رئيسي

هكذا يجند «داعش» الأطفال في «مدرسة الجهاد»!

على عكس باقي المدارس في مختلف دول العالم، يجبر الأطفال في المناطق التي يحتلها تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف وتحديداً في العراق وسوريا، على الدراسة وفقاً لمنهاج فريد من نوعه، ولغاية أبعد من أن تكون من الأمور التي يفهمونها أو يتوقون إليها، حيث يتم إجبارهم على رؤية مشاهد قطع الرؤوس وتعذيب الأسرى، إلى جانب خضوعهم إلى تدريبات قاسية على استخدام الأسلحة، كل هذا جزء من دروس يومية في التطرف والعنف.

أوردت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن وسائل الإعلام والدعاية التي أنشأها تنظيم «الدولة الإسلامية» تبث فيديوهات تظهر الحياة في ما اصطلح على تسميته «مدرسة الجهاد» وهناك يتم تلقين أطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات طريقة إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية «آي كاي 47» الروسية (الكلاشنكوف) كما يتم تهيئتهم لخوض أهوال الحروب والمعارك، كل هذا تحت غطاء علمي وتحت ستار «المدارس».
ويظهر في أحد أجزاء سلسلة أنتجتها «مؤسسة الفرقان» وهي الذراع الدعائي لتنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، أطفال صغار في مقاطع فيديووهو ما وصفه خبراء بمحاولة إظهار «المدينة الفاضلة» في عالم «الدولة الإسلامية».
وهذه الممارسات كان أدرجها مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة كجرائم حرب، حيث أن هذا التنظيم الجهادي الذي استولى على مناطق شاسعة في العراق وسوريا يقوم رسمياً بتجنيد أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاماً للقتال في صفوفه.

أشبال الدولة الإسلامية

وفي احد مقاطع الفيديو والتي جاءت تحت عنوان «أشبال الدولة الإسلامية» وهو الاسم الذي بات التنظيم يعتمده رسمياً بعد أن كان يعرف بـ «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو اختصاراً «داعش» يظهر هؤلاء الأطفال أو كما يطلق عليهم التنظيم اسم الأشبال وهم يتحدثون باللغة العربية عن إيمانهم ورعاية التنظيم لهم.
كما يظهر الأطفال مع أحد عناصر التنظيم مجهول الهوية والذي يشار إليه في هذه السلسلة الدعائية على اعتبار أنه معلم، وهو يلقنهم مبادىء وتعاليم الإسلام في ما يبدو أنه درس في الدين.
وسجلت أيضاً في هذه الفيديوهات مقابلات أجريت مع أطفال من هذه «المدرسة» وهم ينشدون ويتكلمون بينما يظهر في الإطار عينه فوهات البنادق الآلية «آي كاي 47» الروسية جرى إطلاق النار منها لحظات قبيل التصوير.
في فيديو آخر هو جزء مما أطلقت عليه الآلة الدعائية لتنظيم «الدولة الإسلامية» «رسائل من أرض المعارك الأخيرة» وهي على ما يبدو مقاطع تظهر تخرج هؤلاء «الأشبال» يصطف أطفال قبيل تخرجهم وهم يستمعون إلى كلمة بالمناسبة بينما يشاهدهم عدد من الراشدين يرجح أنهم من ذويهم.
ويتم إنتاج مثل هذه المقاطع كذلك من قبل مؤسسة «الاعتصام ميديا» وهي جناح دعائي آخر تابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يركز على هذا النوع من الأنشطة الاجتماعية في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم لأغراض دعائية وتحريضية.
إلى ذلك، تشير معلومات الأمم المتحدة إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أشرك فعلاً أطفالاً في معارك وحتى في تفجيرات انتحارية، ما يؤكد بالمحصلة أن هذا التنظيم المتطرف قد أنشأ مخيمات لتجنيد أطفال للقتال تحت ستار مدارس وتحت غطاء التعليم في ما يسوق له أنه إقامة للمدينة الفاضلة!
أشرطة الفيديو هذه هي في الواقع أدلة جديدة إضافية تؤكد تورط تنظيم «الدولة الإسلامية» في عمليات غسيل للدماغ وتعريض أطفال للخطر في مناطق النزاع بسوريا والعراق.

أ ف ب


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق