أبرز الأخبارسياسة عربية

ماكرون: قمع الفلسطينيين لن يحل صراع الشرق الأوسط والبديل حل الدولتين

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء إن قمع الفلسطينيين وطرح مبادرات أحادية لن يحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، منتقدا بذلك سياسة نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وقال ماكرون «ما الذي يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين؟ ليست المبادرات الأحادية ولا قمع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في السلام المشروع».
«لا يوجد بديل معقول للحل القائم على وجود دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع القدس عاصمة لهما».
وتزايدت الشكوك بشأن ما إذا كان بوسع إدارة ترامب ضمان التوصل لما وصفه «بالاتفاق النهائي» منذ كانون الأول (ديسمبر) عندما تراجع الرئيس الأميركي عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية إلى هناك.
وأثارت خطوة ترامب غضب الفلسطينيين الذين قاطعوا منذ ذلك الوقت جهود واشنطن لإحلال السلام والتي قادها جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه.
وقالت إدارة ترامب إنها ستدعم حل الدولتين إذا قبله الطرفان.
وقطعت الولايات المتحدة أيضاً المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وأمرت بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن مما زاد من غضب الزعماء الفلسطينيين.
وقال ماكرون إن باريس تربطها علاقة صداقة وطيدة بإسرائيل ولكنه دعاها إلى التخلي عن السياسات التي تقوض احتمال التوصل لاتفاق سلام. وأضاف «مواصلة هذا الطريق سيكون خطأ».
وقال مصدر رئاسي فرنسي إن ماكرون قال لترامب خلال محادثات جرت بينهما يوم الاثنين إن سياسته بوضع كل الضغوط على الفلسطينيين ليست مقبولة ولابد من إيجاد حل.
وأضاف المصدر أن ترامب قال إنه يوافق على ضرورة إحراز تقدم وإنه سيعمل بسرعة.
وكرر الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن تصريحات ماكرون.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الملك عبدالله قوله في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «لا توجد اتفاقية تبرم بشكل أحادي. إن إنجاز أي اتفاق يتطلب وجود طرفين؛ ومساعدتهما على التوصل إلى هذا الاتفاق، والعمل معاً لبناء مستقبل جديد هي مَهمة تستحق الدعم المستمر من عالمنا بأسره».

انهاء الانقسامات حول ليبيا
كذلك دعا الرئيس الفرنسي المجتمع الدولي إلى إنهاء انقساماته حول ليبيا إذا ما أراد إخراج هذا البلد من أزمته، في رسالة موجّهة بشكل خاص إلى إيطاليا.
وقال ماكرون من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة «لن نمنح الليبيين سبل الخروج من الأزمة إذا ما استمرينا في انقسامنا، إذا ما أصبحت ليبيا، كما هي في كثير من الأحيان، ميداناً تتواجه فيه التأثيرات الأجنبية».
وإيطاليا، التي تربطها علاقات تاريخية بليبيا، تأخذ على فرنسا رغبتها بالتفرّد في معالجة الأزمة الليبية من خلال الدفع باتجاه تنظيم انتخابات في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، في خطة تلقى أيضا تحفظاً من جانب الولايات المتحدة.
وقد اتهم وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، زعيم اليمين المتطرف والرجل القوي في الحكومة الإيطالية، فرنسا بأنّها «تعرّض كل شمال إفريقيا، وبالتالي أوروبا، للخطر» بسبب «دوافع اقتصادية قومية» في ليبيا.
ولكن ماكرون جدّد من على منبر الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا بموجب الاتفاق الذي أبرمه في باريس هذا العام أطراف النزاع في هذا البلد.
وقال الرئيس الفرنسي إنّه «في باريس، تعهّد الليبيون أن ينظّموا سريعاً انتخابات تعيد توحيد مؤسسات الدولة»، من دون أن يذكر تاريخ 10 كانون الأول (ديسمبر) الذي تريده فرنسا موعداً لإجراء هذه الانتخابات.
وأضاف ماكرون «يجب أن تتمّ هذه الالتزامات تحت رعاية الأمم المتحدة وبتعاون وثيق مع الاتحاد الأفريقي».
وحذّر الرئيس الفرنسي من أن «الوضع الراهن يسمح للميليشيات وللمهرّبين بتعزيز اوضاعهم وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها».
وكانت فرنسا دعت الاثنين المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى ما يمكن من الضغوط، مع فرض عقوبات، ضد أولئك الذين يمارسون العنف في ليبيا.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق