متفرقاتمدن

ريو دي جانيرو… ركود مطبق بعد ترف اولمبي!

بعد عام من اطلاق الالعاب النارية وترف اولمبياد 2016، تعيش مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على وقع اطلاق النار ودوريات الجيش المنتشر في احيائها لمواجهة تصاعد عنف عمقَه ركود اقتصادي مطبق.

وتشكل الشكوك حول استخدام المنشآت الاولمبية مصدر هموم نحو 6،5 ملايين مواطن في «المدينة الرائعة» الذين اصبحت بالنسبة اليهم الروح الاحتفالية للالعاب ونجاحها الباهر، مجرد ذكرى من الماضي.
حرب بين عصابات تجار المخدرات، واطفال قتلى بالرصاص الطائش خلال مداهمات تقوم بها الشرطة في الفافيلا (احياء الصفيح الفقيرة)، وتصاعد السطو بقوة السلاح، كل هذا جعل الشعور بانعدام الامن سائداً في كل مكان وعلى الدوام.
وفي الاسابيع الاخيرة، قطع الطريق المؤدي الى المطار الدولي مرات عدة بسبب تبادل اطلاق نار كثيف ارعب السائقين، مشهد لم يكن واردا قبل عام في آب (اغسطس) 2016 عندما تم تعزيز الاجهزة الامنية لحماية الالعاب.
واكد مسؤول الامور الاستراتيجية للاجهزة الامنية في ولاية ريو دي جانيرو روبرتو الزير «حصلنا على مساندة 50 الف رجل ودعم مالي كبير من الحكومة الفدرالية. لكن هذه التعزيزات ذهبت بعد الالعاب واصبحت لدينا مشاكل في دفع اجور رجال الشرطة».
وردت الحكومة الفدرالية الاسبوع الماضي بتعبئة قوة قوامها 10 الاف رجل بينهم 8500 عسكري اخذوا بالانتشار في احياء المدينة.  واوضح وزير الدفاع راوول جونغمان «نعيد صيغة الالعاب الاولمبية التي عملت بشكل جيد».

لا رؤية للمدى البعيد
والعنف مرتبط تماماً بالازمة الاقتصادية التي بدأت قبل عامين اي قبل الالعاب الاولمبية. وكانت ولاية ريو دي جانيرو على شفير الافلاس ويتم دفع اجور الموظفين بشكل متأخر دائماً، حتى ان البعض كانوا يعيشون على السلل الغذائية.
ولم يحصل الشرطيون على الشهر الثالث عشر عن العام 2016، ولا تستطيع الحكومة دفع تعويضات الساعات الاضافية التي كانت تساعد على زيادة عدد الدوريات بشكل كبير.
ويختصر الزير الوضع الحالي بالقول «اليوم التحدي الكبير بالنسبة الينا يكمن في تقنين جهودنا من اجل ان نقوم بالافضل بأقل الوسائل».
لكن المشكلات المالية لا يمكن ان تكون وحدها وراء موجة تصاعد العنف.
ويشير العديد من الاختصاصيين الى استراتيجية احتلال الفافيلا من قبل السلطات لانتشال المواطنين من سطوة تجار المخدرات ووضع على مقربة منهم وحدات من شرطة حفظ السلام.
واعتبرت منسقة مركز البحوث للامن والمواطنة في جامعة كانديدو منديش، جوليتا ليمغروبر «اننا ندفع اليوم ثمن فشل مشروع وحدات شرطة حفظ السلام».
واضافت «السلطات وضعت عام 2008 مشروعاً يهدف بوضوح الى تعزيز الامن خلال مونديال 2014 لكرة القدم واولمبياد 2016، لكنهم قاموا بذلك على مضض، دون رؤية للمدى البعيد».
واعترف الزير بأن «وحدات شرطة حفظ السلام لم تعمل بسبب ذهابها الى الاحياء الفقيرة (الفافيلا) دون سواها. وكثير من هذه الوحدات لم تستفد من مشاريع اجتماعية او عمرانية تكلف الكثير، معقدة جدا ويصعب تطبيقها».

السياحة في انتكاسة
وبعيداً عن مشاكل العنف، يعاني السكان ايضا من نسبة بطالة مرتفعة جداً، ويعمل بعض الكوادر السابقين كسائقين لتأمين لقمة العيش، فيما يرتفع عدد الذين بدون مأوى بلمح البصر.
وطاولت الازمة حتى الرياضيين رفيعي المستوى: العديد من اصحاب الميداليات الاولمبية في ريو وجدوا انفسهم من دون رعاة.
وبعد ان بقيت مهجورة لفترة طويلة، بدأ بعض منشآت الحديقة الاولمبية بفتح ابوابها امام تدريبات قليلة او احداث متقطعة، برغم وجود شكوك عديدة حول استخدامها.
وفتح مضمار سباق الدراجات في ايار (مايو)، لكنه تعرض في عطلة نهاية الاسبوع الماضي لحريق ناجم عن الفوانيس فاصيب بأضرار وتهدم جزء من السقف.
واكد مدير الاتصالات في اللجنة البرازيلية المنظمة لاولمبياد 2016 ماريو اندرادا «نجحنا في تنظيم العاب اولمبية كبيرة رغم الازمة، لكن الارث لم يكن ناجحاً. سيأخذ وقتاً طويلاً جداً كي يوضع موضع التنفيذ».
ويستفيد السكان من توسع شبكة النقل وتنشيط المنطقة البحرية في ريو، لكن الازمة والعنف الحقا ضرراً مباشراً بالسياحة.
وحسب الاتحاد الوطني للتجارة، تم انشاء خمسة الاف وظيفة في قطاع السياحة، لكن تسعة الاف شخص سرحوا من عملهم بين كانون الثاني (يناير) وايار (مايو) 2017.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق