شركات النفط الأميركية تعمّق علاقتها مع السعودية
لا تزال المملكة العربية السعودية وشركات الصخر الزيتي الأميركية في مواجهة للتحكم بسوق النفط العالمية، ما دعا إلى اضطراب اقتصادي نادر للمملكة ودفعها للتفكير بالحياة ما بعد النفط.
فرغم هذه المواجهة، حرصت المملكة على تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة بمجموعة من الصفقات مع شركات الطاقة الأميركية، والتي كُشِف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي للدولة التي تترأس منظمة الدول المصدّرة للبترول «أوبك».
وقد أعلنت شركة «أرامكو» السعودية، عن اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار مع ما يقارب 12 شركة أميركية، من بينها “Schlumberger” و«Halliburton” و«General Electric” و«Nabros” و«National Oilwell Varco” .
وتتضمن الاتفاقيات النواحي كافة من منصات النفط البحرية وصولاً إلى معدات الحفر المتطوّرة وحتى دمج تكنولوجيا “General Electric” في تحويل عمليات «أرامكو» التشغيلية.
وستحتاج المملكة إلى ضخ الأموال في حقولها النفطية القديمة لتحافظ على مرتبتها في السوق، والشركات الأميركية لديها الحل، فالموضوع بالنسبة إليها يجسّد تجارة رابحة.
كما تظهر الاتفاقيات استمرار الشرق الأوسط باستثماراته في القطاع النفطي، رغم أن السعودية قدمت استراتيجية لعام 2030 تهدف فيها المملكة للتركيز على اعتماد اقتصادها على مصادر غير نفطية، والذي تأثر بعد التراجع الحاد بأسعار النفط خلال العامين الماضيين، ما أدى إلى تقليص الدعم الحكومي لبعض الخدمات وتسريح الكثيرين من وظائفهم.
وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، إن الاتفاقيات ليست مجرد مظاهر للاحتفال بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة، بل أنها «اتفاقيات حقيقية»، مضيفاً بقوله: «مصداقيتنا هي أهم ما نملك، ولن نهددها بالإعلان عن أمور لسنا متأكدين من تطبيقها»، وفقاً لمقابلة أجراها الفالح مع كبير مراسلي الاقتصاد لـ CNN، جون ديفتيريوس، الأحد.
وقد أبرمت السعودية أيضاً اتفاقيات كبرى مع متعاقدين بمنظومة الدفاع الأميركية مثل “Lockheed Martin” و«Raytheon”، وأشار الفالح إلى أن هذه الاتفاقيات «حفّزت» بزيارة ترامب، مضيفاً بأن العلاقات القوية مع الولايات المتحدة ازدادت بعد جهود ترامب لمحاربة الإرهاب.
وقد تزامنت زيارة ترامب إلى السعودية قبل اجتماع مهم لمنظمة «أوبك» ستترأسه السعودية في فيينا للعثور على طريقة لإعادة الاستقرار إلى أسواق النفط.
ولكن هنالك مشكلة أمام «أوبك»، ألا وهي شركات الصخر الزيتي الأميركية، فأسعار النفط المنخفضة خلال العامين الماضيين فشلت في ردع دورها بالسوق، ما أدى إلى وجود كم كبير من العرض فاق الطلب، مهددة بتغيير القطع الحاد للنفط بالأسواق، لتجبر «أوبك» الأن على التفكير بطرق لتغيير مسار الأمور لصالحها، وهذا يتضمن الاتفاقيات التي أجرتها السعودية مؤخراً للحفاظ على مركزها بالسوق، والتعلم من التجربة التكنولوجية التي خاضتها شركات الصخر الزيتي الأميركية.
سي ان ان