سياسة لبنانية

غادر مسلحو النصرة وتحررت منهم جرود عرسال

غادرت حافلات تقل مسلحين ولاجئين سوريين منطقة حدودية لبنانية يوم الأربعاء متجهة إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بعدما هزمت جماعة حزب الله جبهة النصرة في آخر معقل لها على الحدود. وهكذا اصبحت الجرود خالية من وجود مسلحي النصرة.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن نحو سبعة آلاف سوري بينهم ألف مسلح وأسرهم ولاجئون سيغادرون بلدة عرسال الحدودية اللبنانية والمنطقة الحدودية المحيطة بها إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بموجب الاتفاق.
ويماثل ذلك اتفاقات أخرى أبرمت في سوريا ونقلت بموجبها دمشق مقاتلين ومدنيين إلى محافظة إدلب ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة. وساعدت عمليات الإجلاء هذه الرئيس بشار الأسد على استعادة العديد من معاقل المتشددين على مدى عام مضى. وتنتقد المعارضة مثل تلك العمليات وتصفها بأنها ترقى إلى حد النقل القسري للسكان الذين ينظر إليهم على أنهم متعاطفون مع المعارضة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بعد أيام من شن حزب الله والجيش السوري حملة لطرد مقاتلي جبهة النصرة وغيرهم من المقاتلين الإسلاميين من آخر معقل لهم على الحدود السورية اللبنانية.
وألقت عملية جرود عرسال الضوء على الدور المهم الذي لعبه حزب الله في قتال المتشددين على امتداد الحدود خلال الحرب الدائرة منذ ست سنوات بإرساله آلاف المقاتلين لدعم حكومة الأسد.
وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن 113 حافلة بدأت مغادرة عرسال متجهة إلى فليطة على الجانب السوري.
وأضاف أن 26 حافلة على الأقل غادرت مخيمات للاجئين في منطقة جرود عرسال القريبة في وقت سابق وعبرت إلى وادي حميد باتجاه الشمال الشرقي في طريقها إلى الحدود السورية قبل أن تواصل رحلتها إلى إدلب.
ولم تتمكن منظمات الإغاثة ذات القدرة المحدودة على الوصول إلى عرسال من تحديد المناطق التي ينحدر منها كثير من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المنطقة.
وقال شخصان كانا يقيمان في عرسال إن أغلب اللاجئين كانوا قد فروا في الأصل إليها عندما سيطر الجيش السوري بدعم من حزب الله على بلداتهم عبر الحدود خلال معارك عنيفة قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأضافا أنهم سيتجهون إلى إدلب حيث يشعر كثير من اللاجئين أن البقاء في مخيمات عرسال لم يعد آمناً بعدما وسع حزب الله نفوذه في المنطقة في حين أن العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة سيعني أيضاً المجازفة بتجنيدهم في الجيش.
وقال أبو يحيي القلموني الذي كان على اتصال بعدد من اللاجئين «الكثيرون أرادوا الذهاب إلى مخيم لا يسيطر عليه حزب الله وليس حباً في إدلب».
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان إنها لم تشارك في الاتفاق وأكدت أن «عودة اللاجئين ينبغي أن تكون خالية من الضغوط غير المبررة».
وأضافت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ليست في وضع يمكنها من التحقق من نطاق عودة اللاجئين، وهم مدنيون حسب التعريف، في هذه الحركة».
ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح ثمانية مقاتلين من حزب الله محتجزين لدى جبهة النصرة في مقابل الإفراج عن أفراد محتجزين في لبنان.
وتم إطلاق سراح ثلاثة من مقاتلي حزب الله مساء الثلاثاء ومن المتوقع إطلاق سراح الباقين بمجرد وصول القافلة الأولى لمقصدها في سوريا.
وانتزع حزب الله السيطرة على أغلب منطقة جرود عرسال الجبلية من المتشددين الأسبوع الماضي.
وكانت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا حتى انفصلت عنه وغيرت اسمها العام الماضي وتقود الآن تحالف باسم هيئة تحرير الشام.
ولم يشارك الجيش اللبناني في العملية باستثناء إقامة مواقع دفاعية حول عرسال.
ومن المتوقع أن تتركز المرحلة الثانية من الحملة على جيب قريب يقع حالياً تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وتقول وسائل إعلام محلية إن من المرجح أن ينفذ الجيش اللبناني هذه المرحلة.
وانتقد ساسة لبنانيون معارضون لحزب الله دوره في الصراع الدائر في سوريا ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق