أبرز الأخبارسياسة عربية

الدولة الإسلامية تستهدف الفارين والضربات الجوية تقتل المدنيين في الرقة

قال شهود إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة يتظاهرون أنهم مدنيون لمحاولة تجنب الضربات الجوية المكثفة ويطلقون النار على أي شخص يحاول الهرب للفرار من معقلهم في سوريا مع تضييق التحالف الخناق عليه.
كما قال الأشخاص الذين وصلوا يوم الأربعاء إلى مخيم للنازحين في قرية عين عيسى شمالي المدينة إن الضربات الجوية التي تدعم هجوما تشنه قوات تساندها الولايات المتحدة أحدثت دماراً واسع النطاق مع احتدام المعركة.
وذكر محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة أن الحملة الجوية أودت بحياة 300 مدني على الأقل في المدينة التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية في 2014 في خضم الحرب الأهلية السورية.
وأفاد الفارون بأن الضربات الجوية سوت بالأرض صفوفا من المباني السكنية على امتداد طريق رئيسي لكن كثيراً منها كان خالياً من السكان الذين فروا بالفعل من حكم الرعب الذي تمارسه الدولة الإسلامية ومن هجوم على المدينة بدأ الأسبوع الماضي.
وقال أبو حمود «ضربات التحالف دمرت مبنى من أربع طبقات. رأيت عشرة أشخاص محاصرين تحته. استخدموا الفوسفور».
وعبرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان يوم الأربعاء عن قلقها بشأن استخدام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسلحة مزودة بمادة الفوسفور الأبيض الحارق قائلة إن استخدامها في مناطق مأهولة تعرض المدنيين للخطر.
ويساند التحالف قوات سوريا الديمقراطية، وهي جماعة من فصائل كردية وعربية مسلحة تحركت على مدى أشهر لتطويق الرقة في شمال سوريا استعداداً للهجوم بغية استعادة المدينة.
وقال حسن كيرفو إن ضربة جوية أصابت المسجد الذي يعمل فيه بعد ساعات قليلة فقط من إغلاقه أثناء الليل وإن مسجدين آخرين استهدفا.
وأضاف «شاهدت جثث ثلاثة مراهقين فوق بعضها خارج مسجد النور. لا أعرف لماذا قصفوا هذه المناطق. على حد علمي لم يتبق هناك سوى ثلة من قناصة داعش (الدولة الإسلامية)».
ولحق قدر كبير من الدمار الذي خلفته الضربات الجوية بشارع سيف الدولة وهو من الشوارع الرئيسية في البلدة.
وقال كيرفو «عمي واثنان من أولاد عمي قتلوا. منزلهم دمر».
وقال أشخاص وصلوا إلى عين عيسى في الأيام القليلة الماضية إن الضغط على الدولة الإسلامية يؤثر بشدة على التنظيم المتشدد الذي بات على وشك فقد مدينة الموصل العراقية المركز الآخر لخلافته المزعومة.
وقال عبد الرزاق كريس وهو واقف قرب صف من الخيام البيضاء حيث كان الناس مصطفين للحصول على الطعام بدأوا استخدام مكبرات الصوت ليقولوا للناس: «لا تذهبوا للكفار. ابقوا مع الإسلام».
وأضاف «سكبوا البنزين على سيارات الذين حاولوا الفرار ثم أشعلوا عود ثقاب وأحرقوا العربات. شاهدتهم يسحبون الناس من سياراتهم ويطلقون عليهم الرصاص من بنادق كلاشنيكوف».
ويقدر التحالف أن ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية متحصنون في الرقة المقر الإداري للدولة الإسلامية التي أعلنت المسؤولية عن هجمات عدة على مدنيين في أنحاء العالم.
ويقول المدنيون الذين فروا إن مقاتلي الدولة الإسلامية يزرعون الألغام الأرضية في الشوارع وينصبون الشراك الخداعية في المنازل ويحفرون الأنفاق استعداداً للمعركة.
وقال ثائر إبراهيم «استولوا على منازل الناس وأحدثوا فتحات كبيرة في جدرانها كي يتسنى لهم التحرك بحرية أثناء القتال».
وذكر آخرون في المخيم إن المتشددين يخفون الأسلحة ويركبون السيارات مع المدنيين لتجنب الضربات الجوية.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة إن المدنيين معرضون لخطر شديد الآن. وأضاف «الضربات الجوية للتحالف اشتدت على أنحاء المدينة. ومع تسارع وتيرة العملية بشدة تتقطع السبل بالمدنيين في المدينة تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية القمعي بينما يواجهون خطراً داهماً إذا تحركوا بسبب الضربات الجوية المفرطة».
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن نحو عشرة آلاف مدني فروا إلى مخيم عين عيسى الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية على بعد 60 كيلومتراً تقريباً إلى الشمال من الرقة وإن مئات آخرين يصلون كل يوم.
وتدهورت الأوضاع بسبب حر الصيف القائظ. لكن أشخاصاً مثل محمد نحاف جازف بالفرار من الدولة الإسلامية ومن معركة للسيطرة على المدينة قد تستغرق أشهراً.
وقال «قطعوا جميع الطرق. كان علينا دفع 200 دولار للمهرب كي يمكننا من الهرب».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق