الأسبوع الثقافيكتب

بدوي الحاج… لاهثاً، يكتب الشعر الجميل!

باستطاعتي القول. ان بدوي الحاج، مؤلف كتاب «لاهثاً، يبتلع الهواء!» الصادر عن «دار المؤلف»، وهو الثالث له، بعد كتاب «… ولو بعد حين!»، ومن ثم، «قامات في فراغ أبيض» الصادر عن «دار نلسن للنشر» – قد أدركته حرفة الأدب منذ أن بدأ قلبه يخفق بشكل آخر، ومنذ أن أخذ قلمه يشرقط بالشعر… فهو بالرغم من انه تخرّج مجازاً في الهندسة المدنية ودخوله معترك الهندسة والمقاولات والبناء، وبالرغم من انه عمل في الصحافة المهجرية والاعلام في سيدني – أستراليا، بقي مواظباً على كتابة القصيدة التي يعبّر من خلالها عن أفكاره وهمساته، عن الوطن والحرية، عن الحب والمرأة، عن الغربة والذات، وعن كل ما يشغل باله… فالقصيدة بالنسبة اليه، هي الوعاء، فيها نسكب آلامنا وأفراحنا… وهي الملجأ، نحتمي بها كلما ضاقت بنا الأيام!
في كتابه الجديد «لاهثاً، يبتلع الهواء!» الذي يقع في 119 صفحة من القطع الوسط، ويتضمن مجموعة كبيرة من القصائد، تدور حول ثلاثة محاور، هي: المرأة والروح، والوطن، وموضوعات اخرى…
بأسلوب جديد، ولغة أنيقة، وشفافية مذهلة، يقول الشاعر بدوي الحاج في محور «المرأة»:
أرتعش كلّما مرّت..
التفاتة خجل وبضع كلمات
أرتعش أكثر، حين ترحل مع الغياب!

❊❊❊
وفي محور «الروح» يقول:
ليس هناك من موت
إن لم تكن ولادة!

❊❊❊
ويقول أيضاً:
أيها الطائر، غرّد!
فإن الطيور التي لا تغرّد تموت!

❊❊❊
أما في محور «الوطن» فيقول:
أعظم الأبطال
فلاّح
يغرس في كل أرض وطناً!

❊❊❊

وفي الكتاب ايضاً، باب بعنوان «نثريات» يضم مجموعة من النصوص الجميلة والعميقة الزاخرة بالشعر… ولست أدري، لماذا اعتبرها المؤلف خارج مناخ الكتاب؟!
سامحك اللّه يا شاعري، فالشعر كما تعرف، أكبر من القواعد، وأهم من واضعيها!
وهنا أنقل أحد هذه النصوص المدهشة:
❊ يوم مشى جَدّي بجانب النهر، كنت أعلم بأنه لن يعود!
فالنهر لا ذاكرة له كي يحفظ الطريق..
أخذ جَدّي من يده، في نزهة راجلة، بين الحقول وفي عبّ البساتين.
النهر لا يعرف سوى السير الى الأمام. دون التفاتة الى الأمس، فلا ينحرف ولا يَحيد..
أخذ جَدّي وجَدّتي وبعض الاقارب والجيران وحفنة من الرفاق، الى البحر، بلا عودة!
رحل جَدّي وبقي النهر!

اسكندر داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق