دولياتعالم

ايران: جولة ناجحة من مفاوضات «النووي»، واتفاق نهائي منتظر 20 تموز

وسط كم من الرسائل التي تراوح ما بين الاطراء والنقد السطحي البسيط، اختتمت في فيينا قبل ايام جولة جديدة من المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة «5 + 1». وهي جولة جاءت تنفيذاً لاستحقاق برامجي قوامه مجموعة من اللقاءات التي تصب ضمن اطار خطة تنتهي بالتوقيع على اتفاق دائم ونهائي يضع حداً لخلافات كادت ان تؤدي الى حرب عالمية جديدة، والى تهديد للمنطقة ككل.

اشاد مسؤولون ايرانيون باجواء اللقاء الذي اختتم في العشرين من آذار (مارس) الجاري، وفي المقابل وجه مسؤولون امميون شهادة «حسن سلوك» بحق الايرانيين اكدوا خلالها ان الامور تسير بشكل اعتيادي، وطبيعي.
في التفاصيل، وفي مجال الحديث عن جولة المفاوضات النووية الاخيرة، تحدث كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي في تصريحات صحافية ادلى بها عن المواضيع التي ادرجت على جدول اعمال المفاوضات النووية الجارية بين إيران و«5+1» قائلاً إن المفاوضات تناولت الحظر وعمليات التخصيب ومنشأة اراك النووية والتعاون الدولي في موضوع التكنولوجيا النووية السلمية.
ووصف الاجتماع بأنه كان مطولاً ومركزاً، موضحاً أنه تناول المواضيع الثلاثة السابقة، وموضوع آخر – لم يكشف عن تفاصيله -. وكشف عراقجي النقاب عن ان المحادثات تأخذ طابع النقاش، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين لافتاً الى انه لم يتم بلوغ الحالة التفاوضية في الاطار الفني حول التوصل الى نتائج مشتركة. وختم المسؤول الإيراني قائلاً إن المساعي تبذل للتوصل الى فهم مشترك حول الموضوع المطروح للتباحث، ومن ثم التوصل الى نص مشترك بين طرفي المفاوضات.

 اشادة
من جهتها، اشادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الشهري، بتعاون الجانب الايراني، وقالت الوكالة ان ايران تواصل احترام تجميد بعض انشطتها النووية عملا بالاتفاق المبرم مع القوى الكبرى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013.                                       واوضحت الوكالة الذرية في تقريرها ان ايران لم تقم بتخصيب يورانيوم بنسبة 20 بالمئة طيلة الشهرين الماضيين، وواصلت تخفيف او تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة، ولم تحقق اي تقدم في محطتي التخصيب في نطنز وفوردو او في مفاعل اراك للمياه الثقيلة.
واضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية «سمحت ايضاً بالوصول اليومي الى منشآت التخصيب في نطنز وفوردو».
وفي 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ابرمت ايران مع مجموعة «5+1» خطة عمل لستة اشهر تنص على تجميد بعض الانشطة النووية الحساسة مقابل رفع جزئي لعقوبات تلقي بثقلها على الاقتصاد الايراني.واجتمع مفاوضو الطرفين في فيينا الثلاثاء والاربعاء في جولة ثانية من المفاوضات بهدف تحويل خطة العمل هذه – بحلول 20 تموز (يوليو) على اقرب تقدير – الى اتفاق شامل يضمن بوضوح الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي.
وتحدثت الاطراف عن محادثات «مفيدة» وتوقعت التوصل الى اتفاق نهائي. ويتوقع اجراء مفاوضات جديدة في العاصمة النمساوية من 7 الى 9 نيسان (ابريل).

الجولة المقبلة
في السياق عينه، قال عراقجي إن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية مع القوى الكبرى ستعقد في الفترة ما بين 7 و 9 نيسان (ابريل) المقبل مرجحاً استضافة فيينا لها. وبالتزامن تناقلت وكالات صحافة روسية عن مصدر دبلوماسي قريب من المفاوضات النووية قوله إن التوقيع على اتفاقية شاملة بين إيران و«5+1» سيتم بحدود 20  تموز (يوليو)، وانه يشكل امراً واقعياً تماماً.
وأضاف المصدر أن هذا الامر بالامكان التنبؤ به تماماً بالنظر الى مسار الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين الطرفين، في الاشارة الى الاجواء الايجابية والثقة والاحترام المتبادل خلال الجولة الثانية من المفاوضات.
واشار الى الجو السائد في المفاوضات، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي توتر جاد بين الجانبين وان سوء الفهم الذي حصل بين المسؤولين الإيرانيين وكاثرين آشتون حول لقاءاتها اثناء زيارتها الاخيرة لإيران تم تجاوزه وساد الاحترام المتبادل والثقة خلال المفاوضات الاخيرة.
الى ذلك، دعا مرشد الجمهورية الاسلامية الاعلى اية الله علي خامنئي البلاد الجمعة الى ابداء مقاومة اكبر لمواجهة العقوبات الغربية دون انتظار ان يتم رفعها. وقال خامنئي في خطاب امام الاف المصلين في مدينة مشهد بمناسبة عيد النوروز  – رأس السنة الايرانية – «على الامة ان تكون اكثر قوة. واذا لم يكن الشعب قوياً، فان القوى الغربية التي تبتز الدول الاخرى ستفرض عليه آراءها».
وفي الوقت نفسه، أنّب خامنئي، حكومة الرئيس حسن روحاني، معتبراً أنها لم تحقّق «ملحمة اقتصادية» كان دعا إلى إنجازها. لكن روحاني رأى أن حكومته اتخذت خطوات كبرى، مرجّحاً أن تكون السنة الإيرانية «عام ازدهار اقتصادي».
وهنّأ خامنئي الإيرانيين بالسنة الجديدة، مطلقاً عليها تسمية «الاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وإدارة جهادية».

نموذج مقلد
في سياق آخر، اعلن مسؤولون اميركيون ان ايران تبني حالياً نموذجاً مقلداً عن حاملة طائرات اميركية. واوضح ثلاثة مسؤولين في الادارة الاميركية ان طهران لا تخفي عملية البناء «الغريبة» هذه قرب بندر عباس على الخليج. واضافوا ان صوراً التقطت بواسطة الاقمار الصناعية تظهر السفينة وهي تأخذ شكلها رويداً رويداً وهي تشبه حاملة طائرات من طراز نيميتز.
واوضح مسؤول في وزارة الدفاع رافضاً الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «لقد بنوا هذه السفينة التي وضعوا فوقها خشباً لجعلها تشبه يو اس اس نيميتز». واضاف «نعتقد انهم سيحاولون القيام بدعاية انطلاقاً من ذلك».
وشدد المسؤولون مع ذلك على ان هذا النموذج ليس حاملة طائرات في حالة عمل ولا يحتوي على نظام دفع نووي. انها اساساً عبارة كبيرة مجهزة لتشبه حاملة طائرات.
وقال المصدر نفسه ان طهران لجأت في ما مضى الى بناء سفن لتدريباتها العسكرية ونشرت لاحقاً عبر شاشات التلفزة مشاهد لسفن تغرق اثر تعرضها لصواريخ.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن هذا المشروع الجديد للايرانيين في البداية، نقلاً عن مسؤولين اميركيين كانوا يتكهنون ان طهران يمكنها تفجير حاملة الطائرات المزيفة من اجل كاميرات التلفزيون بهدف الدعاية العسكرية.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق