المعسكران المتنافسان في ليبيا يتعهدان بالتهدئة ولا خريطة طريق واضحة
أصدر المعسكران الليبيان المتنافسان بيانين منفصلين يوم الأربعاء يتعهدان بتهدئة التوترات في جنوب ليبيا ومكافحة الإرهاب لكن دون طرح طريق مشترك إلى اتفاق سياسي لتوحيد البلاد.
جاء البيانان بعد يوم من ضغوط دبلوماسية مكثفة أدت إلى اجتماع في أبوظبي بين خليفة حفتر القائد العسكري المتمركز في شرق ليبيا وفائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
ويسيطر حفتر على فصائل في شرق ليبيا تعرقل الجهود الدولية لإنهاء الصراع الليبي وترفض التعامل مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج بعد أن تشكلت في طرابلس العام الماضي.
ولم يذكر بيان السراج الخطط التي تحدثت عنها وسائل إعلام موالية لحفتر يوم الثلاثاء لإعادة تشكيل قيادة حكومة الوفاق وإجراء انتخابات جديدة العام المقبل.
وقال مصدر قريب من حكومة الوفاق الوطني إن الجانبين حاولا في بادىء الأمر الاتفاق على بيان مشترك قبل أن يقررا إصدار بيانين منفصلين.
وفي السابق أدت روايات متضاربة لاتفاقات مبدئية وتسريبات لوثائق لم يوقعها أي من الطرفين إلى إرباك الوساطة الدولية والمفاوضات الرامية لإنهاء الصراع في ليبيا منذ اإطاحة معمر القذافي في 2011.
وقال بيان مكتب السراج إن الاجتماع مع حفتر جاء «سعياً لتحقيق تسوية سلمية للأزمة الليبية» ودعا إلى «حوار مجتمعي موسع لترسيخ الثوابت الوطنية وتأصيل فكرة بناء الدولة الديمقراطية المدنية».
وشدد البيان على الحاجة إلى «الحفاظ على مبادىء ثورة السابع عشر من فبراير» التي أطاحت القذافي ووضع «إستراتيجية متكاملة لتطوير وبناء الجيش الليبي الموحد والتأكيد على انضواء المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية».
ودعا البيان إلى مكافحة الإرهاب وتهدئة الأوضاع في جنوب البلاد و«اتخاذ كل التدابير التي تضمن التداول السلمي للسلطة».
ويقود حفتر الجيش الوطني الليبي المتمركز في الشرق ويرى في نفسه قائداً عسكرياً قادراً على إلحاق الهزيمة بالمتشددين الإسلاميين والسيطرة على الفصائل المسلحة العديدة في ليبيا.
ويخشى معارضوه أنه يسعى لإعادة ترسيخ الحكم الاستبدادي في ليبيا ويقولون إنهم سيناضلون من أجل الدفاع عن ثورة 2011.
وركز بيان الشرق الذي نقلته وسائل إعلام موالية لحفتر على حماية الجيش ودعا إلى «ضرورة العمل على معالجة انتشار التشكيلات المسلحة وتنظيم حمل السلاح».
وقال أيضاً إن الاجتماع ناقش إجراء تعديلات على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة والذي أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني في أواخر 2015 دون إعطاء تفاصيل.
ومثلما حدث مع اتفاق 2015 قد تواجه أي خريطة طريق يتفق عليها السراج وحفتر معارضة من الفصائل المسلحة والسياسية على الأرض.
وتتجمع هذه الفصائل في تحالفات متغيرة ومعقدة في الوقت الذي يتناحر فيه المعسكران المتنافسان على السلطة وثروة ليبيا النفطية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.
رويترز