أبرز الأخبارسياسة عربية

الامم المتحدة: إعادة إعمار غزة يجب أن ترافقها «عملية سياسية حقيقية»

دعا مسؤولون في الأمم المتحدة الأحد إلى البدء بـ «عملية سياسية حقيقية» تهدف إلى ضمان إعادة إعمار قطاع غزة على المدى الطويل، محذرين من مزيد من الدمار بعد التصعيد بين إسرائيل والفصائل المسلحة في القطاع والذي استمر 11 يوماً.
وفي وقت تطلع فيه السلطات على حجم الأضرار وبينما شرع السكان بتفقد منازلهم ومتاجرهم، زار وفد أممي رفيع المستوى القطاع بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين دخل حيز التنفيذ فجر الجمعة.
وخاضت إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، أربع حروب في 2008 و2012 و2014.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني لوكالة فرانس برس إن إعادة إعمار غزة يجب أن يصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء.
وأكد لازاريني أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها «بيئة سياسية مختلفة».
وأضاف «نحن بحاجة إلى التركيز وبشكل جاد وحقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش»، لكنه رأى أن ذلك يجب «أن يكون مصحوباً بعملية سياسية حقيقية».
وفي لقائه مع صحافيين قال لازاريني إنه «محبط بحق».
وبحسب المفوض العام فإن «المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها».

«التقاط الأنفاس»

تسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصاً، بينهم 66 طفلاً ومقاتلون وإصابة 1900 شخص ذلك على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد الآلاف وإلحاق أضرار في مباني القطاع الفقير والمحاصر من قبل الدولة العبرية منذ نحو 15 عاماً.
على الجانب الإسرائيلي أكدت خدمة الطوارئ مقتل 12 شخصاً، بينهم طفل وشابة عربية-إسرائيلية وجندي إسرائيلي وشخص هندي وتايلانديان، في حين أصيب نحو 357 بجروح مختلفة.
ويعتبر عدد القتلى في قطاع غزة مثار جدل خصوصاً في ما يتعلق بعدد المدنيين مقارنة بالمقاتلين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن القصف الإسرائيلي قتل «أكثر من 200 إرهابي» في غزة.
وقالت لين هاستينغز من وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن القصف الشديد قد خلف أضراراً جسيمة على الصحة العقلية للسكان ناهيك عن الأضرار المادية.
وعن الحرب الأخيرة في العام 2014 قالت هاستينغز «في عام 2014 كان لدينا فترات راحة لأسباب إنسانية، تمكن الناس من الخروج والوصول إلى المتاجر وشعروا بالأمان مرة أخرى».
وأكدت للصحافيين «نتحدث عن حجم الصدمات التي تعرضوا لها هذه المرة وبدون توقف أو التقاط للأنفاس».
وأشارت هاستينغز «لم أسمع من الناس أنهم يسعون إلى الحصول على مياه، حتى من أولئك الـ800 ألف الذين ليس لديهم مياه نظيفة».
وأضافت «الناس يتحدثون عن التأثير على حياتهم العامة وكيف سيتعافون من كل هذا».
وبحسب مراسل فرانس برس، بدأت السلطات في قطاع غزة توزيع الخيام والأغطية. وقالت (أوتشا) إن ستة آلاف شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف.
وبعد أن أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الجمعة، دخلت قوافل شاحنات تحمل أدوية وأغذية ووقود وهي مواد أساسية يحتاج إليها أهالي القطاع.
وقال الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة إنه خصص 18،5 مليون دولار للجهود الإنسانية.
ولقي اتفاق وقف إطلاق النار ترحيباً دولياً ودعا مجلس الأمن الدولي السبت إلى «الالتزام الكامل» به.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة بالمساعدة في تنظيم جهود إعادة إعمار غزة وقال إن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو «الحل الوحيد» للنزاع.
وأضاف بايدن «ما زلنا بحاجة إلى حل الدولتين».
وتعثرت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ العام 2014 حتى تلك المتعلقة بالقضايا الرئيسية المتنازع عليها والمتعلقة بوضع القدس الشرقية المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

استمرار التوتر

اندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى الذي يعتبر ثالث الاماكن الدينية قداسة عند المسلمين، ما تسبب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
الأحد، نظمت مجموعة من اليهود بينهم مستوطنون جولات في باحات المسجد بعد انقطاع استمر نحو ثلاثة أسابيع منذ العشر الأواخر من شهر رمضان.
وبحسب مكتب العلاقات العامة التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس «اقتحم 253 مستوطناً المسجد».
وقال حاييم البويم (20 عاماً) إن الزيارة كانت «جيدة جداً» وأن «244 شخصاً» شاركوا في الجولات.
وأضاف لفرانس برس «هذا مركز أرض إسرائيل لشعب إسرائيل».
وأكد مكتب الأوقاف اعتقال ثلاثة من موظفيه من جانب الشرطة الإسرائيلية، في حين قالت الشرطة إنها اعتقلت شخصين.
من جهته، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من «العودة إلى مربع التصعيد والتوتر».
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية «استمرار اقتحام قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى».
ووقعت صدامات جديدة الجمعة بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967، اسفرت عن 21 إصابة على ما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق