رئيسيسياسة لبنانيةلبنانيات

مسيرة اسرائيلية تجاوزت كل الحدود واغتالت صالح العاروري في عمق الضاحية

نتانياهو يعمل لجر لبنان الى الحرب ونصرالله يحدد مساء توجهات المرحلة المقبلة

خرق العدو الاسرائيلي كل القواعد وتجاوز الخطوط الحمراء وارتكب جريمته في عمق الضاحية الجنوبية. فقد استهدفت طائرة مسيرة مكتب حماس، حيث كان يعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية، ادت الى استشهاد مسؤول في حماس هو صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وثلاثة اخرين واصابة 11شخصاً توزعوا على مستشفيات المنطقة. فقد اطلقت المسيرة صاروخين استهدفا مكتب حماس وسيارات المرافقة المركونة امام المبنى. واكدت حركة حماس خبر الاغتيال، معلنة عن سقوط اثنين من قادة القسام. واعلنت في وقت لاحق عن ارتفاح حصيلة الضحايا الى ستة. وقد عمل الصليب الاحمر والدفاع المدني على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء الحرائق التي اشتعلت بفعل القصف الصاروخي. وتضررت المنازل المحيطة بالمكان كما احترق عدد من السيارات.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دان الانفجار وقال انه جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما ان هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لابعاد شبح الحرب عن لبنان. واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل، لوقف استهدافاتها. كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية، لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة.
ان لبنان ملتزم قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701. ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل التي لم تشبع بعد قتلاً وتدميراً، وقرار الحرب في يدها، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها.
واوعز الرئيس نجيب ميقاتي الى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن ضد العدو الاسرائيلي، على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية، ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة الى تصعيد شامل، استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الاسرائىلية اليومية المتصاعدة على جنوب لبنان. مما يزيد المآسي والويلات، ويهدد السلم والامن الاقليميين. وطالب بادانة العدوان الاسرائيلي.
في اسرائيل اوعز رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو الى وزرائه عدم التعليق على الجريمة التي ارتكبها طيرانه. ومعلوم انه كان قد اعلن في تشرين الثاني الماضي، ان اسرائيل ستلاحق قادة حماس اينما وجدوا، وقد رد على هذا الكلام في حينه الامين العام لحزب الله قائلاً ان اي اغتيال يطاول اي مسؤول فلسطيني او لبناني او ايراني او سوري، لن يمر يدون عقاب. وينتظر المراقبون ما سيقوله السيد نصرالله في الكلمة التي سيلقيها مساء اليوم، بمناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني. ومضمون هذه الكلمة سيحدد الخطوات المقبلة.
والسؤال المطروح الان، كيف ستتدرج تطورات الحرب على غزة، والتي يحاول نتانياهو الهارب من امام القضاء جر لبنان الى الحرب. وقد عمد جيشه في الايام الاخيرة الى تصعيد كبير تجاوز فيه قواعد الاشتباك ووسع دائرة اعتداءاته وطاول عمق الجنوب اللبناني. ويرد رجال المقاومة الاسلامية على هذه الاعتداءات بالاسلحة المناسبة ويحقق فيها اصابات.
هذا التصعيد اثار القلق من جر لبنان الى الحرب، فتتوسع لتتحول الى حرب اقليمية، يعود ضررها على المنطقة باسرها، وتصيب لبنان بما لا قدرة له على تحمله. لذلك تصاعدت التحذيرات في الخارج وفي الداخل طالبة وقف الاشتباكات الدائرة في الجنوب، وتحييد لبنان. وقد نشطت الوساطات لتنفيذ القرار 1701 الذي وحده يحمي لبنان ويبعده عن اجواء المعركة. وتفيد المعلومات ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ومستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين يعملان على هذا الحل بهدف نزع ورقة التفجير من ايدي العدو الاسرائىلي، وارغامه على احترام القرار الدولي 1701، الذي لم يلتزم به منذ صدوره وكان يخرقه جواً وبراً وبحراً. ويُعوَل كثيراً على قدرة هوكستين في هذا المجال. فقد سبق له ان نجح في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فهل ينجح هذه المرة ايضاً في معالجة المخالفات على الخط الازرق، وارغام اسرائيل على الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ويعيد الهدوء الى الحدود التي تشهد توترات بين الحين والاخر؟
هل تتطور الاشتباكات الى حرب مدمرة كما يسعى نتانياهو ام تنجح الحكمة في نزع هذه الورقة من يد مجرم تاريخه كله مصبوغ بالدم، حتى ان شعبه يطالب بابعاده عن رئاسة الحكومة؟ الساعات المقبلة ستحمل اجابات على تساؤلات كثيرة تتعلق بمستقبل لبنان والمنطقة، بعدما اعلن حزب الله في بيان نعيه العاروري «ان الجريمة لم تمر من دون رد وعقاب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق