكر أن «مجموعة فاروس» عُرضت بالقاهرة عام 2009 خلال معرض عام ثم قرَّر مقتنوها بيعها بمزاد عام. ومن المتوقع أن تجمع اللوحات والمنحوتات التي يزيد عددها على الخمسين أكثر من مليون دولار أميركي حسب القيمة التقديرية الأولية.

 


 «حفر قناة السويس»
ومن أبرز الأعمال المشاركة في المزاد البروفة الأولية للوحة الضخمة المعروفة «حفر قناة السويس»، وكان المتحف البحري في الإسكندرية قد كلَّف عبدالهادي الجزار (1965-1925) بإنجاز اللوحة تكريماً لمئات الآلاف من العمال الذين شاركوا في حفر قناة السويس خلال الفترة بين 1869-1859. وتُعرض اللوحة النهائية في «متحف الفن المصري الحديث»، فيما تعود اللوحة الأولية بالألوان المائية (70 x 35 سم) إلى عام 1965 وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 100،000 – 150،000 دولار أميركي. ويظهر في اللوحة عمال مثقلون بالصخور المستخرجة أثناء أعمال حفر قناة السويس.

 


  «هاجر»
وإلى جانب لوحة الجزار، تتضمن «مجموعة فاروس» لوحة «هاجر» لمحمود سعيد (1964-1897)، أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية، وتُظهر اللوحة الخادمة «هاجر» وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 150،000 – 200،000 دولار أميركي. ومن أعمال محمود سعيد الأخرى المشاركة لوحة بورتريه لحماته شريفة هانم راسم وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 150،000 – 200،000 دولار أميركي، وهناك لوحة «بيت في طلخا» التي تُظهر غروب الشمس، وتبلغ قيمتها التقديرية بين 40.000-60،000 دولار أميركي، ولوحة «ترعة المحمودية» وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية بين 60،000-80،000 دولار أميركي.

«نهضة مصر»
ولا تقتصر مجموعة «فاروس» على اللوحات، فهناك العديد من المنحوتات، منها منحوتتان برونزيتان لمحمود مختار (1934-1891)، أحد أشهر النحاتين المصريين على الإطلاق وصاحب تمثال «نهضة مصر». وكما هي السمة الغالبة على أعمال محمود مختار، ترصد المنحوتتان لقطات خاطفة من نهضة مصر في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، حيث تظهر منحوتة «الفلاحة» امرأة تجلب الماء، فيما تظهر منحوتة «السيدة» امرأة واقفة، وتتراوح القيمة التقديرية لكل منحوتة بين 60،000-80،000 دولار أميركي.
وهناك أيضاً المنحوتة الشهيرة لسيدة الغناء العربي «أم كلثوم» للنحات آدم حنين (1929)، أحد أشهر النحاتين العرب، وهي منحوتة من بين ثمانٍ تعود إلى عام 2008 (القيمة التقديرية الأولية: 100،000 – 150،000 دولار أميركي). وتشارك بالمزاد أيضاً منحوتة أخرى لحنين تعود إلى عام 1957 وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 80،000 – 120،000 دولار أميركي.

المقتنيات الخاصة للمعماري والتشكيلي العراقي معاذ الألوسي
بدأ المعماري والتشكيلي العراقي معاذ الألوسي شراء الأعمال الفنية من مبدعيها في ستينيات القرن العشرين وتُعَدُّ مقتنياته من المقتنيات الفريدة التي تجسّد الحركة الفنية العراقية الحديثة بأطيافها المختلفة. وُلد الألوسي في بغداد في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين وأظهر منذ الصغر شغفاً بالهندسة المعمارية في أنحاء مدينته. درس العمارة في تركيا قبل أن ينتقل لنيل درجة جامعية ثانية من لندن، ثم أسَّس شركة دولية تحمل اسمه تدير مكاتب في عدد من مدن العالم. من أشهر المباني التي تحمل بصمته الإبداعية البنك المركزي في صلالة في سلطنة عُمان، والبنك العربي، وسفارة الإمارات، وسفارة قطر، والمركز الثقافي في صلالة وجميعها في سلطنة عُمان، ومن بينها أيضاً السفارة الكويتية في البحرين. وفي عام 1984نشر كتاباً مرجعياً مهماً بعنوان «يوميات بصرية لمعمار عربي».
ووراء كل لوحة من مقتنياته الشخصية قصة صداقة مع مبدعها، ولم يكن الألوسي صديقاً لمبدعيها فحسب، بل داعم لهم خلال مرحلة مبكرة من رحلتهم الإبداعية. وفي عام 1988 شيَّد الألوسي في أحد أحياء العاصمة العراقية «البيت المكعَّب» المُطلّ على نهر دجلة الذي بات صالوناً فكرياً فنياً يستقطب المفكرين والمبدعين. ولكن سرعان ما رحل الألوسي عن بيته المكعب إلى ليماسول بقبرص بسبب مستجدات الأحداث في العراق.
وأهم لوحة ضمن مجموعة مقتنيات معاذ الألوسي لوحة «تأملات» لشاكر حسن آل سعيد (2004-1925)، وتعود اللوحة إلى عام 1984 وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 100،00 – 150،000 دولار أميركي. ويُعَدُّ شاكر حسن آل سعيد أحد رواد الحركة التشكيلية العراقية، والعربية عامة، وأسهم عام 1951 بتأسيس «جماعة بغداد للفن الحديث» إلى جانب فؤاد سليم. وتُظهر اللوحة إيحاء تجريدياً لجدار صُلب مزيَّن بالغرافيتي وبدَفْق من الألوان، وتشير اللوحة بطريقة مؤثرة للدمار الذي ألحقته الحرب بوطنه، وهي القضية التي جسَّدها شاكر حسن آل سعيد في العديد من أعماله.
ومن الأعمال اللافتة أيضاً لوحة غير معنونة للفنان التشكيلي العراقي إسماعيل فتاح (2004-1934) الذي ربطته صداقة وثيقة بمعاذ الألوسي. وزيَّنت هذه اللوحة أحد جدران «البيت المكعَّب» حسب صورة التُقطت للبيت المكعب في السنة ذاتها التي رُسمت فيها اللوحة، قبل أن تنتقل مع معاذ الألوسي إلى منزله في ليماسول بقبرص حسب صورة لاحقة.وُلد إسماعيل فتاح الترك بمدينة البصرة، غير أنه انتقل إلى بغداد للدراسة، وهناك التقى وتأثر بمعاصريه من أمثال شاكر حسن آل سعيد وكاظم حيدر وفائق حسن وجواد سليم. وسافر إلى روما للعمل هناك، غير أنه عاد إلى بغداد للعمل كأستاذ لمادة الفن في المعهد الذي درس فيه. وتحمل لوحة البورتريه بخطوطها الأفقية الصارخة إهداء من إسماعيل فتاح إلى صديقه معاذ الألوسي وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 50،00 – 60،000 دولار أميركي.
كذلك تتضمَّن مقتنيات معاذ الألوسي أعمال عدد آخر من الفنانين العراقيين من أمثال ضياء العزاوي وكاظم حيدر ومحمد مهرالدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق