اجتماع بين حفتر والسراج في أبوظبي ينهي الجمود بين الطرفين وانتخابات مبكرة العام المقبل
اجتمع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر مع رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فائز السراج يوم الثلاثاء في إنهاء لأزمة قائمة منذ 16 شهراً قوضت الجهود الدبلوماسية لتوحيد البلاد منذ عام 2011.
وأجرى حفتر الذي رفض في السابق دعوات للاجتماع مع الحكومة محادثات مع السراج في أبوظبي، وقال مصدر قريب من القائد العسكري إن المحادثات أسفرت عن اتفاق لإجراء انتخابات في وقت مبكر من العام المقبل.
وتضغط قوى إقليمية وغربية على حفتر والسراج منذ شهور لمناقشة إعادة تفعيل الاتفاق الذي جرى بوساطة من الأمم المتحدة وأدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج. وكان الاتفاق محاولة لإنهاء الاضطراب المستمر في ليبيا منذ الانتفاضة التي أطاحت معمر القذافي في 2011.
ويسيطر حفتر على فصائل في شرق ليبيا ترفض حكومة الوفاق الوطني مما أسهم في عدم قدرتها على توسيع سلطتها في طرابلس وخارجها. وتدعم فصائل أخرى مسلحة في الغرب حكومة الوفاق الوطني.
وقد يكون اجتماع الثلاثاء خطوة للأمام نحو إنهاء الأزمة بين التحالفات الفضفاضة المتناحرة التي دفعت البلاد إلى الدخول في حرب مفتوحة عام 2014. لكن أي اتفاق سيحتاج إلى دعم العديد من الجماعات المسلحة والقوية التي أحبطت محاولات سابقة لتوطيد الاستقرار في البلد المنتج للنفط.
ولم يصدر بيان رسمي بعد انتهاء الاجتماع أو تعليق من حكومة الوفاق الوطني.
لكن مصادر قريبة من حفتر قالت إنه عقد اجتماعاً ثنائياً مع السراج لمدة ساعتين ووصفوا المحادثات بأنها كانت إيجابية.
ومن النقاط العالقة فقرة في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة تمنح حكومة الوفاق الوطني السيطرة على الجيش وهو ما تخشى الفصائل المتمركزة في شرق البلاد أن يضعف الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر.
وقالت قناة 218 التلفزيونية الليبية المؤيدة لحفتر إنه والسراج اتفقا على اقتراح إلغاء هذه الفقرة وتشكيل حكومة وحدة معدلة.
وقال مصدر في أبوظبي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إنه تم الاتفاق على فتح قنوات اتصال دائمة وتشكيل مجموعتي عمل لاستكمال اتفاق بشأن تفاصيل تشكيل حكومة والترتيبات العسكرية بين ضباط من جميع المناطق.
وأضاف المصدر أنه تم الاتفاق أيضاً على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعد أقصاه آذار (مارس) عام 2018.
شخصية مثيرة للشقاق
وهذه هي أول مرة يجتمع فيها السراج وحفتر منذ أوائل العام الماضي.
وفشل اجتماع كان متوقعاً في القاهرة في شباط (فبراير) رغم الاتفاق على خريطة طريق بين وفدين برلمانيين من الشرق والغرب لإحياء عملية السلام.
وحفتر، الحليف السابق للقذافي، شخصية مثيرة للشقاق يشكك معارضوه في أنه يسعى للعودة بالبلاد إلى الحكم السلطوي.
وكسب القائد العسكري الذي حظي بدعم من قوى خارجية ومنها مصر والإمارات وروسيا أرضاً منذ العام الماضي وسيطر على عدد من موانئ النفط الرئيسية وتقدم في حملة طويلة ضد خصوم يقودهم إسلاميون في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا.
وقد أشار حفتر أيضاً إلى أنه يتوقع السيطرة على طرابلس لكن العديد من المراقبين شككوا في قدرته على القيام بذلك.
وفي تقدم الجيش الوطني الليبي والقوات المتحالفة معه باتجاه الغرب في الشهور الأخيرة اشتبك مراراً مع خصوم متحالفين مع حكومة الوفاق الوطني حول موانىء النفط وفي منطقتي سبها والكفرة الصحراويتين بالجنوب.
ورفض حفتر وأنصاره حكومة الوفاق الوطني في السابق بسبب ارتباطها بفصائل مسلحة تملك نفوذاً في طرابلس وباقي مناطق غرب ليبيا.
واللقاء هو الثاني بين المسؤولين بعد اجتماع في كانون الثاني (يناير) 2016 جرى بعد تعيين السراج رئيساً لحكومة الوفاق الوطني.
وقالت وكالة الانباء الموالية لسلطات شرق طرابلس «إن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة أبو القاسم حفتر التقى صباح الثلاثاء رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في أبوظبي بعد وساطة دولية وعربية».
وتابعت أن المشير حفتر غادر أرض الوطن مساء الاثنين إلى الإمارات في «زيارة رسمية» تلبية لدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبحسب قناة «218» الليبية تم التقاط صور للمسؤولين قبل أن يعقدا «اجتماعاً مغلقاً».
وكان من المفترض أن يلتقي السراج وحفتر في القاهرة منتصف شباط (فبراير) بمبادرة مصرية للتفاوض بشأن تعديلات على الاتفاق السياسي المبرم في كانون الأول (ديسمبر) 2015 برعاية الأمم المتحدة والذي تم بموجبه تشكيل حكومة الوفاق.
ولم ينص الاتفاق على أي دور للمشير حفتر الذي تسيطر قواته على القسم الأكبر من شرق ليبيا، لكنه فرض نفسه كمحاور أساسي بعد سيطرته على الموانىء النفطية الرئيسية في البلاد.
وبعد إلغاء لقاء القاهرة الذي حمل السراج حفتر مسؤوليته، اعتبر رئيس حكومة الوفاق إنه تم تفويت فرصة ثمينة لبدء إيجاد حل لانقسام البلاد ومعاناة الشعب الليبي.
ومنذ توليها مهامها في طرابلس في آذار (مارس) 2016 لم تنجح حكومة الوفاق في بسط سلطتها على كامل البلاد.
وبعد ست سنوات على الثورة التي أطاحت معمر القذافي، لا تزال ليبيا غارقة في الفوضى.
رويترز/فرانس24/أ ف ب