دولياتعالم

واشنطن نحو اعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة مع سيول

اعلنت الولايات المتحدة رسمياW انها تنوي اعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية، ضمن سعي ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى اعادة صياغة نظام تجاري يصب في مصلحة واشنطن.

وكان ترامب هاجم بشدة خلال حملته الانتخابية الاتفاقيات التجارية محملاً اياها مسؤولية خسارة الوظائف الاميركية خلال سعيه لنيل دعم ناخبي الطبقة العاملة، فيما يقول مؤيدو هذه الاتفاقيات ان ازالة العوائق امام قطاع الاعمال يؤدي الى زيادة الازدهار. فمنذ وصوله الى السلطة سحب ترامب بلاده من معاهدة التبادل عبر المحيط الهادئ التي كان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وقعها مع 11 دولة في منطقة آسيا-المحيط الهادىء من اجل انشاء اكبر اتفاقية تجارية، والتي تم توقيعها في شباط (فبراير) 2016 دون ان تدخل حيز التنفيذ.
ومن المتوقع ان تبدأ في اب (اغسطس) المحادثات حول مسألة إعادة التفاوض باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، مع كندا والمكسيك، بعد ان تراجع ترامب عن تهديده بخروج احادي من الاتفاقية التي عززت القطاع الصناعي كما عززت الترابط بين قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة في المنطقة.
ودخل اتفاق التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية المعروف بـ «كوروس» حيز التنفيذ في اذار (مارس) 2012، وتقول واشنطن انه منذ ذلك الحين تضاعف العجز التجاري الاميركي مع سيول من 13,2 مليار دولار في 2011 الى 27،6 مليار دولار في 2016.
وبحسب سيول فان فائضها التجاري مع الولايات المتحدة بلغ 23،32 مليار دولار في 2016.
ويقول ممثل الولايات المتحدة الخاص للتجارة الخارجية روبرت لايتايزر في بيان انه دعا الى اجتماع للجنة مشتركة لبحث «كوروس» و من اجل «بدء عملية التفاوض لازالة العوائق امام التجارة الاميركية وبحث اجراء تعديلات على الاتفاق».
وكان ترامب وصف «كوروس» بانه اتفاق «مروع» بالنسبة للولايات المتحدة، وفي رسالة وجهها الى وزير التجارة الكوري الجنوبي، قال لايتايزر إن «هناك صعوبات تواجه دخول الصادرات الاميركية الى كوريا الجنوبية»، وان واشنطن ترغب في التوصل الى «علاقات تجارية اكثر توازناً».
وفي بيان لوزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية ردت سيول على الطلب الاميركي بالقول ان الاتفاق لا يمكن تعديله الا برضى الطرفين.
وجاء في بيان الوزارة «بموجب اتفاقية التبادل التجاري الحر لسنا مجبرين على التجاوب مع الاقتراح الاميركي بتعديل الاتفاقية».
واورد البيان انه يجب «اولاً دراسة وتحليل و تقييم اثر اتفاقية التبادل التجاري الحر (كوروس) وتحديد ما اذا كان يجب تحميلها مسؤولية اختلال التوازن التجاري».

علاقات شديدة التشابك
والتجارة ليست سوى احد جوانب العلاقات الشائكة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة المنضويتين في تحالف امني.
وينتشر اكثر من 28 الف جندي اميركي في كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها الشمالية التي تمتلك السلاح النووي، والتي اجرت الاسبوع الماضي لاول مرة اختبار اطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على الوصول الى الاسكا.
ويسعى الرئيس الاميركي الى تشديد للعقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على كوريا الشمالية، التي تقع سيول ضمن مدى قدراتها الصاروخية، وتقول واشنطن انها تبقي خياراتها العسكرية مطروحة.
كذلك هاجم ترامب طوكيو على خلفية الاتفاق التجاري الموقع معها.
وتبذل اليابان واستراليا ونيوزيلندا جهوداً مع الدول الـ 11 التي لا تزال منضوية في الاتفاقية من اجل انعاشها، مقتنعين بانها ستسيطر على التجارة الخارجية الحرة وتعزز حقوق العمال والحماية البيئة.
وكانت اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادىء» التي تضم 12 دولة تشكل 40% من الاقتصاد العالمي، قبل ان ينسحب منها ترامب في كانون الثاني (يناير) الماضي تنفيذاً لوعد انتخابي بانقاذ الوظائف الاميركية التي يقول انها انتقلت الى ما وراء البحار.
وفي بيان له حول «كوروس» قال لايتايزر إن «الرئيس ترامب مستمر في الحفاظ على وعوده بخفض العجز التجاري الاميركي واعادة التفاوض من اجل التوصل الى اتفاقيات تجارة افضل للعمال الاميركيين والمزارعين ورجال الاعمال».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق