سياسة لبنانية

حزب الله يعرض على المسلحين في جرود عرسال اتفاق اجلاء على الطريقة السورية

«فككنا وسنفكك بقية المواقع العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية لأن مهمتنا أنجزت»

عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على المسلحين المتواجدين في منطقة عرسال الحدودية في شرق لبنان والذين تسللوا بمعظمهم من مناطق سورية محاذية، اتفاق إجلاء مشابها لما يحصل في سوريا مع مقاتلين معارضين.

وتوجه نصرالله مساء الخميس الى المسلحين في جرود عرسال بالقول «على ضوء كل التطورات في سوريا، في دمشق وفي الغوطة الشرقية (ريف دمشق) والمنطقة الحدودية (…) أنتم تخوضون معركة في الجرود (…) ليس لها مستقبل».
وأضاف في كلمة ألقاها عبر الشاشة خلال إحياء الذكرى الاولى لمقتل القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين في سوريا «نحن جاهزون ان نضمن تسوية متل كل التسويات التي تجري ويمكن التفاوض على الاماكن التي يذهب اليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم».
وقال نصرالله اليوم «هذا الامر يجري في الكثير من المناطق في سوريا، لماذا لا يجري هنا؟».
وأعلن نصرالله ان عناصر حزبه سيخلون مواقعهم في المنطقة الحدودية الشرقية من الجانب اللبناني، لان المنطقة السورية المقابلة أصبحت آمنة.
وقال ان «الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، من المصنع الى منطقة الزبداني ومضايا وسرغايا، (…) المنطقة كلها باتت خالية من المسلحين والجماعات المسلحة».
ولأنها باتت «آمنة»، قال نصرالله «الآن على الحدود اللبنانية الشرقية، لم يعد هناك اي داع لتواجدنا».
وأضاف «نحن الآن فككنا وسنفكك بقية المواقع العسكرية على تلك الحدود من جهة الاراضي اللبنانية ونخليها»، مؤكداً ان «المهمة المتعلقة بالسلسلة الشرقية أنجزت… من هنا فصاعداً مسؤولية الدولة».
وأوضح أن حزب الله سيحافظ على تواجده على الجهة السورية من الحدود. وقال «على طول الحدود في المقلب الآخر في عدد متواضع من المواقع، سنحافظ على تواجد تنسيقي وحضور لمنع اختراق اي مسلح للحدود اللبنانية».
وشهدت عرسال في آب (اغسطس) 2014 معارك عنيفة استمرت أياماً بين الجيش اللبناني ومسلحين تابعين لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية قدموا من سوريا، وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة. لكن هؤلاء لجأوا الى التلال الجرداء للبلدة الخالية من السكان والمعروفة بجرود عرسال. وانضمت اليهم مع تقدم القوات النظامية السورية في ريف دمشق، مجموعات مسلحة اخرى.
وخلال السنتين الماضيتين، تكررت المواجهات بين هذه المجموعات والجيش اللبناني. كما حصلت مواجهات أحياناً من الجهة السورية بينهم وبين حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام.
وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 التي تخللها حصار الكثير من المناطق عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.
وكان آخر تلك العمليات إجلاء نحو ألف شخص بين مقاتلين ومدنيين الاثنين من حي برزة في شمال دمشق.

الحرب المستقبلية قد تكون داخل إسرائيل
وقال نصرالله إن أي مواجهة مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل قد تحصل «داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة» في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجانبين. واضاف «لن يكون هناك مكان بمنأى لا عن صواريخ المقاومة ولا عن أقدام المقاومين. ولذلك هو (الجانب الإسرائيلي) يأخذ الأمور بجدية».
ومنذ حرب عام 2006 يعمد نصرالله في الكثير من خطاباته إلى إظهار قدرات الجماعة العسكرية التي يمكن أن تستخدمها ضد إسرائيل في أي نزاع مستقبلي الأمر الذي يراه الخبراء في إطار سياسة الردع المحسوبة.
وفي الوقت نفسه تبدو إسرائيل مصممة على منع حزب الله الذي تراه أكبر تهديد استراتيجي على حدودها من استغلال دوره في الحرب السورية للحصول على الأسلحة والخبرة مما قد يعرضها للخطر في آخر الأمر.
وأدت ضربات قامت بها إسرائيل داخل سوريا إلى تدمير أسلحة تقول إسرائيل إنها كانت في طريقها إلى حزب الله وقتلت قادة من الجماعة.

الصراع في سوريا دخل مرحلة جديدة
وقال نصرالله إن الصراع في سوريا دخل مرحلة جديدة دون أن يقدم المزيد من التفاصيل لكنه أضاف أنه يتعين اغتنام أى فرصة لوقف القتال فى البلاد.
وقال نصرالله إنه مما لا شك فيه أن الصراع في سوريا دخل في مرحلة  «جديدة حساسة» مؤكداً أن «الجماعات المسلحة بالعموم هي في أسوأ حال».
وتابع يقول «روسيا وإيران وحزب الله في هذه المرحلة سياسياً وعسكرياً وأمنياً وميدانياً أكثر انسجاماً وتفاهماً من أي وقت مضى».
وأضاف أن أي فرصة لوقف القتال في سوريا هي أمر إيجابي يجب دعمه في اشارة واضحة إلى مبادرة تقودها روسيا لإقامة «مناطق مخففة التوتر في سوريا».

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق